عندما يصبح الاحتلال حلا لمشاكل الشعوب .- ردا على مقال السيد سيار الجميل لستم اوصياء على العراق

حسين خميس

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اولا لا بد لنا ان نشاطر السيد سيار الجميل افكاره وهواجسه حول صعوبة الوضع التي يعاني منها جماهير الوطن العربي ،فهذا ليس سرا على احد وليس من نوع نشر الغسيل الوسخ ،هذه حقائق يعلم بها القاصي والداني ،وهنالك اليوم محاولات جديدة من قبل جيل الشباب لقراءة المستقبل العربي بدقة  وشفافية اكثر بعيدا عن شبح المؤسسة الحاكمة في الوطن العربي واسيادها في واشنطن ولندن ، واشاركك الرأي بان جل مصائبنا من صنع ايدينا بعد ان فقدنا الارادة والعزم تحت مسوغات عديدة  منها الواقعية وضرورات المرحلة والمعركة مع  الصهيونية ،ولكن ما نلفت نظرك اليه هو ان تأخذ بالاعتبار عند اصدار احكام الاعدام على العرب هو ان هنالك عدة اجيال متفاوتة في الوطن العربي وبالطبع لا يمكن ان تقاس تطلعات الجيل الجديد بما سبقه من اجيال قديمة التي فقدت الامل في امكانية التغيير وارساء مبدأالعدالة الاجتماعيةللجميع ،وما نذكر الاخ سيار به بأن المعركة للعدالة الاجتماعية تتطلب الجهد من جميع الشعوب العربية    لبناء  مجتمعات حضارية ومتقدمة ونعتبر ان المعركة ظد الاستغلال وسياسة القهر تتطلب جهود الجميع من عراقيين وفلسطينيين وسوريين  الى اخره من الشعوب العربية ، وعندما نتداول  من على منبر معين احدى القضايا المهمة  التي هي حديث الساعة لأحد الشعوب العربية فلا يعني هذا بأنه تدخل في الشؤون الداخلية او أصبحنا أوصياء على هذا الشعب ،الجميع يدرك يا سيد سيار بأننا لا نملك اصلا امكانيات الوصاية لاننا مجردين منها ولكن ما نملكه هو الجهد المشترك والنقاش البناء والهادف والعقلاني  وتبادل الاراء والافكار والبوح بهواجسنا  من أجل محاولة  استشراق برنامج حضاري يقود بنا الى مستقبل افضل لجميع الشعوب العربية .
واريد ان أذكرك يا سيد سيار بأن هنالك طاقات جبارة في جيل الشباب في الوطن العربي لماذا نقطع الامل على أنفسنا ونؤمن فقط بفكرة واحدة ان لا مستقبل لنا الا مع المستعمر والمحتل ،يا سيدي ان الحالة العربية الموجودة اليوم والتي انتقدها انا وانت هي من مخلفات الاستعمار الفرنسي والبريطاني انا اؤيدك بان مؤسسات الدولة العربية تم بنائها على أيدي المستعمر البريطاني والفرنسي ولكن بشكل ادى الى تأسيس الدكتاتوريات العربية وأنظمة القمع التي نهاجمها جميعا ، والنتيجة ان هذا البناء كان بناءا هداما  بحيث ادى الى رحيل الاستعمار العسكري وابقى على الاستعمار السياسي ،وهنا لا أريد الى  ان أنضم الى جوقة العازفين على تبني نظرية المؤامرة الخارجية ،بل اني اعترف بأن مجمل مشاكل الوطن العربي هي من صنع حكامها وعجز جماهيرها من مواجهة الظلم والظلام واليوم يجب أن نأخذ بعين الاعتباران هنالك اجيال شابة لها طموحات كبيرة واحلام وامال وعلينا نحن ان ننمي طموحات الشباب لا ان ندب اليأس في امالهم واحلامهم  بحجج واهية ، علينا ان نسهم مع جميع الغيورين على مستقبل الوطن العربي في بناء البوصلة التي تمكن كل الصادقين والغيورين على مصلحة الشعوب العربية  من الاهتداء الى معالم الطريق التي تضمن لنا احداث تغييرات واسعة في الوطن العربي تضمن الاطاحة برموز الفساد  والظلم  ومندوبي الاستعمار في الوطن العربي وكل هذا يجب ان يتم بعيدا عن نصائح قوى الهيمنة الغربية وأساطيلها لأن ما  يحدث في فنزويلا وفي كوبا يثبت ان هنالك مستقبل اخر للشعوب غير المستقبل الامريكي والعربي الرسمي .
حسين خميس .11/1/2004.
فلسطين .

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=13512

العراق : احتلالهم سينتهي ووصايتكم لن تنتهي !! قصة حوار ساخن بيني وبينهم

#حسين_خميس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات