أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - حول المطالبة بمقاطعة المسلمين لعادل إمام














المزيد.....

حول المطالبة بمقاطعة المسلمين لعادل إمام


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 09:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مرة أخرى يثير عمل فني حفيظة البعض بصورة تبتعد تماماً عن العقلانية والموضوعية. فقد نقلت الأنباء عن مقال للكاتب حمدي رزق نشرته جريدة "المصري اليوم" الأسبوع الماضي أن مجموعة من النشطاء الإلكترونيين العرب طالبت المسلمين بمقاطعة أعمال الفنان عادل إمام بدعوى ترويجه لما أسموه بالـ"تنصير" من خلال تجسيده لشخصية رجل دين مسيحي في فيلمه الكوميدي الجديد "حسن ومرقص" الذي يعالج من خلاله إمام قضيتي التطرف الديني والتسامح بين المسلمين والمسيحيين.

لم تكن المطالبة بمقاطعة أعمال عادل إمام هي الأزمة الاولى التي يواجهها الفنان بسبب "حسن ومرقص" فقد سبق له أن واجه حملة تشهير مغرضة قام بها إسلامويون متطرفون ومثقفون علمانيون قبل شهور حين اجتمع مع البابا شنوده الثالث بطريرك الإسكندرية لمناقشة بعض الأمور العقائدية التي يتناولها الفيلم وللحصول على تصريح للتصوير ببعض الكنائس. ورغم مرور شهور على العمل بالفيلم إلا أنه لم يبد أن المتربصين بالاعتدال والتسامح سيمرروا الفيلم من دون مشاكل، فقد توالت اتهامات الإسلامويين لعادل إمام الواحدة تلو الأخرى كلما اقترب موعد عرض الفيلم.

وقد استعر غضب المتطرفين الإسلامويين للاستعار في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الصور الدعائية القليلة التي تداولتها الصحف الورقية والإلكترونية للفنان عادل إمام التي ظهر فيها، تمثيلاً بالطبع، مرتدياً الصليب فوق الجلباب التقليدي الذي يرتديه رجال الدين في الكنائس المسيحية التقليدية. فلم يقبل المتطرفون أن يظهر الفنان الكوميدي الأشهر على الساحة العربية مرتدياً الصليب الذي يتخذونه عدواً أكبراً لهم ولأطروحاتهم المتشددة، فما كان منهم إلا أن اعتبروا الفنان عدواً للإسلام ومروجاً للمسيحية التي يبغضونها.

لم تصل إلى مسامعي أن مجموعة النشطاء المتطرفيين هذه اعترضت يوماً على قيام الفنان عادل إمام أو غيره من الفنانين بتمثيل دور شخصية شريرة غير مقبولة اجتماعياً كشخصية اللص أو القاتل أو المغتصب على اعتبار أن تمثيل هذه الأدوار يروج للأعمال الشريرة لهذه الشخصيات. ولكن من سخرية الأقدار أن مجموعة المتطرفين اعترضت على قيام الفنان إمام بدور رجل الدين المسيحي. فمن الواضح تماماً أن المتطرفين الإسلامويين يرون أن رجل الدين المسيحي الذي يتدلى الصليب على صدره يعد أشد خطورة على المجتمع الإسلامي من اللص والقاتل والمغتصب!

لم أر الفيلم ولم أقرأ قصته وبالتالي لن أقوم بتقييم الفيلم فنياً وفكرياً في مقال اليوم. ولكن من دون أن نحتاج للدخول في قصة الفيلم ومن دون أن نحتاج للحديث عن اتفاقنا أو اختلافنا مع طريقة تناوله لقضيتي التطرف الديني والتسامح بين المسلمين والمسيحيين فإنني أؤكد على أن المطالبة بمقاطعة أعمال الفنان عادل إمام تعد من أعمال الترهيب والابتزاز والقمع الفكري الذي تشتهر بها بلدان العالم العربي. ولعل المناخ الرديء الذي تعيشه المجتمعات العربية يعرقل رسالة فيلم "حسن ومرقص" التسامحية، فالأعمال الفنية بصفة عامة ستبقى عاجزة عن مواجهة التطرف في العالم العربي ما لم تكن مصحوبة بإصلاحات سياسية وتعليمية ودينية واجتماعية واسعة.

لقد بدأ الفنان عادل إمام بفيلم "حسن ومرقص" حلقة جديدة من سلسلة مواجهاته مع التطرف الديني. وإذا كان الفنان قد كسب الحلقات السابقة من المواجهات، فإن هذا الكسب، برأيي، لم يتحقق إلا لأن تلك الحلقات اهتمت بالإرهاب من دون أن تتناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. الأمر يبدو مختلفاً في الحلقة الجديدة التي تتناول القضية بالغة الحساسية. وإذا كان مجرد ارتداء عادل إمام للصليب قد أثار المتطرفين الإسلامويين، فإن ذلك يعني أن معركة شرسة وطويلة تنتظره لكسب هذه الحلقة.

وربما تنتهي الحلقة بفقدان الفنان جزءاً من قاعدته الشعبية العريضة في العالم العربي بسبب الفيلم الذي تحمس له وحشد له الكثير من الإمكانات المادية والطاقات البشرية. ولكن من المؤكد أن إمام، كغيره من مناهضي التطرف، سيحظى بالمزيد من الاحترام من قبل المعتدلين والأحرار وأصحاب العقول السليمة والنفوس السوية في البلدان العربية. وتحية لكل معتدل ولكل جندي في معركتنا ضد التطرف.




#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يقود أوباما الولايات المتحدة إلى المجهول؟
- مسيحيو بلاد المسلمين بين خيارين أحلاهما بطعم العلقم
- عبد المعطي حجازي ومقارنة أنصاف المواهب بين فيروز وأم كلثوم
- رغم سلبياته: إتفاق الدوحة خير من دولة حزب الله
- بعد ستين سنة من الرفض والعنف: هلموا نمنح السلام فرصة
- مرارة الهزيمة السياسية لحكومة السنيورة أمام سلاح حزب الله
- هل ينقذ المجتمع الدولي لبنان من براثن حزب الله؟
- الإضراب وكعكة عيد ميلاد الرئيس مبارك
- قبو الرعب يسلط الضوء على جريمة كل العصور
- احتكار الله في بلاد المسلمين
- مساعي كارتر الحميدة تصطدم بمواقف حماس المتطرفة
- بين كراهية اليهود والعداء لإسرائيل
- الدكتاتورية أمامنا والفوضى خلفنا
- مناهضة تشويه الأديان بين العالمين الغربي والإسلامي
- في أوغندا: درس مسيحي في التسامح الديني
- موطيء قدم للمسيحي في وطنه
- كيف تحولت حرية العقيدة إلى حرية كفر في بلادنا؟
- حتى لا يتحول الاستحقاق الرئاسي إلى معركة تكسير عظام جديدة
- حين تكون الهمجية باسم الله
- ليت المسلمين يعاملون الأخرين كما يودون أن يعاملهم الأخرون


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - حول المطالبة بمقاطعة المسلمين لعادل إمام