عبد العزيز محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع بداية تطبيق الخطة الأمنية في غزة خطف واشتباكات وجرحى ، من المسؤول عن ذلك ولصالح من كل هذا الفلتان وهذا الدمار ، إن ما يجري في أرضنا فلسطين الحبيبة من فلتان وسرقة وخطف هو خزي وعار على جبين كل من يساهم فيه ، والواضح ان هناك جهات معنية بالفلتان ولا هم لها إلا إغراق الشارع الفلسطيني في المزيد من الدماء ، قبل أيام سمعنا من يقول أن القوة التنفيذية التابعة لحماس وحدها هي القادرة على معالجة الفلتان الأمني في الشارع الفلسطيني ، وهنا يجب القول أن هذه القوة التنفيذية هي قوة حزبية حركية ليس لها أي صفة قانونية أو شرعية ، تخطف وتعذب وتحاصر وتقتل وتنشر الخوف بدوافع حزبية ، ميليشيات خاصة " تحت الطلب " لا تخضع للجهات الرسمية وإنما بالعربدة وفي غياب القانون استولت على أراضي ومقرات ، هذه القوة التي قيل أنها ستساند الشرطة في عملها وجدنا أنها هي أول من اعتدي على الشرطة والأجهزة الأمنية ، والكل يعرف أن معظم السيارات التي تملكها القوة التنفيذية هي سيارات تم سرقتها من الأجهزة الأمنية ، وكيف تستطيع هذه القوة حماية المواطنين وهي التي طالت جرائمها كافة أبناء شعبنا وأبناء الأجهزة الأمنية ومواقعهم خاصة ، ويشهد على ذلك موقع قريش وتل الهوى وموقع المخابرات العامة في جباليا واعدام الشهيد عبد القادر اسليم ( ابو عوض ) بدم بارد ، والكثير من المواقع في خان يونس والشاطيء والوسطى ورفح ، ولا ننسى الاعتداء الآثم والمجرم على منزل الشهيد أبو المجد غريب وقتله هو وأطفاله بدم بارد ، والاعتداء على المواطنين الابرياء ، كما تم الاعتداء على منزل منصور شلايل وسميح المدهون ، واطلاق قذائف الياسين على منزل عائلة المصري وغيرها وغيرها ، ولو أردنا ان نعد الجرائم فان القائمة ستطول وتطول ، كيف لنا أن ننسى اللصوص وقطاع الطريق والمتسترين بالإسلام والذين يدعون أنهم من قيادات المقاومة الذين اعتدوا على الشهيد محمد الموسة وقتلوه بدم بارد ، ومن كوارث الدهر أن يتم المطالبة بالإفراج عن احد القتلة المجرمين الذين شاركوا في جريمة اغتيال الشهيد الموسة ، بل ان المصيبة الكبرى والطامة العظمى ان يكون الإفراج عنه شرط من شروط إتمام صفقة تبادل الأسرى أفلا يخجل هؤلاء القوم من أنفسهم ، أفلا يستحون من الله ، أين أخلاق عمر بن الخطاب وأين عدل عمر وشجاعة خالد بن الوليد ، ولكن القرآن الكريم يقول : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ) والذين يفسدون أشنع الفساد , ويقولون : إنهم مصلحون , كثيرون جدا في كل زمان يقولونها لأن الموازين مختلة في أيديهم ، وعندما يختل ميزان الإخلاص والتجرد في النفس تختل سائر الموازين والقيم ، والذين لا يخلصون سريرتهم لله يتعذر أن يشعروا بفساد أعمالهم , لأن ميزان الخير والشر والصلاح والفساد في نفوسهم يتأرجح مع الأهواء الذاتية
إن سلاح العائلات وانتشار السلاح في الشوارع والبيوت يجب أن ينتهي ولا يجوز ان يبقى هذا السلاح في كل يد وعلى السلطة الوطنية ان تجمع هذا السلاح ولا تتركه في يد العابثين بأمننا وبسلامة أرواحنا وأرواح أطفالنا ، كما أن استخدام ذريعة سلاح المقاومة إنما هو الفلتان الأمني بأم عينه فما أن تقوم الأجهزة الأمنية بمصادرة سلاح من قاتل أو خاطف أو سارق هنا أو هناك حتى يخرج علينا من يقول أن هذا سلاح مقاومة ولا يجوز المساس به ، إن سلاح المقاومة يجب أن لا يظهر بين الناس وعندما يشرع فليشرع في ساحة المعركة ويوجه للعدو وليس لصدور أبناء الشعب ، سلاح المقاومة مكانه هناك على الحدود مع العدو ، والمرابطة تكون على الثغور ليس في الأسواق بين المحلات التجارية وفي الشوارع العامة
كيف لنا أن نصدق أن قطاع طرق وسارقي سيارات وقوة تستهتر بأرواح الناس التي يهتز لها عرش الرحمن ، ستحمي أمن الوطن والمواطن ، إن من يحمي الوطن والمواطن هم أبناء الشعب المخلصين الذين تربوا على حب الوطن وحب الناس وتعلموا أن قتل النفس البشرية حرام ، وقاتلوا من اجل الوطن في جميع معاركه ونذروا أنفسهم لله والوطن ولأبناء شعبهم
لا يمكن أن نصدق أن هناك فلسطيني حر شريف ولد من رحم أم فلسطينية يرضى بما يحدث في غزة
على الجميع رئاسة وحكومة وأبناء الشعب المخلصين أن يقفوا مع أنفسهم وقفة صادقة ويخلصوا النية في العمل من أجل حفظ الأمن والأمان لهذا الشعب الحزين والمنكوب ، وكفى استهتاراً وكفى ضياعاً للوطن وللوقت ، كفى ضياعاً لأرواح الناس ، وكلمة أخيرة للمسؤولين إذا لم تستطيعوا أن تحفظوا أمن الوطن والمواطن وتوفروا الحماية لأبناء شعبنا فاغربوا عن وجوهنا فقد مللنا وجودكم بيننا
#عبد_العزيز_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟