أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خضر سعيد - اعذروني .. فدموعه خدعتني














المزيد.....

اعذروني .. فدموعه خدعتني


خضر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 06:42
المحور: كتابات ساخرة
    


كان يوما كبقية ايام العمل .. انا في طريقي الى مكتبي ..
وكوني لا امتلك سيارة الى الان .. فانا من رواد المواصلات العامة والتدافع على الحافلات .. ليس لسوء طبعي .. ولكن لانها متطلبات حياة المواطن العربي البسيط .
وسط الازمة اقف بانتظار الحافلة .. لم يطل الانتظار حتى وصلت وبدأ الناس بالتدافع .. وكنت اول الراكبين ..
لااخفيكم احيانا يمكنني قراءة افكار السائق وتوقع مكان توقفه بالضبط . لذلك اكون اول من يركب عادة ..
استقريت في المقعد قرب الباب , واذا بضجيج يصدر من ناحية الشارع , وسط الحشود اصوات صراخ وشتائم .
نظرت بعمق فانفرجت جهة من البشر المتجمهرين ورأيت مجموعة من الشباب يضربون رجلا بشدة .
لقد انهالوا عليه ضربا مبرحا فاذا به يهرب الى الحافلة التي انا فيها . واقفل الباب وراءه لاهثا فيما انطلقت الحافلة بنا مسرعة – لحسن حظه - .
نظرت اليه , يكاد يبكي من المه . ويده اليمنى تنزف بشدة . ومكان الجرح يبدو تهتكا ناتجا عن جرّ الجلد على سطح خشن كالاسفلت مثلا .
تخيلت المنظر . ضرب ثم جرّ على الاسفلت حتى تهتك لحم يده ونزف .. ماذا جرى لنا ؟
هل اصبح الانسان يعامل بهذه الوحشية ؟
حاولت ايجاد تبرير لما حصل .. وتوصلت الى ان ما حدث هو ما يحدث في العادة .. نتيجة الزحام .. تدافع احدهم مع الاخر فشتمه .. ورد الاخر الشتيمة بأقوى منها .. ثم اشتعلت حرب الشوارع . وانتهى الامر بهذا المسكين بلا كرامة على مرأى من الناس .
بعد هذا التفكير .. حولت نظري تجاهه .. كان يطلب من السائق ان يتوقف بلهجة مؤثرة :
- "ارجوك يا سيدي انزلني هنا .. اريد الذهاب للبيت لانظف جرحي "
تركنا ونزل و ما زلت افكر .. ماذا لو كنت انت و انا مكانه ؟
من لهؤلاء المساكين الذين تغلبهم الكثرة دائما فينتهون على الرصيف ينزفون دما وكرامة ؟
ومضت الايام ولم انساه .. حتى انني سجلت ملاحظاتي لاطرح القصة مناقشا ظاهرة عنف الشوارع .
وفي يوم اخر ... وبنفس السيناريو ...
سمعت ضجيجا خارج الحافلة .. وشباب يتشاتمون ويتصارخون ويتضاربون .. فتذكرته !
وبدأت ابحث عنه بين الجموع .. واذا به يرمى داخل الحافلة .. ويلحق به شاب يافع .. يضربه بشدة
نظرت الى يده اليمنى بحثا عن جرحه القديم لاتأكد انه هو .. لم اتمكن من الرؤية بسبب اكتظاظ الحافلة .
وبقي الشاب اليافع يضربه حتى بدا الدم على وجهه .. قام الناس داخل الحافلة وقمت معهم .
قمت وفي نيتي وضع حد لهذه المهزلة . فصعد شاب اخر الى الحافلة علمت فيما بعد انه صديق الشاب اليافع
ظننت انه سينهي المشكلة واذا به يمسك يقميص الرجل وينهال عليه ضربا مجددا ..
ثم فتحوا باب الحافلة ورموه خارجا على الرصيف . وانطلقت الحافلة من جديد ...
- "ماذا يحدث لو سمحت ؟ "
- "ذلك الرجل متحرش .. كل يوم يستغل تجمع الفتيات على باب الحافلة ليقف وراءهن ويفعل ما يفعل"
- "اللعنة .......... دموعه خدعتني"






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غباء الغرب وقصة البحارة الخمسة
- كلمة لمن خدعوا بمن يسمون انفسهم بأهل الدين
- الالعاب والطفولة
- لقاء مع الشيطان
- وراودني حلم
- انا وروحي
- بنت الجن
- الضمير العربي .. كلمات اغنية


المزيد.....




- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خضر سعيد - اعذروني .. فدموعه خدعتني