ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 08:11
المحور:
الادب والفن
- .."وما الفائدة ؟.. "
يسخر "محمد سعيد الصحاف"
وهو يستجوب "عزيز الحاج"
الغارقَ في دخان سجائره
أمام الحرسِ القومي الجديد
والكاميراتِ المسحوبةِ الأقسام.
-.."ما الفائدة ؟.. "
يتساءل أبي وهو يبكي أمام التلفاز …
-.."ما الفائدة ؟.. "
تسألُ أمي وهو تشهق
وتقبِّلُ ثياب الغائبين
-.."آه ما الفائدة ؟.. "
يمسك أخي رأسه الذي يشيب سريعاً
وهو يرتجف في الأقفاص الثلجية
هناك في كوركان البعيدة.
"ما الفائدة ؟.. "
يتساءل صغيري في اصطفاف الصباح
أمام العلمِ الكسير
والرصاصِ الخلب الذي
يدوّي فوق الهاماتِ المذعورة
"ما الفائدة ؟.. "
أتثاءب وأنا أسمعُ وأسمعُ وأسمع …
"وما الفائدة ؟.. "
تسأل النخلةُ والطيرُ وحبّاتُ الزيتونِ اليابسات
"ما الفائدة ؟.. "
يسأل القاتلُ والقتيل
"ما الفائدة ؟.. "
تسأل شجيراتُ العاقول
في "بحرِ النجف" الفسيح
"ما الفائدة ؟.. "
تسأل الورقةُ العذراء … والورقةُ الثيـِّبُ
والورقةُ الذبيح
"ما الفائدة ؟.. "
تصعدُ الأسئلة
تلتزُّ في غيمةٍ نسيَت لونَ بخارها
فأمطرت زئبقاً ، وعقارب سكرانةً
وأفواها فاغرات بأجنحةٍ من سخام ….
"ما الفائدة ؟.. "
تكبر البرك .. تستحيل أنهاراً .. بحاراً ..
أوقيانوساً دبقاً …
"ما الفائدة ؟.. "
أحرقُ الأوراقَ العذراء .. والثيبات
والقتيـ … "ما الفائدة ؟.. "
***
"ما الفائدة ؟.. "
أتذمر وأدمدم "ما الفائدة .. ما الفائدة .. ما الفائدة ؟.. "
لكنني في يومِ الطوفان
أصعدُ السفينة
ويدي في يد أنثاي
هناك سنفلتُ من الربّانِ العجوز
والخطبِ الطوال
وندلف الى قبو صغير
نمارسُ طقوسَ حبٍّ مجنونةً …
وحين ينادي المنادي
أن قد بلغنا القفقاس فانزلوا
سنزداد جنوناً
ونضحك ساخرين .. نسأل "ما الفائدة ؟.. "
إشارات
1-كان محمد سعيد الصحاف "مدير الإذاعة والتلفزيون آنذاك" قد تولى التحقيق أمام شاشات التلفزيون مع عزيز الحاج أحد قادة انتفاضة الأهوار الشهيرة أوائل سنوات الفاشية في نهاية الستينات ولقد شاهدت أبي وأعمامي وأخوالي يبكون وهم يشاهدون القائد المهزوم يتلاعب به الشرطي مدير التلفزيون.
2-كوركان : معسكر للأسرى العراقيين في أقصى شمالي إيران.
3- بحر النجف : أعظم مقبرة في الدنيا ملأتها عن آخرها جثث قتلى الحروب والمذابح.
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟