أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سَعْد اليَاسِري - هلْ أنتَ شاعرٌ عراقيٌّ .. ؟!














المزيد.....

هلْ أنتَ شاعرٌ عراقيٌّ .. ؟!


سَعْد اليَاسِري

الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


عبر موقعي الشخصيّ ؛ وصلتني رسالة خاصّة بعنوان (من أنت ؟) من أحد الزوّار الأفاضل . حيث لم يكتف صاحبنا بتشريف موقعي بزيارته , بل آثر أن يكتب إليّ سطرًا مذيّلاً بتوقيع " مجهول " .. مفادُهُ :

( هل أنت شاعر عراقي فعلاً ؟ و إن كنت كذلك فلماذا لم نسمع عنك ؟ )

زائري :
أيّها الـ يعرف اسمي و أعرف أنّه " مجهول " , ويرى صورتي ولا أراه , و يقرأ كتاباتي ولا أجد منه غير سطرٍ بوليسيّ يتقصّى الهُويّة , و يضفي على ضميره هيبة الجمع فيما أنا مفرد و أعزل , أقول بصراحة متناهية أنّ سؤالك فتح شهيّتي للكتابة عن مدى تقصيري .
تقصيري يكمن في أنّني لا أعرف صدقًا لماذا يجب أن تسمع عني ؟ خاصّة و أنا لا أكتب كي أكون نجمًا , ولا يعنيني أن أكون في النهاية . تقصيري يكمن في أنني أحترم القارئ – وقد يكون القارئ غبيًّا – و أحترم الكلمة – وقد تهوي بصاحبها إلى أسفل الذائقة - .. لذا تجدني متهاونًا في الاستماتة على النشر دون مبرّر . تقصيري يكمن في أنني لم أنشر باسمي الصريح إلاّ حين وصلتُ إلى قناعة بأنّ قصيدتي تستطيع الدفاع عن نفسها .. وتصمد وكان ذلك في عام 2002 . تقصيري يكمن في أنّني كنت أستطيع أن أصنع لي جمهورًا أكبرَ لو قمتُ باستغلال فرصي الضائعة والكثيرة , ولكنني لم أفعل .
تقصيري يكمن في أنّني – وهذا أثناء إقامتي في ليبيا 1998 | 2002 – كنت أجالس بعض الأصدقاء الشعراء والأدباء . أصدقاء أحترمهم و أقدّر نتاجهم عاليًا , و إن كنتُ أختلفُ معهم - كما يختلف المحبّون - في تفاصيل معيّنة حول النص و المنهج ؛ لكننا نتّفق في الحلقة الأهم .. حلقة الأدب . أصدقاء من أمثال أسامة العقيلي و عبد الكريم كاظم و أسامة الشحماني و كريم شغيدل .. إلخ , أقول بأنّني كنت أجالسهم ولم أقمْ في يوم من الأيام حتّى بمحاولة لإطلاعهم على ما أكتب , بلْ و أنّ بعضهم لم يعرف أنّي أكتب شيئًا بالمرّة , ولا أجد في الأمر غضاضة . ولا أذكر بأنّني في يوم ما قد أطلعتُ أحدًا على ما أكتب – باستثناء والدي الذي شجّع محاولاتي الأولى في القصّة و النص وقتذاك - هذا لأنّني كنتُ أبحث عن وطن آمن لحلمي , وطن لا يثقب دواتي و لا يكسّر أقلامي .. وطن لا يقتل أبناءه بالشبهة , وطن لا يشبه سعير العراق أو رمضاء ليبيا . تقصيري يكمن في أنّه لم يكن لدي وقت سوى للتدخين بشراهة و للقراءة بجشع .. القراءة التي كان جلّ حطبها من مقتنياتي و والدي , ثم من مقتنيات صاحبيَّ عبد الكريم كاظم و أسامة العقيلي . و اعلم زائري ؛ اليوم أنا في السويد ؛ و لا يعرف الكثيرون ممن ألتقيهم بأنّني شاعر .. حيث أنّي لا أجد في الأمر ما يستحق أن أرتدي لافتة تعلن عن هُويّتي .
تقصيري يكمن في أنّني لم أركب موجةً شِعريةً صاعدة أو هابطة , و كلّ ما فعلته و ما زلت أفعله هو كتابة ما أشاء , ثم أنشره حيثما وضعت الأصابع عصاها , و لاحقًا أطبعه على نفقتي الخاصّة دون أن أحلم بنظير مقابل جهدي أو قيمة أحرفي . تقصيري يكمن في أنّني لم و لن أستسهل الشّعر مطلقًا , ولم أشارك في مزادات الأدب التي يُروّج لها في كلّ حين , و لم أبعث بنتاجي راغبًا بجائزة , ولم أتذلّل طامعًا بطباعة مجّانية , وليس لأحدٍ على ظهر الكوكب فضل في صناعة اسمي أو تطوير موهبتي سوى حزني و بكائي على وطن لم يعد لي .

زائري :
أمّا وقد برّرتُ لكَ آثامي الفادحة .. فاغفرْ لي , و دعني أقلْ بأنّ تقصيري الأكبر هو – بلا شك – في عدم وصولي واسمي إلى سمو مسمعك الكريم .
شكرًا لرسالتك التي ذكّرتني بأصدقائي أو بسعد الياسري على أقل تقدير .

ودّ

سَعْد اليَاسِري
حزيران | 2008
السويد .


WWW.ALYASIRY.COM



#سَعْد_اليَاسِري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدونيس ؛ يا - ساعة الهتك - .. اغفر لنا .. !!
- شَهْقَةٌ .. حِينَمَا الرُّوحُ دَفْتَرْ
- و أُوتيت بلقيسُ : شِعرٌ على هيئة السُّنبلةْ .. !!
- المَجُوسِيُّ يُهَيِّءُ نَارَهُ .. !!
- علي بدر ؛ بين غثيان - سارتر - و مطرقة - نيتشه - .. !!
- أَعَادَتْ تَرْسِيمَ المَعْنَى بِخَلْخَالٍ .. !!
- مَسَدٌ نَمَا فَوْقَ اللِّسَانِ .. !!
- لَمْ نَكُنْ صَالِحِينَ .. !!
- دَاخَ البَنَفْسَجُ .. !!
- يَتَقَاطَرُونَ .. !!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سَعْد اليَاسِري - هلْ أنتَ شاعرٌ عراقيٌّ .. ؟!