أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - حتى تولد بغداد كعشتار الحبّ














المزيد.....

حتى تولد بغداد كعشتار الحبّ


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 07:37
المحور: الادب والفن
    



تستيقظُ هذي المخلوقات
في الدفء وفي البر د على لحظات
لترى في الخلوةِ قانوناً
الصمتُ العاهر في دَرَجاتْ
يقدم أحياناً
في غفلةِ عمرٍ مُتَغيّر
تصعب فيه الرؤيا والتشخيص
يأخذ منا ما نملك أولا نملكْ
لحظات النشوة والفكرة
نأخذ منه قسطاً من تعبٍ مضنٍ
في غرف النسيان
وكهوف مظلمة معزولة
من موعودٍ في القربان المنسي
قربان الأجساد
فيقول المترف عمداً
أن الغفلةَ كاملةُ العقلِ
بمصادفة الوقت
يتحكمُ فيها الموروث من الماضي
لتضيع حدود الأطراف
عند خطوط الظنّ
لكن المستغرب في الفطرة
أن الأمر الآخر
مقسومْ
في شطرين من العالم
الصمت المتفرع من خوفٍ
قاتمْ
المتعرج والمنفوخ على المدن المصلوبة
بغداد الأنثى
كالجثث المنحورة في كل فصول العام
أو قائم في التلويح
المتقهقر في سروالٍ متهرئ
بين الأفخاذ
بلثامٍ أسودْ
الصمت الخوف المتجلي
في ردهات الروح
ينسل يهز الرايةْ
تسقط منها الرعشة في ترتيلٍ مشلول
هيلاكو القومي الجزار
المتدين في جوف التعذيب
هو آتٍ في غيب الأحكام
أقوال الحكمةْ
وتقابلها الغفلةْ
في فرسان الصمت هلامين المنطق
في الطبالين لهيلاكو الجزار القومي
المتدين في غُرف التهذيب
نحن إذاً محكومين
بالصمت الفطرة
بالصمت الغبرة
بالصمت الفاتح عينيه
بالصمت الملتذ على صبره
بالصمت الفاقد عذره
بالصمت المحبوس بلا عِبْرة
بالصمت المفروض علينا في الدعوات
نبقى مرهونين ونقبل في الإعلان
لا نزعل من عقل الرجس
أو حقٍ مهضوم
وتراثٍ موهوم
وشجاعة تكمن في غرف النوم
اللحية أفضل من شاربْ
نلبس رأسا مدعوم
نفرج عن ساقين
نلبس أثواباً للرقص على الأشلاء
نغفلْ.. فيقول المترف قصداً
الغفلة أصل الحكمة
لا نخرج من جلدٍ مرقوم
نجعل في النوم قوانيناً مثلومة
بالزمن الماضي
الزمن القنفذ
راح ضحيته
عشرة أضعاف المأمول
الزمن المتعدد
ها نحنُ على الأبواب
باباً بابْ
نستجدي طول الوقت من الجلاد
أن تبقى بغداد
كبلادٍ.. حتى لو كانتْ حدباءْ
ها نحن على الأمصار
باباً بابْ
الراية بالمقلوب
المطر الكيمياوي
أصبح ملزوماً
خطوة خطوةْ
بخطوط ملتويةْ
تتمثل فيها
أدراج عيونٍ.. مخزونة باللون المفقود
المطر العازل في صحراء التيه
أصبح مألوفاً
ورفيقْ
المطر المتقطع
أصبح عنواناً.. لمجانيق النار
من أجساد التخمين
فعراق الدم
لا ينتج غير الدم
وهياكل من جبصين
لا ينتج في الوقت الراهن
في زمن المومياء الجزارين
إلا فرسان الصمت هلامين الترجيح
أعوام الصمت الغادر في وصفاتْ
لا تنتج إلا الهم
أعوام المحنة
لا تنتج إلا أبراج الموت
وأغاني دينية
وفخاخاً.. للمحرومين من الأموات
والضرب على الصدر المكشوف
ورؤوس مرمية
وأرامل مسبيات
أطفال العبث الأمريكي المتثعلبْ..
رسوماً في الجدران
ورجال الدين المهروسين بحب الراحة والمتعة
يعبق منهم جيف الموتى
تتشكل في ترتيب قدسي
لسرابٍ مثل الماء على كتف الصحراء
لسرابٍ مثل عيونٍ خلف ستائر من مخملْ..
تثقب جنح الليل
لسرابٍ مثل ضباءٍ
تركضُ خلف الصياد
الصمت النادر في الإيمان
بالصمت الأرعن
بالصمت الراضي..
الصوفي الطيب
بالصمت الأرغن في الأوتار
بالصمت المرعوب من الرعب القادم.
بالزمن المتقلب حين تضج الأصوات
تقدم في غفلة عمرٍ عسرٍ
مصحوبٍ بالعاهات
فتكون الساعات على الأبواب
باباً بابْ
وتكون دقائق منشورات
وتكون البشرة قد غابت
ويكون المعلول على راس حصان
لا نقربْ
لا نهتزْ
لا نتأثرْ
لا نبقى مرزومين
الصمت اللعبة فن المكر
أفضل ما في هذي الدنيا
أن لا نهربْ
لا نهربْ
لا نهربْ
كي ننزع ثوب الصمت العاهر
حتى تولد بغداد كعشتار الحبِّ
وتعلو الأصوات
وأهازيج النخوة
وأغانٍ تصدح في ترتيٍل قدسي
بغداد لنا .. آهٍ يا بغداد.
1 / 6 / 2008



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الأمريكية القادمة ما بين التكتيك والاستراتيجي
- الرئيس الإيراني على طريقة - لا تفكر لها مدبر - بالظهور**
- الوكالة الدولية ومخاطر برامج الإسلحة الإسرائيلية والإيرانية
- الانتخابات العمالية النقابية وتغيب عمال القطاع الحكومي
- من الضروري رفض استغلال اسماء الرموز الدينية ودور العبادة في ...
- الحل الدستوري القانوني هو الأنسب لقضية كركوك وليس الحل السيا ...
- مواقع الانترنيت الالكترونية وتشويه وعي المتلقين
- الانتخابات النيابية القادمة مركز انتخابي واحد لا عدة مراكز
- من الضرورة إنهاء مرحلة التحالفات الطائفية المستوردة
- مشكلة حل المليشيات المسلحة السرطانية
- أولا الكلبة تُبَع
- البطالة والفقر والآفات الاجتماعية قديماً وحديثاً أساس البلاء
- أول أيار عيداً أممياً لشغيلة اليد والفكر
- الحديث عن أي وحدة لليسار العراقي ووفق أي عينات؟؟
- الهاجس الأمني وراء السعي للحصول على السلاح النووي
- خرق حقوق الإنسان لطالبي اللجوء في السويد والنرويج
- نشأت الدولة ووظائفها ليس بالخدعة او من خلال اصطدام سيارتين
- الصراع الإقليمي والدولي وتصفية الحسابات على الساحة العراقية
- الكرد الفيليون بين المواطنة والحقوق المغتصبة
- مواقف التحالف المتناقضة


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - حتى تولد بغداد كعشتار الحبّ