أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - حملة تسريح جماعية تطال المتعاونين مع جريدة المساء المغربية















المزيد.....

حملة تسريح جماعية تطال المتعاونين مع جريدة المساء المغربية


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2285 - 2008 / 5 / 18 - 07:46
المحور: الصحافة والاعلام
    


كتبت الصحافية المغاربية أنيسة مخالدي من باريس تقول" إن شغف الفرنسيين بالقراءة والتلفزيون في تناقص ملحوظ هذه الأيام ، مبرزة أن ذلك يحصل على حساب الإقبال الكثيف على الانترنيت " وتضيف الإعلامية متسائلة في مقال لها نشرته جريدة الشرق الأوسط "
من يصدق أن جريدة «لوموند» العريقة التي تعتبر رمز المصداقية والمهنية في عالم الصحافة العالمية، هي الآن مؤسسة إعلامية على وشك الإفلاس وتغرق منذ سنوات في ديون متراكمة وصلت سنة 2007 إلى 150 مليون يورو…!! الى ان تخلص " إنها الحقيقة التي كشف عنها مسلسل الإضرابات الأخيرة التي طالت هذه الجريدة لأول مرة منذ ظهورها سنة 1944 احتجاجا على مشروع تسريح 130 عاملا 90 منهم من الصحافيين" وتضيف قائلة " ان
الوضعية الصعبة التي تعيشها اليوم اعرق الصحف الفرنسية تعكس بحّق فداحة الأزمة التي تعاني منها الصحافة المكتوبة بفرنسا خاصة اليومية، لكنها ليست الأولى من نوعها، حيث مّرت عدة جرائد كبرى بأزمات مالية صعبة أفضت إلى عمليات تقويم وإعادة هيكلة مهّمة نتجت عنها عدة تسريحات عند جريدة «ليبراسيون» سنة 2006 «لومانيتي» سنة 1994 و« الفيغارو» سنة 2004 "
يحدث هذا في فرنسا ، أما في المغرب ، فان جريدة المساء المغربية والتي تصنف نفسها الأولى مقروئية ، والأعلى معدل مبيعات على مستوى الوطن ، تعيش على إيقاع موجة تسريحات ، لا علاقة لها بالأزمة ، وليست مرتبطة بصعوبات مالية ، وإنما بالتخمة ، أي فائض القيمة ، والأمر لا يحتاج الى كبير عناء لإدراك النكهة في الفرق بين الأزمة والتخمة ، جريدة المساء التي بات مديرها يمتطي الكاطكاط وتحف به تسريبات ال بودي كارد " نراها اليوم تنتزع اللقمة من أفواه مراسليها الذين وقفوا إلى جانبها منذ ولادتها، وتنكر تفانيهم المفرط في العمل الصادق على دفع عجلتها إلى الأمام، وقد نسيت أو تناست أن ليس للبروليتاريا ما تفقده سوى أغلالها".
نزيف الاستقالات او الإقالات بهذا المنبر الإعلامي المستقل بدأ لكي لا ينتهي ، وقصة حنان الطيبي "صحافية" متعاونة مع جريدة "المساء" منذ تأسيسها ، تم تسريحها قبل أسابيع في إطار مشروع إعادة هيكلة مكاتب المؤسسة الإعلامية المذكورة تحتاج الى إنصات هادئ ومتأمل. لذلك ، حينما تصيخ السمع الى حنان الطيبي 30 سنة ، وهي تروي تفاصيل الفاجعة بخيال محطم، لا بد أن تضع يدك على قلبك، خوفا على مستقبل أخلاقيات مهنة الصحافة التي يتشدق بها البعض ، قبل أن ينتابك سؤال يخلخل ذاتك ، أحقا يحدث هذا ؟؟ بعد سنتين من التفاني ...يتم الاستغناء عن خدماتها عبر نص الكتروني مبهم، بلا أخلاقيات كما تتبجح الأعمدة ؟؟؟
وسرعان ما تتفاعل بروية وترتب هواجسك وتصدح صارخا ما معنى الكلام ، ومعنى الصحافة ، وما معنى الأشياء برمتها ؟ لحظتها ، ينضج داخلك سؤال جوهري بخيارات ثلاث ،كيف نعمل من اجل بناء الصحافة التي نريد ، ليس الصحافة التي تتشدق ؟
للإجابة ، لابد من عقلية صحافية تبني الأشياء تصاعديا ، وليس تنازليا كما هو واقع الحال . صحافة لا تكسب قراء إضافيين، على حساب بؤسهم كقراء أجراء ، وترسم الصحافي عبدا أجيرا ، صحافة لا تتردد لحظة واحدة وهي تستوي مقاولة ناجحة ، كي تطوح بموردها البشري مثل قشرة موز في أول محطة استراحة وهو ينزف ، صحافة حقيقية تربط الخطاب بالفعل ، والعمود بالنور ، صحافة تطبطب بأياد بيضاء على الأمل ، وتساعد بجلاء على إرساء لبنات المستقبل كما تريده الأبعاد والأنساق في تطورها ، وليس كما يراد لها أن تكون .
وكما يحدث في الكوارث ، فإن الانتصار على الفضاعة لا يتم إلا بالإنسان ، عبر الإعادة العنيفة لتوازنه مع الذات ومع العالم المحيط به . اقتنصنا لحظة وطرحنا الاسئلة على الزميلة حنان فكانت الورقة التالية :
كيف كان اللقاء مع المساء أول مرة ؟؟
الحقيقة ، لم تسنح لي الفرصة في التعرف على مديري جريدة المساء أو الالتقاء بهما – نيني- بوعشرين-ولو لمدة خمس دقائق رغم طول العمل معهما كمراسلة (معتمدة) تمثل مدينة فاس لمدة تقارب السنتين (أقصد منذ قدوم مولودهما المدلل جريدة المساء)، أذكر أن مجرد اللقاء برشيد نيني كان بالنسبة إلي لحظتئذ شبيها بالحلم المستحيل التحقيق، كان التفكير في اللقاء به والكلام معه مباشرة نسج حريري ناعم من خيالي المريض بهاجس اللقاء بهذا البطل والنجم الاستثنائي، والذي لطالما اعتبرته القدوة والمعلم والمثل الأعلى إلى درجة التقديس ومن دون مبالغة.

كنت تتساءلين دائما.. ترى متى سيحين موعد اللقاء بهذا الشخص الأسطورة.؟
طبعا...وكنت أحدث نفسي أحيانا وبصوت مسموع ، وإذا ما التقيت به.. تراني ماذا سأفعل..؟ أكيد كنت لأنحني وأقبل يديه إعجابا واحتراما لشخصه العظيم ، قبل أن ألقي عليه تحية السلام، أو ربما قد أكتفي باستراق النظر إليه فقط..لأرى إن كنت أستطيع اختراق بابا من أبواب هذا الحصن العظيم، لعلي أفلح في الفوز بمعرفة سر صغير من أسرار نجاحه الكبير، أو أفك شفرة من شفرات هذا اللغز المستعصي.
حتما تحقق حلمك ؟؟
لا..لا ..الفرصة العظيمة بالنسبة إلي لم تحن بعد ، وبالتالي لم تتحقق إلا بعد الفاجعة ، لذلك كنت أبحث عن مدير الجريدة في عموده وفي بطون كتبه ومؤلفاته التي ضمنها عصارة تجاربه بين ما عاشه كاتبنا العصامي بين الفقر والحاجة والحريك والإدارة والتسيير والمشاريع والنجاح و غير ذلك مما لاعبته به الدنيا..
لذلك ، لم أكن أعرف الرجل إلا من خلال بعض المكالمات الهاتفية المعدودة على رؤوس الأصابع، والتي كانت تدور بيننا في إطار العمل، وكان يجود ويتكرم بالرد علي من خلالها حينما يسمح وقته بذلك.
أطول مكالمة بينكما ؟
أغلب المكالمات لم تكن تتجاوز الثواني...بله الدقائق ، إذ كثيرا ما كان يكتفي بإغلاق الخط قبل نهاية الكلام، الملفت هنا أنني كنت التمس له الأعذار ، أكيد أنه كاتب من عيار ثقيل ، ورمز وصحافي قد الدنيا ، و الشاب الناجح عادة كما في المسلسلات لا وقت لديه للأخذ والرد في الكلام، نفس الأمر حدث ويحدث للمدير مع مراسليه، عفوا مع متعاونيه..

ما يقارب السنتين في تجربتك مع المساء، كيف تطورت تجربتك المهنية وهل استفدت من دورات تكوينية خلال هذه الفترة ؟
لم يتسن لي لقاء مديري العزيز، بالأحرى الحديث عن التأهيل والتكوين . وهذا مؤشر قوي على أن التواصل منعدم مع هذه الفئة التي تدعى " متعاونون" كما يدل على الغياب المطلق لأي شكل من أشكال التواصل الحوار بين الهيئة التحريرية و-نحن- ، وهنا سأتحدث عن نفسي ، لم أحظ ولو بدورة واحدة تكوينية في هذا المجال، خاصة وأنني كنت طالبة في كلية الحقوق شعبة حقوق فرنسية، ولا علاقة لي بالصحافة، إلا عبر تصفح الجرائد الوطنية شأني كشأن باقي القراء، لا إرشادات إدارية، لا ملاحظات عملية، لا توجيهات تعليمية، لا تنويهات تشجيعية ولا حتى توبيخات عملية على طول السنتين.
كنت تنتظرين ترقية أو توبيخ على الارجح ؟؟
أبدا ... لم يصدر مني أي خطأ مهني على الإطلاق أو متابعة قضائية والحمد لله، حتى يصدر في حقي هذا العقاب ، وأعتز أشد الاعتزاز بالاعتراف بتلمذتي وتكويني على يد زميل أكن له كل الحب والتقدير والاعتراف بالجميل، حيث وقف إلى جانبي ومد لي يد العون ومدني بما تمتع به من أخلاقيات المهنة وعصارة تجاربه وخبراته في ميدان الصحافة، وعلمني أن أول مبدأ من مبادئ هذه المهنة الشائكة، أن القلم الحر لا يباع ولا يشترى.
كثيرا ما تصادف الصحافي اغراءات من قبل اشخاص او مؤسسات هل صادفت قضايا يعرض اصحابها اغراءات مادية مثلا؟؟
بالفعل... فقد كانت تعرض علي عروض مادية مغرية، وكنت دائما أرفضها رغم أنني كنت في ضيق حال، كنت دائما أشير إلى أن الجريدة تحصننا وأن رشيد نيني( مهلي فينا مزيان ) رغم أنني لم أكن أتقاضى راتبا آنذاك لمدة سنة، ورغم ذلك وبدافع حب المهنة، استطعت إثبات ذاتي وقلمي في هذا المجال وكسبت احترام الناس والحمد لله.
طيب ، حدثينا عن الرسالة الالكترونية المشؤومة ..
قبل ذلك ، أحدثك عن شعوري البادخ وأنا أتلقى أول راتب من جريدة المساء وهو ما تسميه الإدارة تعويضات، كانت فرحتي كبيرة يومها، كنت أخاطب نفسي ، أخيرا قد جاء الفرج بعد طول شدة ياحنان ، خاصة وأن ذلك الفرج كان مورد العيش الوحيد والواحد بالنسبة إلي، إلا أن الفرحة تلك لم تدم إلا بضعة أشهر، فقد توصلت برسالة مرقنة من خلال بريدي الإلكتروني جاءت كالتالي: ( إلى الزميلة حنان الطيبي، نشكرك على المجهودات التي بذلتها في جريدة المساء وأخواتها، وعلى إثر ما تشهده الجريدة من تغييرات فقد تم توقف التعامل معك في الوقت الحالي، وسوف تتوصلين بباقي تعويضاتك، وشكرا). كانت الرسالة جد غامضة ومبهمة بالنسبة إلي، لم أفهم سبب الاستغناء المفاجئ عن خدماتي ، ولا مفهوم "الوقت الحالي" وتوقيفي عن العمل بإشعار مفتوح، ولا معنى التغييرات التي تشهدها الجريدة، حتى أنني شككت في مصداقية الرسالة لأنها ببساطة لم تكن معنونة إداريا وباعثها لم يحدد صفته، وعليه فقد طرحت الرسالة الغامضة والصادمة في ذهني أسئلة كثيرة ومتداخلة كان من الضروري جدا الاستفسار عن أجوبتها وتوضيحها، وما الأجوبة إلا في يد مديري العزيزين رشيد نيني وتوفيق بوعشرين.

الاتصال برشيد نيني هاتفيا كان ضروريا على خلفية هذه الرسالة طبعا؟
أستطيع ان اجزم ان محاولات الاتصال فاقت 20 مرة ، ولم يكن ليجيب، فاضطررت للاتصال بتوفيق بوعشرين الذي طلب مني إعادة الاتصال به بعد أسبوع من ذلك بحكم سفره، وبالفعل اتصلت به نهاية نفس الأسبوع فأكد لي أنه ما يزال في حالة سفر، وطلب مني إقفال الخط على أساس أنه هو من سيتصل بي، وبعد ثوان تلقيت اتصاله مستفسرا عن سبب ملاحقتي له، وتفاجأ بخبر توصلي بالرسالة التي تفيد قرار الفصل، حيث أكد لي أن الجريدة لم تفصل أحدا وأنه قد تم توقف التعامل معي في الوقت الحالي فقط، وأضاف أن إرسال القرار المرقن كان مجرد اجتهاد من أحدهم، لم أكن لأستوعب قرار (التوقيف) واختنقت بالبكاء متوسلة إياه أن عملي في الجريدة هو باب الرزق الوحيد الذي أعيش منه، واعتذرت له عن جأشي في البكاء بسبب رداءة حالتي النفسية، وبعد أخذ ورد في الكلام عبر الهاتف رست المكالمة على قوله: (يكون خير..!).
هل حصل الخير الذي وعدك رئيس التحرير به؟
على العكس من ذلك ، إذ لاحظت أن المواد والتغطيات التي أبعثها لم تكن تنشر، ولم يكن خيرا كما وعدني مديري العزيز، فحاولت الاتصال من جديد برشيد نيني علني أجد عنده ما يطفئ ظمأ حيرتي فيما سيؤول إليه مصيري، اتصلت كثيرا كثيرا برشيد ولم يكن يجيب، فقررت قطع الشك باليقين ، والسفر من مدينة فاس إلى الدار البيضاء حيث مقر الجريدة، وضرب عصفورين بحجرة، الاستفسار عن وضعي في الجريدة ، وتحقيق حلمي باللقاء بالرجل الصحافي الأسطورة والقدوة العظيمة.

اقترضت أجرة القطار من صديق وقف إلى جانبي في أزمة لم تكن متوقعة، وتوكلت على الله بعد أن نصحني أحد الزملاء بالبحث عن رشيد نيني في مدينة الرباط أولا، وبالتحديد عند بائع الجرائد الذي يفترش قبالة مبنى البرلمان، فأكيد لن يبخل علي مدير نشر المساء ببضع دقائق من وقته، وبالفعل انتظرت عند البائع لأكثر من ساعتين، وبعدها وصلت سيارة أجرة صغيرة ترجل منها الرجل الأسطورة ليتفقد الجرائد والمجلات كما جرت العادة، لم أصدق عيناي، إنه هو..رشيد نيني..الذي لطالما انتظرت رؤيته عن كثب..يكاد قلبي ينفلت من مكانه..خفقات قوية وسريعة.. تكاد ركبتاي لا تحملاني..أكاد لا أصدق..فرحتي كانت لا توصف لرؤيته. انتظرته إلى أن فرغ من تناول الجرائد وهم بالمغادرة، تقدمت إليه في خطى ثابتة، ألقيت عليه تحية الصباح فردها في عجل، عرفته على نفسي وطلبت منه خمس دقائق من وقته قيمة نفس الوقت الذي اشترى فيه الجرائد، إلا أنه رفض بحجة أن الشارع لا يصلح للحديث..كان في عجلة من أمره..تقدم خطوة وكأنه واقف على أرض من نار، ألححت عليه، فضرب لي موعدا في مقر الجريدة على الساعة الثالثة بعد الزوال من نفس اليوم، لم يكن باديا عليه أي نوع من الاهتمام، بل على العكس فقد كان يتكلم بنبرة استعلاء وغرور، حتى أنه لم ينظر إلي وهو يكلمني.. أحسست لبرهة بشيء من الذل.. كل ذلك لم يكن مهما..المهم أنه ضرب لي موعدا ، وأنني سوف أحظى أخيرا بالخمس دقائق.
الم يستدعيك لتناول وجبة غذاء بمطعم الجريدة ؟؟؟
هذا ما يوحي به عموده ، لكن مسلكياته على ارض الواقع غريبة جدا ، كنت مرتبكة ، لم يكن لدي المال الكافي لقضاء ست ساعات من الانتظار في مدينة غريبة عني، ولم أتناول وجبتي الإفطار والغذاء، انتظرت على الرصيف وأمام البحر حتى يقترب الموعد الذهبي، وتوجهت إلى القطار المتوجه إلى البيضاء ميناء، ووصلت إلى مقر الجريدة على الساعة الثالثة إلا عشر دقائق، وقفت أنتظر نزول المصعد، فكانت المفاجأة..إنه رشيد يخرج من المصعد متحدثا إلى إحدى السيدات..لقد ضرب لي موعدا في وقت يعلم هو في قرارة نفسه أنه سيكون غائبا فيه..نظرت إليه باستغراب ودهشة وكأنني أؤكد موعدنا..إلا أنه لم يبالي بوجودي..ظننت لبرهة أنني شفافة وغير مرئية، تبعته خطوتين عله يتصدق علي بالخمس دقائق..فحمل هاتفه النقال للرد على مكالمة، وفجأة تقدمت نحوه سيارة رباعية الدفع فاخرة سوداء من نوع (الكاط كاط) كما يحدث للقادة السياسيين والشخصيات المهمة كما في الأفلام الأمريكية، وفجأة التف حوله حراسه (من البودي كارد) وفتح أحدهم باب السيارة بسرعة فائقة ليركب رجلنا المهم، وانطلق دون أن يعيرني أدنى اهتمام، حينها أحسست بكثير من الهوان والذهول، وأردفت دمعة ساخنة نتيجة إحساس عميق بالقهر والاحتقار من جراء طريقة المعاملة الوضيعة التي عاملني بها، وأيقنت أشد يقين أن ما يكتبه رشيد نيني عن حقوق المستضعفين ما هو في حقيقة الأمر إلا حبرا على ورق، وأن المظاهر خداعة وأنه على عكس ما يدعي شعبيته فقد مسه مس من الغرور والاستعلاء والتكبر.
أعتقد ان أي شخص كان مكانك كان ليتذمر ويصدم من حقيقة رشيد نيني
لااخفيك ، فقد تبادرت إلى ذهني أسئلة كثيرة متضاربة ومتداخلة..أتراه لم يراني..لا..بل التقت عينانا ونظر إلي بتجاهل..نظراته المتعجرفة ما تزال أمام ناظري..أتراني أحلم..لا..لم يكن حلما، بل حقيقة مرة ووضع مقرف عايشته رغما عني..وفي لحظة..تلاشت الصورة الجميلة التي كنت أحملها لرشيد في مخيلتي، وثناثرت أشلاء ذاك الرجل البطل كما تتناثر حبات عقد ثمين بعد أن تكتشف صاحبته أنه عقد مزيف ومجرد تقليد.
للإشارة فقط، فلم أكن أنوي استعطافه أو التوسل إليه بقدر ما كان في نيتي الاستفسار عن سبب العزل وتحقيق حلمي بلقاء القدوة السراب. بعد ذلك اشتد غيظي من الموقف الحقير الذي فرضه علي مديري المحترم والعزيز رغم ذلك.
، لقد كنت قوية مادام الوضع على هذا الحال.. ماذا قررت لحظتها؟؟
قررت محاولة اللقاء بتوفيق بوعشرين لعله يضمد الجرح الذي تركه رشيد في كرامتي وإنسانيتي، وللأسف الشديد فقد زاد توفيق من عمق الجرح، فبعد أن رفض استقبالي مدة الخمس دقائق المنشودة بحجة ضرورة تحديد موعد معه قبل القدوم إلى الجريدة، وبعد التوسل إليه ضرب لي موعدا بعد أن يتناول غذاءه، فانتظرته زهاء أربعين دقيقة، وعند رجوعه تكرم علي بنعمة استقبالي في مكتبه، إلا أنه اشترط علي الاختصار في الكلام وعدم الحديث عما سبق ودار بيننا خلال المكالمة الهاتفية، فسألته عن سبب توقف التعامل معي وعن محلي من الإعراب، فأجاب ببرود وبدم إنجليزي أن لا محل لي من الإعراب فعلا، وكأنني جملة اعتراضية، وأكد لي أنني مجرد متعاونة ولست مراسلة بالمعنى المعلوم للكلمة ، وبمعنى آخر لا علاقة تربطني بالجريدة، وأنهم لا يريدون الاحتفاظ إلا بمن هم بالفعل من طاقم هيئة التحرير، وكأنني شائبة من الشوائب التي حان التخلص منها، أو نبات من الفطر السام الواجب استئصاله، ثم سألته عن سبب احتقار المراسل والتعامل معه باستعلاء، فأجاب أن الخمس دقائق انتهت .
من حيث المهام فرئيس التحرير ليس له صلاحية حل مشاكل المراسلين..
أصلا ومن حيث المبدء ، ليس لديه الوقت ليضيعه معي، طلبت منه دقيقة من الوقت لأفرغ عليه ما في قلبي وخاطري من إحساس بالتهميش والحكرة والظلم، فرفض الاستماع إلي بداعي أن ليس لديه الوقت لمعرفة مشاكل المراسلين، وأنه إذا كانت لدي مشاكل في العمل فليس من اختصاصه الاستماع إلي، وأن كل ما يعانيه المراسلون والذين في نظره مجرد متعاونين لا يهمه في شئ، حتى أنني أحسست أنه سيطردني من مكتبه من خلال الطريقة المغرورة التي استقبلني بها، ورفض حتى أن يسلم علي حين مددت يدي ناوية على الرحيل، ويبقى بوعشرين مشكورا على استقبالي على الأقل على عكس رشيد نيني الذي اشمأز لرؤيتي وكأنني وباء يطارده، أو متسولة ثقيلة الظل تسأله سد الرمق.

هذه هي حقيقة جريدة المساء ومديرها رشيد نيني وتوفيق بوعشرين، كما ترويها المتعاونة السابقة حنان الطيبي من فاس ، وهذا هو ناصر الضعفاء والمهضومي الحقوق كما رسمته الوقائع وانضجته الظروف ، حنان الطيبي لا تعتبر ماوقع نهاية العالم ، فقط اصرت على ان تهمس لطاقم الجريدة ، لرشيد نيني بالأخص، شكرا على تصحيح وتوضيح الفكرة المغلوطة عنك، والتي عششت في ذاكرتها لسنوات، لان الغرور أول خطوة على طريق الفشل، وما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع.
كلمة أخيرة حنان عن المستقبل
وددت فقط لو أقول .. جريدة المساء التي تتشدق بالحق والديموقراطية وحرية التعبير والدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة وتدين أرباب العمل استغلالهم للطاقات البشرية الفكرية منها والعضلية، وتصرخ بشدة مستنكرة هضم حقوق الإنسان في التعبير والحرية وإثبات الذات، وتعتبر نفسها جسرا لحركة انتقالية شغلها الشاغل دمقرطة الحقوق ونفض غبار سنوات الرصاص عما خلفه عصر الظلام من قمع واعتقالات، والتي تشد بقوة على أيادي الطبقة البروليتارية والكادحة في مناشدة منها بالمطالبة بحق الإنسان بالعيش الكريم كأبسط حق من حقوقه المهضومة...



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجدة جيسيكا ماك فلور/ متابعة سينمائية
- صاحب - يتبعني صفير القصب- محمد بودويك يمتطى صهوة الشعر على م ...
- الأعمى الذي يبصر
- فاس /المغرب نيابة مولاي يعقوب تنظم ملتقى إقليميا تناقش فيه ت ...
- جميعا من اجل الانسانية
- عناوين الصحف متشابهة
- 43 ألف نسخة ل :500 مليون عربي في القارات الست بمعدل نسخة لكل ...
- إعلامنا متخلف أم افتراءات الإعلام الغربي ؟؟
- لا أرخص من أن تكون صحفيا
- المدرسة المغربية :انجازات حقيقية واختلالات ما تزال قائمة
- الإعلام العربي ..تلك الصورة النمطية
- تقرير في تسع كلمات لاحتلال الشرق العربي
- الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟
- عاهات الكترونية2/12
- تبرع للموقع ..
- الشاعر المغربي بوجمعة العوفي يطرز البياض الذي يليق بسوزان
- حوار مع الدكتور الحبيب ناصيري باحث في الخطابات الفنية حول ال ...
- لغة شعرية راقية معتمدة في الدورة الخامسة من المسابقة الشعرية ...
- عاهات الكترونية..1/12
- الكاميرا المُواطِنة متسع لحفز السلوك المدني


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - حملة تسريح جماعية تطال المتعاونين مع جريدة المساء المغربية