أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - بهاء الدين نوري, المناضل الصلب , لا يستحق هذه الجفوة!














المزيد.....

بهاء الدين نوري, المناضل الصلب , لا يستحق هذه الجفوة!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 11:11
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قبل عقود طويلة تعرفت على المناضل الشيوعي المقدام بهاء الدين نوري, تعرفت على الرجل الذي لعب دوراً مهماً وشجاعاً, وهو ما يزال في مقتبل العمر, حين اعتقلته قوات الأمن العراقية في العهد الملكي واستطاع بصموده المشهود وجرأته في مواجهة الجلادين أن يوقف عملية التداعي وانهيار عدد من المناضلين الشيوعيين وأصدقاء الحزب تحت عمليات التعذيب الشرسة التي كان جلاوزة التحقيقات الجنائية في بغداد تمارسها ضد المناضلين , وخاصة الشيوعيين منهم. كان بهاء الدين نوري (باسم) حينذاك يقود الحزب ويلعب دوراً مهماً في حياة الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية. وكان أول من شهد رفع الشارع العراقي لشعار "بس تأمر باسم العرض شنيله" ورفع شعار الجمهورية. قاد الحزب لفترة بسياسة شابتها الطفولة اليسارية والانعزالية , ولكنه كان مناضلاً شهماً وعنيداً وصادقاً في دفاعه عن الحقوق والحريات الديمقراطية وعن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره. لم يكن الرجل سهلاً, بل صعب المراس وكان في خلاف دائم مرة باتجاه يميني ومرة أخرى باتجاه يساري مع قيادة الحزب. كان بهاء الدين نوري سياسياً يدرك ما يريد ويناضل بعناد من أجل ما يسعى إليه في إطار الحزب الشيوعي العراقي أو خارجه. اعتقل وسجن وعذب وصمد. كان أول شيوعي في العراق رفع شعار حق تقرير المصير للشعب الكردي في العام 1952/1953 , جاء ذلك بعد المناضل الراحل الأستاذ عزيز شريف الذي كان يقود في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي حزب الشعب.
لقد اختلفت واختلف كثيرون مع بهاء الدين نوري, ولكن لم أنس ولم ينس الآخرون دوره في الحياة السياسية للحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية, وبقي الرجل يحظى باحترام وتقدير الشيوعيين والديمقراطيين, وكانت له علاقة خاصة بالاتحاد الوطني الكردستاني وتعاون مستمر. وحين اختلف مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي, احتضنه الاتحاد الوطني الكردستاني وقدم له الدعم السياسي والمالي وأسس حزباً كان حليفاً للاتحاد الوطني الكردستاني.
لا يمكن للحركة الشيوعية أو القوى الماركسية واليسارية في العراق أن تنسى دور بهاء الدين نوري في عملية التنوير الفكري والسياسي في عموم العراق وفي كُردستان العراق, هذا المناضل الشيخ الذي بلغ عمره الآن ثمانية عقود ونيف. ولكن كيف يمكن أن ينسى هذا الرجل وهو في شيخوخته المرهقة ومرضه الشديد حتى اضطره الألم والشيخوخة أن يكتب رسالة حزينة ومريرة إلى رئيس الجمهورية الذي كانت له علاقة نضالية وودية قديمة واحتضنه في فترة الصراع الفكري والسياسي ليقف إلى جانبه , ثم يهمل الآن لا من رئيس الجمهورية حسب , بل من حزبه القديم, الحزب الشيوعي العراقي, الذي قدم فيه وله سنوات شبابه.
ما زلت أتذكر الرجل المناضل حين كان يتحرك معنا في النصف الثاني من العقد التاسع من القرن الماضي في جبال كُردستان كعضو فعال في حركة الأنصار – الپيشمرگة. لقد كنا نحسده على حيويته وطاقته وقدرته الخاصة في صيد القبچ.
لا يجوز ترك الرجل يعاني من المرض دون معالجة, لا يجوز نسيان هذا المناضل الكردي والعراقي الأصيل. كم أتمنى أن يبادر اليساريون والديمقراطيون في العراق إلى إيجاد وسيلة مناسبة تساعد على معالجة المناضل الكردي والعراقي بهاء الدين نوري؟ أرجو أن يتحقق ذلك ما دامت الحكومة العراقية والقوى السياسية العراقية عاجزة أو غير راغبة عن تقديم الدعم المالي له لمعالجته في إحدى مستشفيات إيران أو تركيا أو الأردن. حتى الأصدقاء الأغنياء المقربين منه والذين كان يقودهم يوماً في السليمانية كفوا عن أن يتذكروا بهاء الدين نوري وهو الشخص الذي كان حاضراً دوماً معهم وقبلهم في النضال من أجل انتصار الشعب الكردي في قضيته العادلة وانتصار الديمقراطية في العراق.
أتمنى للرفيق المناضل بهاء الدين نوري في محنته الصحية الشفاء العاجل والنهوض على قدميه, وأتمنى على أصدقاء بهاء أن يتذكروا رفيقهم في النضال في هذه المحنة العصيبة من حياة الشيخ المناضل ابن السليمانية وكُردستان والعراق البار.. لنتعاون بيننا ونقدم له العون الممكن , فهو منا .. لاشك في ذلك.
19/6/2008
كاظم حبيب





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب الفاشية التابعة في العراق
- هل يتعظ التيار الصدري ومليشياته بدروس السنوات المنصرمة؟
- هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمري ...
- هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمري ...
- هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمري ...
- هل يحق لنا أن نسمح بمثل هذا الوضع المالي المزري لفنانات وفنا ...
- حكومة الوحدة الوطنية ... التغيير والترسيخ
- اتجاهات ومواقف فكرية وسياسية للصادق المهدي على هامش الجمعية ...
- نتائج احتفالية الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المنظمة العربي ...
- المشكلات الداخلية لا تحل إلا بالحوار السياسي الديمقراطي !
- ما الجديد في مواقف السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ؟
- التيار الصدري وميليشيات جيش المهدي إلى أين ؟
- من أجل تكريس الشرعية واحترام القانون في العراق
- هل انتهت أم بدأت أزمة المجتمع مع الجناح العسكري للتيار الصدر ...
- الشعب التبتي والاستبداد الصيني
- قرة العين نموذج رائع لنضال المرأة في سبيل حقوقها المشروعة
- حول الكُرد الفيلية ورسالتي إلى السيد نائب رئيس الجمهورية
- هل من علاقة عضوية بين السياسة والأمن في العراق؟
- هل النقد البناء ممارسة مطلوبة أم شتيمة مرفوضة؟
- قوى الإرهاب ونشاط بعض قوى اليسار الألماني ضد العراق في ألمان ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - بهاء الدين نوري, المناضل الصلب , لا يستحق هذه الجفوة!