أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - حكاية المختار وتابعه دشر-3-














المزيد.....

حكاية المختار وتابعه دشر-3-


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


مساء اليوم التالي كان جدي متاهبا للحديث عن قرية الحامضية وما جرى فيها من احداث في عصر المختار
وحين جلست قربه بادرته بالسؤال عن ولي الله مرداس وكيف اصبح مقامه ذا شان في القرية...اجابني بعد
ان اشعل سيكارته اللف اعلم يا ولدي ان الشيخ معيوف بعد ان اصبح من المقربين من المختار وشلته بات
ملهم المختار في اكثر افكاره حيث يرجع اليه في كل كبيرة وصغيرة وحين اصبح الجامع امرا روتينيا لدى
الناس طفق الكثيرون يسامون كلام الشيخ معيوف المكرر المعاد فاوحى الشيخ للمختار بان يربط الناس الى
شان اكثر غموضا فاتفق الجانبان على ابلاغ الرعية ان هنالك مدفونا في شمال القرية اسمه ولي الله
مرداس حيث اكتشف احد الرعاة قبرا مكتوب على شاهدته....هذا قبر اللتقي الزاهد ولي الله مرداس....
وقام المختار بتزوير الشاهدة ولم يبق الا جمع الناس في المكان الذي يوجد فيه القبر المزعوم وتم الامر
وطلب المختار من دشر ان يجمع الفلاحين لبناء مقام فوق القبر وبعث بعض المروجين الى القرى المجاورة
للتحدث عن كرامات ولي الله مرداس وكيف انه يشفي من الامراض ويمنح المراد لاصحاب الحاجات وووو
وما هي الا ايام حتى اخذ سكان قرية الحامضية يتقاطرون على المقام للزيارة والتبرك وقد امر المختار احد
اتباعه ان يكون المشرف على ادارة المقام وقد اشاع الشيخ معيوف في احاديثه وخطبه ان من يتبرع بالمال
للمشرف على المقام يمحو الله ما ارتكب من سيئات ولو كانت بعدد الرمل والحصى.....
.بدأ سكان القرى المجاورة يتقاطرون على القرية للزيارة والتبرك بولي الله مرداس... وكان سكان القرية
يستضيفونهم في بيوتهم ولما اصبح العدد يتزايد يوما بعد يوم امر المختار ببناء خان يكون مكانالسكن الزائرين
لقاء مبلغ من المال... وظهرت عادات جديدة في القرية لم تكن معروفة من قبل ومن ضمنها انتشار التدخين
بين شباب القرية حيث كان بعض الزائرين من التجار يوزعونه مجانا على الناس فلما تحكمت العادة في المدخنين
اخذ التجار يبيعونه لقاء مبلغ ....وهكذا استمرت الامور في الحامضية واخذ المختار واعوانه يزدادون ثراء بينما
الفلاحون يعانون شظف العيش ولا ينسيهم بعض همومهم الا طقوس الزيارات الى ضريح مرداس وكذلك الانغماس
في التدخين ..
كان المختار يتوجس خيفة من الناس رغم استكانتهم ورضوخهم لمشيئته ومشيئة اعوانه فالوافدون من القرى الاخرى
الاحسن حالا الى الحامضية كانوا يحدثون الناس عن قراهم ذات الوضع الاقتصادي المريح وكيف ان القائمين على
امورهم يعاملونهم بانسانية وشفقة فبدأ التململ عند بعض الشباب الذين ضاقوا ذرعا بحياة القرية الرتيبة وقد عرف
المختار ودشر والشيخ معيوف مدى ضيق الناس بهم وبسلوكهم المتعجرف الانعزالى وتحسبا من القادم السيء اجمعوا
على بناء سجن واقامة مجاميع مسلحة لردع الخارجين على ارادة المختار واعوانه.
بدا جدي منهكا وهو يقص علي تاريخ قريته المحزن.... وفجاة لاذ بالصمت الثقيل وحين طلبت منه الحديث عن السجن
والمجاميع المسلحة اجابني...الى الغد يا ولدي وغاب في تامل عميق



#علي_الانباري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم اغرد خارج سربي
- حكاية المختار وتابعه دشر-2-
- حكاية المختار وتابعه دشر -1-
- من غير عبد الله يتشح السواد
- ادباء الانبار خارج المربد
- احمل ناياتك مرتحلا
- عجيب امور غريب قضية
- اسرج في الوحشة ليلي
- سلم لي على ذيل الكلب
- وزير العناوين في الحكومة القادمة
- نجمة الصباح
- سوى الحب لا ابغي
- فمك الفردوس يزهو
- قصيدة مباشرة جدا
- البصرة مدينتي
- من انا
- الكلاب البوليسية تهاجم الارامل والثكالى
- ايها الافل رتل ظلمتك
- غيابة الجب
- فيروز والسكائر والتبليط حرام


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - حكاية المختار وتابعه دشر-3-