خذوا حذركم عند كل عربي

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    

لعن الله من سرق خبزي...
وأكل لحمي ...
وسرق إيميلي ...
ولعن الله من يسبني ويشتمني ولعن الله كل عدو للحرية وكل عدو للمرأه وكل عميل وكل خائن للثقافة وللحقيقة ولعن الله الذي يأكل في صحني ويبصق فيه.
ولعن الله كل من يضطهدني وكل من يكيد لي وكل من لا يقرأ لي.
ولعنة الله على القوم المستبدين وعلى القوم النائمين .
ولعنة الله على السيوف التي تلمع فوق رقبتي .

ولعنة من صميم أعماق أعماقي ومن صميم لعنات لعناتي على كل من تسول له نفسه أن يسرق من يدي قلمها وحبرها وفنجان قهوتها .
لعنة الله على كل عدو للحرية .

وأتمنى أن يفقد بصره وسمعه وفلذة كبده كل من يحاول أن يسرق من بين يدي أولادي كعكة عيدهم وأرجوحة عيدهم وألعابهم الورقية وألعابهم اليابانية الإلكترونية.
لايوجد في الوطن العربي مكان تحت الشمس من الممكن لي أن آخذ به حمام شمسي ترتاح به أعصابي .
ولا توجد في الوطن العربي مظلة أستظل بها بأشعاري .

ولا توجد في الوطن العربي قبة أبدي بها برأيي غير التي توفرها لنا أمريكيا من خلال الإنترنت.
ولا توجد في الوطن العربي عقلية مبنية على الحب والإلهام والإحساس بوخز الضمير أو الخجل من فقدان بيوتهم للجنس وللحب وللعاطفة .
لايوجد في الوطن العربي غير عنترة العبسي , ورياض الصالحين .
فلا يوجد به نزار قباني.
ولا يوجد في ال وطن العربي أب مثل بابا نويل, لكي يأتي لبيتي ويترك لأولادي لعبة يلعبون بها في ليلة عيد الميلاد.
لا يوجد في مطابخنا غير السكاكين والحراب فلا يمكن أن نعثر صدفة على زجاجة فودكا نخرجها في ليلة شتناء باردة نشربها ونستدفء بحرارتها من خلال إحتراق المخللات .
لا يوجد في حاراتنا غير الجفاف والذي يشبه (الدراي ماوث)في الفم .
لايوجد إمرأة من الممكن أن نعشقها أو أن نكتب بها قصيدة شعر أو أن نضحي من أجلها .
لايوجد في الوطن العربي سياسي يضحي بأغلى ما يمكن غير أنه يوجد خراف وحيوانات نضحي بها إعتقادا خاطئا منا نحن العرب من أن تلك الأضحيات من الممكن لها أن تدفع عنا البلاء ويوم كان مذاقه قمطريرا.

لا يوجد في البيوت العربية نافذة تطل على الصباح الجميل كل النوافذ مغلقة والخوف يعشش بنا وإن لم تصدقوني فإنظروا بأعينكم في أي مدينة عربية ستجدون الناس تقف على إشارات المرور ووجوههم يملأها الخوف , فهم يخافون من كل شيء من الماضي ومن الحاضر ومن المستقبل .
وحين يحضرون لبيوتهم مساءا نجدهم يخافون من الستلايت فمعظم المحطات مشفرة فهم يشفرونه خشية أن يدخل الحب لمنازلهم وخشية أن تعشق بناتهم وخشي ة أن يعرفن السعادة .

وحين ينام رجال المدن العربية نجدهم يتفقدون بناتهم في فراشهن ويكشفون على صدورهن خشية أن تمر على أثدائهن أيادي ناعمة لتستحيل الحجارة بصدورهن إلى أراض يمشي فيها الحليب كما تمشي المياه من الينابيع إلى الأراضي الجافة فتجعلها أرضا طيبة ومباركة .

خذوا حذركم عند كل عربي !
وانتبهوا وانتم تمشون ببلاد العرب فإياكم أن تبحثوا عن دار سينما فلا توجد دار للسينما من الممكن أن تشاهدوا بها فلما من أفلام العاطفة فكل دور السينما هدمت وبني مكانها ....
ولا تتفسحوا فلا توجد منتزهات يلتقي بها الأحباب أو العائلات المتواضعة والغنية بمشاعرها .
لا تبحثوا عن فرص للسلام فما زالت المساجد تلعن بأمريكيا واليهود.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل