أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز محمود - صبراً أهل غزة فالظلم لا يدوم














المزيد.....

صبراً أهل غزة فالظلم لا يدوم


عبد العزيز محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكم بالحديد والنار ، قسوة لا متناهية ، قمع وحشي لا مثيل له ، استبداد جهنمي لم يسبق ان رأته البشرية ، طغيان فوق المألوف ، قتل مستمر بلا أسباب ، ترويع للإنسان ، واعتداء على كرامته ، قهر وحرمان ، سحق لإرادة الشعب المغلوب على أمره ، امتهان متواصل لكرامة الإنسان ومسخ لشخصيته ، كتم للأنفاس ، إجبار على كل شيء ، يصاحبه منع لكل مرغوب ، ليفرز ذلك الامتهان المستمر ، مجتمعا عاجزا عن تحقيق أي شيء من الأحلام ، حتى لو كانت بسيطة ، ظن اغلب الناس ان التغيير قادم ولكنهم تفاجأوا بالطامة الكبرى التي حولت الشعب الشجاع الى مجموعات خانعة جائعة أسيرة للخوف والرعب والإعدامات الجماعية وحفلات التعذيب ، حلمت الجماهير بالتغيير ، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل بعد سيطرة العصابات التي كانت الجماهير تأمل منها خيرا ولكنها لم تجد الا الحقد الدفين ، فانقسم الشعب المعروف بوحدته وتآلفه وبات يواجه مخاطر التشتت والتقسيم وتحول الناس الى مخلوقات بائسة ، فقدت الرغبة بالحياة بعد ان فتكت العصابات المسلحة بالحبيب والزوج والأب والابن وقضت على احلامهم واغتالت ابنائهم .
عامان من المعاناة ، بسبب الهمجية وعدم قدرة سلطة الأمر الواقع على تحقيق مطالب الشعب
هل تستطيع سلطة الأمر الواقع في غزة الذين انقلبوا على شعبهم أن يتصورا حال الأجساد البشرية الطرية وهي تحشر إلى جهنم زمرا ً ؟ يقول العزيز الحكيم : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله ، فاهدوهم إلى صراط الجحيم )
( وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردّ من سبيل )
( وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون )
( إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه )
( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )
ترى كيف يقاوم هذا الجسد النحيف الضعيف كل تلك القوى الجهنمية الهائلة التي أعدت للظالمين والمفسدين؟
ومن لا يتحمل حرارة الصيف اللاسعة كيف يتحدى نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة .
بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد ، وإن ( الظلم في الدنيا ، هو الظلمات في الآخرة )
فمصير الظالمين في الدرك الأسفل من نار جهنم .
إن من حكمة إيراد قصص الذين ظلموا في القرآن الحكيم والسنة المطهرة ، من الأمم الهالكة هي تبيين لسنّة الله في هلاك الظالمين والأمم الظالمة فقد جاء في الحديث القدسي : ( إذا عصاني من خلقي من يعرفني ، سلطت عليه من لا يعرفني ) .

هؤلاء اللئام الذين أماطت عنهم اللثام الأحداثُ والوقائع والأيام ، يجرّون الضغائن ، ويحملون الحقد الدفين ، ملؤوا الدنيا عدواناً ، وأشعلوها نيرانا ، وأنَّى يُحقِّق هؤلاء سلاماً دائما وأمناً وأماناً ، أحداثٌ تُفتعَل ، وأدوارٌ تُمثَّل وتُنتحَل ، إفكٌ وافتراء ، واتِّهام وادِّعاء ، وغطرسة وغرور ، واستبداد وجَور وظلم واختباط ، أدَّى إلى الضياع وانعدام الأمن وانتشار الخوف واختلال الأوضاع .
لقد بلغ السيل زُباه ، والكيدُ مداه ، والظلم منتهاه ، والظلم لا يدوم ولا يطول ، وسيَضمحلّ ويزول ، والدهر ذو صرفٍ يدور ، ودوام الحال من المحال ، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور أين الذين التحفوا بالأمن والدَّعَة ، واستمتعوا بالثروة والسَّعة ، من الأمم الظالمة الغابرة الظاهرة القاهرة ؟! لقد نزلت بهم الفواجع ، وحلّت بهم الصواعق والقوارع فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي اله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته ) ، وقرأ صلي الله عليه وسلم : وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102] متفق عليه.
يا أهل فلسطين ، يا أبناء غزة هاشم ، مهما بلغت قوّةُ الظالم وضعفُ المظلوم فإنَّ الظالم مقهور مخذول ، مصفّد مغلول ، وأنفذ السهام دعوة المظلوم ، يرفعها الحيّ القيوم فوق الغيوم يقول رسول الهدى صلي الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا تردّ دعوتهم: الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ، ويفتح لها أبوابَ السماء ، ويقول لها الرب: وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين ) أخرجه أحمد .
فسبحان من سمع أنينَ المضطهدِ المهموم ، وصراخ الفقير الجائع المظلوم ، وسمع نداءَ المكروب المغموم ، فرفع للمظلوم مكاناً ، ودمَغ الظالم فعاد بعد العزّ مهاناً .
فلا يغرّنَكم ما هم فيه من الاستعداد والإمداد ، لا يغرنَّكم ما هم فيه من التعالي والاستبداد ، لا يغرنَّكم ما يملكون من القوة والعدّة والعتاد مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ ، فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
فمتى يعلم هؤلاء انهم انتهت مدة صلاحيتهم .. وعلاهم الصدأ.. متى سيعرفون أن الأيام دول وأن الظلم لا يدوم .. وأن كل من عليها فان ؟
متى يعلموا ان الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ، كما ان الدهرُ طعمان حلو ومرّ ، والأيام طرفان عسرٌ ويُسر ، وكلّ شدّة إلى رخاء ، وإنَّ بعد الكدر صفوًا ، وبعد المطر صحوًا ، والشمس تغيب ثم تشرق ، والروض يذبل ثم يورق ، ولله أيام تنتصر من الباغي وتنتقم من الظالم المفسد .
فصبراً أهل غـــزة فالظلم لا يدوم .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية : المجد والخلود لشهدائنا ا ...
- خفافيش الظلام
- أيها المسؤولين أين أنتم من عمال فلسطين
- ظهر الخوارج وشكراً لأنهم ظهروا
- ويل لمن يفترون الكذب
- حملة من أجل دعوة حماس للتوقف عن العبث في مقدرات الشعب الفلسط ...
- نحن والحصار
- من يحمي الوطن والمواطن ؟
- أين وصلت قضيتنا الفلسطينية ؟
- الأمة العربية .. إلى أين ؟


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-سيطرة إيران على سفينة تضم جنودًا من إسرائيل ...
- أول ظهور لخامنئي منذ بدء الصراع بين إسرائيل وإيران
- أسوأ فيضانات منذ 46 سنة في سيتشوان الصينية مع ارتفاع قياسي ف ...
- ليبيا - صدمة وطلب أممي بتحقيق شفاف في الوفاة الغامضة لعبد ال ...
- إيلون ماسك يعلن تشكيل حزب سياسي جديد -حزب أمريكا- لـ-يعيد ال ...
- فرنسا لا تزال تأمل في بادرة إنسانية من الجزائر لإطلاق سراح ب ...
- كيف استعادت الدراما العراقية جمهورها بهذه المسلسلات؟
- البلجيكي ياسبر فيليبسن يفوز بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدر ...
- عشرات الشهداء في غزة والاحتلال يستهدف محطة تحلية مياه
- الشرطة البريطانية تعتقل مؤيدين لـ-حركة العمل من أجل فلسطين- ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز محمود - صبراً أهل غزة فالظلم لا يدوم