أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين خميس - النظام اليمني ينحني للتهديد الامريكي















المزيد.....

النظام اليمني ينحني للتهديد الامريكي


حسين خميس

الحوار المتمدن-العدد: 107 - 2002 / 4 / 20 - 21:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    




المهمة غير المعلنة لفرق المدربين الامريكيين الذين يحتشدون في اليمن اليوم، هي خلق موطئ قدم للقوات الامريكية في اليمن بذريعة تصفية جيوب الارهاب وعناصره، الامر الذي يسمح لواشنطن بخلق خلفية آمنة للقوات الامريكية في الخليج العربي، في حال حدوث اية مفاجئات في المناطق التي تتواجد فيها حاليا هذه القوات (مثل السعودية والامارات وقطر والبحرين).



حسين خميس


دارت الدائرة وجاء دور اليمن، لتعيد الولايات المتحدة ترتيب اوراقه على طريقتها الخاصة. ويكثر الحديث هذه الايام في الشارع اليمني عن الوفود والبعثات العسكرية الامريكية التي تصل الى اليمن تحت مسميات متنوعة مثل الاستشارة وتبادل الخبرات. ويبدو ان الاستعدادات لذلك تكثفت منذ تفجير المدمرة الامريكية "كول" في اكتوبر عام 2000 في ميناء عدن.

جاءت الهجمات على واشنطن ونيويورك في 11 ايلول لتزيد الاوضاع تعقيدا، بعد الادعاءات الامريكية بتورط مواطنين يمنيين فيها. وكان النظام اليمني الذي يميل لامريكا، قد تعرض لعملية ابتزاز وضغوط امريكية لا تقل حدة عن غيره من الانظمة.

وتشير معظم التقارير الى ان جميع الخطوات الاحترازية التي اتخذها النظام ضد الجماعات الاسلامية المعارضة له، من مداهمات وعمليات قتل واعتقالات، لم تلب الحد الادنى من المطالب الامريكية. ويضاف ايضا الى هذه العمليات قيام الحكومة بترحيل اكثر من 600 شخص من جنسيات مختلفة، معظمهم من العرب والآسيويين المقيمين في اليمن، ومعظمهم مدرسون او طلاب علم.

على هذه الخلفية وازاء الضغط الامريكي المكثف، تسود الشارع اليمني اجواء الريبة والشك مما يزيد معاناة الشعب اليومية. الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي برز في القمة العربية الاولى بعد الانتفاضة (تشرين اول 2000) عندما نادى الدول العربية للجهاد من اجل فلسطين، يظهر اليوم في اوج السباق مع غيره من الانظمة العربية لتقديم الخدمات للادارة الامريكية.



فرق تدريب امريكية في اليمن

الملفت هو الدور الخطير جدا الذي يلعبه السفير الامريكي في صنعاء، ادموند هول، وهو خريج اجهزة الامن الامريكية ويغلب على تصرفاته الطابع الاستفزازي والاستعلاء الغربي، الذي ادى اكثر من مرة الى ازمات سياسية في اليمن.

صحيفة "العرب" اللندنية كشفت (18/2) عن تطور ملموس على صعيد التعاون الامني والعسكري والتنسيق الاستخباري بين اليمن وامريكا، خاصة بعد زيارة الرئيس اليمني علي صالح الى امريكا في تشرين ثان (نوفمبر) الماضي. وتتحدث التقارير عن سيل من البعثات الامريكية العسكرية التي بدأت تفد الى اليمن منذ 11/9، وكان اهمها وفد المحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي وزيارة مسؤولين امنيين وعسكريين، منهم رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية، روبرت ميلر، وقائد القوات المركزية وقائد القوات الخاصة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية.

وتكثفت هذه الزيارات والبعثات خاصة بعد نقل معتقلين واسرى من طالبان وتنظيم القاعدة الى قاعدة غوانتانامو الكوبية، وادعاء المحققين الامريكيين بحصولهم على معلومات هامة ازاحت الكثير من الغموض حول حادث تفجير المدمرة "كول".

ذروة التحرك الامريكي الامني في المنطقة كانت دون شك في زيارة نائب الرئيس الامريكي، ريتشارد تشيني، الى اليمن. وقد تسربت انباء مفادها ان تشيني وعد بتزويد اليمن بالاحتياجات الاساسية من معدات عسكرية، ومواصلة برنامج خفر السواحل اليمنية، وزيادة المساعدات الامريكية في المجالين الاقتصادي والتنموي.

في هذا الوقت نقلت "السفير" اللبنانية (15/3) عن احد مستشاري الرئيس علي صالح قوله ان تشيني بحث مع علي صالح التزام امريكا بارسال مئة مستشار عسكري امريكي على ثلاث دفعات لتدريب قوات يمنية، وذلك في اطار اتفاق تم التوصل اليه بين الجانبين في وقت سابق من هذا الشهر. واضاف ان فرق المدربين الامريكية ستبدأ بالوصول لليمن، وان كل فريق سيمضي في اليمن حوالي 30 يوما. وزعم المستشار ان هنالك تأييدا شعبيا لتمركز المدربين العسكريين الامريكيين، شريطة ألا يشاركوا في العمليات العسكرية التي تديرها قوات النظام ضد شبكة القاعدة في اليمن.

وردا على هذه المزاعم نقل مراسل "القدس العربي" اللندنية (14/3) في صنعاء انطباع الشارع اليمني ازاء هذه التطورات. وذكر في تقريره ان السرية التي تحيط بتوافد فرق الخبراء والقوات الامريكية الى اليمن، تثير شكوكا ومخاوف شعبية حول الهدف الحقيقي لفرق التدريب هذه.

ويسود الاعتقاد ان لهذه الفرق مهمتين: الاولى معلنة وهي ملاحقة المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة او تدريب القوات الخاصة اليمنية المعنية بذلك. والثانية، غير المعلنة، هي خلق موطئ قدم للقوات الامريكية في اليمن، بذريعة تصفية جيوب الارهاب وعناصره. وسيسمح هذا لواشنطن بالحصول على ما تطمح اليه من خلق خلفية آمنة للقوات الامريكية في الخليج العربي، في حال حدوث اية مفاجئات في المناطق التي تتواجد فيها حاليا هذه القوات (مثل السعودية والامارات وقطر والبحرين).



عودة الافغان العرب

ما هي اسباب التحول في سياسة النظام اليمني التي تدفعه لهذا التعاون العسكري العلني مع امريكا، بعدما كان وجه انتقادا للدول الخليجية لاستضافتها القوات الامريكية عام 90 وتوفير اراضيها كقاعدة عسكرية للامريكيين لشن الحرب على العراق؟

للاجابة على هذا السؤال، لا بد من التطرق لمقال عبد الحليم ابو غزالة، وزير الدفاع المصري السابق في عهد الرئيس السادات وبداية حكم مبارك، والرجل القوي في اروقة النظام المصري الذي عايش فترة الجهاد الامريكي في افغانستان. في المقال الذي نشرته صحيفة "الاتحاد" الظبيانية (23/2)، يقول ابو غزالة ان خلاصة الموضوع هي ان الحكومة الامريكية ينتابها شك ازاء حكومة علي صالح، وتعتقد ان لدى اليمن معلومات لا يبوح بها للادارة، واساس هذا الشك ان حكومة علي صالح كانت لها علاقات ممتدة مع افغانستان ودعمت انشطة المجاهدين الافغان.

يذكر ان علي عبد الله صالح تولى رئاسة اليمن عام 1978، وبدأ فترة حكمه بدعم جهود امريكا وحلفائها في تمويل وتدريب وتسليح المجموعات الافغانية. واعترفت الحكومة اليمنية بانها مدت امريكا بآلاف المتطوعين اليمنيين للمقاومة في افغانستان. وبحلول عام 89، مع انتهاء الحرب في افغانستان، اتجهت حكومة صالح الى اعادة المتطوعين الذين عرفوا باسم "الافغان العرب" الى اليمن لمساعدتها سياسيا وعسكريا في الداخل ضد اليمن الجنوبي، ولاحقا في حرب عام 94، او ما سمى بحرب الوحدة.

ومع ارساء الوحدة بين اليمنين الشمالي والجنوبي سمحت حكومة علي صالح للافغان العرب من كل الجنسيات بدخول اليمن والاقامة فيه والحصول على بطاقات هوية يمنية رسمية، هذا بعد ان كانوا قد طردوا من اليمن الجنوبي عام 1967 اثناء الحكم الاشتراكي.



جوع وفقر في اليمن

في حين يزيد النظام وتيرة التنسيق الامني والعسكري مع امريكا، لاتقاء الشر الامريكي، يبدو ان الجبهة الداخلية ليست اوفر حظا من السياسة الخارجية. فمن جهة يتكلم النظام عن مساعدات امريكية متوقعة لليمن وحرص امريكي على الاستقرار الداخلي في اليمن، ولكن الحياة اليومية للمواطن العادي تزداد تدهورا.

الاحصائيات الرسمية التي تنشرها وسائل الاعلام العربية حول الاقتصاد اليمني تشير الى ان 34،9% من الاسر اليمنية تعاني فقرا مطلقا، وان 5.3 مليون شخص من مجموع السكان البالغ عددهم 18.5 مليون نسمة يعانون من نقص التغذية. حسب التقديرات الرسمية وصلت نسبة البطالة الى 20.2% مع نهاية عام 2000. التقديرات المستقلة تشير الى ان نسبة البطالة تتجاوز ال40%، وهي قابلة للارتفاع.

ان النظام اليمني، مثله مثل بقية الانظمة العربية، تعامل مع هذا الوضع المزري لشعبه، من خلال التحالف مع الحركات الاسلامية التي بسطت نفوذها على الجماهير الفقيرة التي فقدت الامل بالحياة الكريمة. اليوم وبعد ان اعلنت امريكا حربها المجنونة على الارهاب، يضطر النظام اليمني للركوع امام واشنطن في محاولة لتجنب ضربة امريكية محتملة.

ان هذه الانظمة لا مبدأ لها سوى البقاء في السلطة، والحركات الاسلامية التي تتحالف معها ستضطر هي ايضا ان تلائم نفسها للوضع حفاظا على مصالحها. من سيسدد فاتورة هذا الترتيب الجديد سيكون فقراء اليمن الذين اصبحوا، مثل بقية الشعوب العربية، رهائن الثالوث امريكا والانظمة الفاسدة والمعارضة الاسلامية.


الصبار 151 نيسان 2002



#حسين_خميس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقراء وعمال الجزائر ضحايا الطوفان


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين خميس - النظام اليمني ينحني للتهديد الامريكي