أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد ومكانته العلمية















المزيد.....

الاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد ومكانته العلمية


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:19
المحور: سيرة ذاتية
    


الأستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد، أستاذ جامعي ومؤرخ.. كان له دور فاعل في وضع اللبنات الاولى لجامعة الموصل.. ففي سنة 1967، وعندما تأسست الجامعة شغل منصب عميد هيئة الانسانيات والتي تحولت فيما بعد وأصبحت كلية الاداب.. قبل سنوات عقدت جمعية المؤرخين والآثاريين فرع نينوى جلسة خاصة كرست لتكريم الاستاذ الدكتور عبدالمنعم رشاد، وقد القيت بصفتي انذاك رئيسا للجمعية كلمة بعنوان: (عن موسوعية المؤرخ الدكتور عبدالمنعم رشاد وأهميتها).. وكان لها وقع طيب لدى كل من كان حاضرا ذلك التكريم.. وفي الكلمة قلت عذرا لعبد المنعم رشاد.. لاستاذنا الفاضل في أن أذكره بعيدا عن الرسميات والالقاب العلمية.. فهذه أول مرة إنطق أسمه مجردا من اللقب العلمي.. الدكتور عبد المنعم وساعترف الان، بعد مضي ما يقارب الـ (37) سنة، انني قابلت الدكتور عبد المنعم حين كان عميدا لكلية الاداب وقدمت اليه طلبا للتعيين كمعيد حيث كنت قد تخرجت من كلية التربية ببغداد بدرجة شرف سنة 1967 - 1968.. فوافق ولكن بشرط أن أعمل أولا في مكتبة الكلية الفتية والتي كان يشرف عليها انذاك حسبما اتذكر موظفا واحدا هو السيد امير الرواس، وقد رشح للسفر الى خارج العراق لاكمال دراسته والحصول على الدكتوراه في علم المكتبات. وخرجت من الدكتور عبد المنعم بانطباع حسن.. بخلاف ما كنت اسمع من بعض الذين لايعجبهم الانضباط والالتزام، من انه كان حاد الطبع، ويثور بسرعة ولا يميل الى لغة الحوار.
وبعد هذه الحادثة، التي أجزم بانه لا يتذكرها، ولم اتحدث معه حولها طيلة السنوات الماضية، جئت الى قسم التاريخ بكلية الاداب وعينت فـي
ايلول 1975، مدرسا مساعدا، ثم اختارني القسم مقررا له، وبعدها استاذا
في كلية التربية، وازداد احتكاكي بالدكتور عبد المنعم رشاد وازدادت معرفتي به.. فماذا وجدت ؟ لقد وجدت الدكتور عبد المنعم رشاد انسانا ودودا.. موسوعيا في ثقافته.. لاتكاد تتحدث في موضوع الا وله فيه رأي.. واضافة.. لا اقول اضافة الرجل المثقف بمعنى واسع.. وانما اضافة الانسان المتخصص.. فحين يجري الحديث عن الحياة، الكون، الارض، الازهار، الصناعة، الزراعة، الكتب، السياسة، الجامعات، الاحزاب، فللدكتور عبد المنعم معرفة ممتازة حول كل هذه الشؤون.. انه موسوعي في ثقافته، وشمولي في نظرته،ودقيق في آرائه.. ورصين في حديثه.
ولد الدكتور عبد المنعم رشاد في الموصل سنة 1934 واكمل دراسته الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية فيها ثم سافر الى بغداد والتحق بكلية الاداب، قسم التاريخ، وتخرج منها بعد حصوله على شهادة البكالوريوس سنة 1957. وقد اكمل الدكتوراه في جامعة لندن بالمملكة المتحدة سنة 1963 وعاد الى وطنه وعمل في قسم التاريخ بكلية الاداب، جامعة بغداد ثم نقل الى الموصل بعد انشاء جامعتها او قبل ذلك بقليل واصبح سنة 1967 عميدا لهيئة الانسانيات. وكانت رسالته للدكتوراه بعنوان :(الخلافة العباسية 575- 656 هجرية- 1285 ميلادية.)
ألف عددا من الكتب مع زملائه، ومن هذه الكتب (الاسلام في شرق جنوب آسيا) و (تاريخ الدولة العباسية في عصورها المتأخرة).. كما نشر العديد من البحوث في المجلات ومن بحوثه احتلال المغول لبغداد، وقصة مقتل آخر الخلفاء العباسيين، والرعب الذي احدثه الغزو المغولي.. وشارك في اعداد موسوعات مهمة ابرزها موسوعة (حضارة العراق) بـ (13) مجلداً وموسوعة الموصل الحضارية بـ (5) مجلدات.. وقد اشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير واطروحات الدكتوراه وحضر ندوات ومؤتمرات خارج وداخل العراق.. وتفرغ سنة 1974 علميا في جامعة كارديف بانكلترا.. ترأس جمعية المؤرخين والاثاريين فرع نينوى لسنوات.. وصار عضوا في مجلس جامعة الموصل ورئيسا لتحرير مجلات علمية اكاديمية كثيرة ولفترات طويلة، مثل مجلة أداب الرافدين التي تصدرها كلية الاداب بجامعة الموصل وله اسهام فاعل في انشاء المركز الوطني لحفظ الوثائق (دار الكتب والوثائق) في الستينات من القرن الماضي ببغداد وكان أول ألامر تابعا لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ثم اصبح تابعا لوزارة الثقافة وعلى يديه واثنين من زملائه وهما الاستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم رحمه الله والاستاذ الدكتور عبد الامير محمد امين بني المركز والذي ضم عند تأسيسه وثائق البلاط الملكي التي اكتشفت بعد سقوط النظام الملكي في 14 تموز 1958 وتأسيس جمهورية العراق. وكانت هذه الوثائق نواة المجاميع الارشيفية النادرة التي لاتزال دار الكتب والوثائق ببغداد تتحفظ عليها.
التاريخ عند الدكتور عبد المنعم رشاد، تاريخ واحد، فهو حركة الحياة.. فليس ثمة فوارق وحدود فاصلة بين التاريخ القديم والتاريخ الاسلامي والحديث.. لذلك فهو ينظر الى الحدث التاريخي بكل ابعاده.. ويدعو طلابه الى ان يتعمقوا في فهم التاريخ واكتشاف بواطنه. وقد اهتم الدكتور عبد المنعم رشاد بالفترة المظلمة وهي الفترة الواقعة بين سقوط بغداد على يد المغول سنة 1258 وسيطرة العثمانيين على بغداد سنة 1534م وقد عمل على تدريب عدد من طلابه للكتابة حول هذه الفترة والاهتمام بها وبمصادرها.. كان الاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد وطني.. عميق الشعور بوطنيته.. موصلي عميق الاحساس بموصليته.. عربي.. عميق الشعور بقوميته.. انساني عميق الشعور بانسانيته.. ليس منغلقا على نفسه.. نوافذه مفتوحة.. بل هو نافذة طلابه وزملائه على العالم.. فطالما حرص على نقل تجربته الرائعة والغنية في بلاد الغرب وتحدث عنها.. حديث العارف الناقد الذي خبر الحياة هناك وسبر غور بواطنها.. وليس حديث الذي ذهب الى هناك.. ليدخل من باب ويخرج من آخر.. دون ان تترك تجربة الغرب عليه وعلى سلوكه وثقافته أي اثر..
في يوم الاربعاء الثالث والعشرين من نيسان 2008، رحل الاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد بعد معاناة مع الالم بسبب فقدانه البصر قبل رحيله بسنتين تقريبا وبالرغم من هذا العارض، فقد كنت أراه في كلية الاداب، وهو بين طلبته يوجه هذا ويناقش ذاك ويقترح على اخر موضوعا للدكتوراه فيكبر في نظري واحس بعظمته وبروحه المعنوية .لقد مات عبد المنعم وهو واقف كنخلة العراق التي لاتنحني رغم صروف الحياة .الرحمة لك ياعبد المنعم وجزاك الله خيرا على ماقدمت لوطنك وامتك .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكرم فاضل الصيدلي والمشهد الثقافي العربي
- علاء الدين السجادي 1907-1984 ودوره في خدمة الادب والثقافة ال ...
- البرلمانيون العرب وقضايا التنمية الاقتصادية والمشاركة السياس ...
- الاستاذ الدكتور عادل محمد البكري ..سيرة رائد ومبدع عراقي
- مير بصري 1911-2005 واسهاماته في خدمة حركة الثقافة العراقية ا ...
- التأريخ وسيلة لتقوية فكرة المواطنة في العراق المعاصر
- حامد علي البازي 1920-1995 وجهوده في توثيق تأريخ البصرة الحدي ...
- اسهامات المؤلفين العراقيين المعاصرين في دراسة الصلات بين الع ...
- تحية الى استاذي الدكتور عمر محمد الطالب
- عبد الباسط يونس والنهضة الصحفية المعاصرة في الموصل
- الدكتور محمد الهاشمي 1910- 1996 والتأريخ لحركة الفكر العربي ...
- حمادي الناهي والصحافة الساخرة في العراق المعاصر
- جماعة رواد الادب والحياة في الموصل :فصل من تأريخ العراق الثق ...
- جماعة الصحيفة 1924-1932 فصل من تأريخ حركة الفكر والثقافة الع ...
- بواكير العمل الصحفي في الموصل
- اليساريون في العراق هم ليسوا الشيوعيين فقط !!
- هل نحن بحاجة الى الاصلاح والتغيير ؟ وكيف؟
- الدكتور محمود عبد الله الجادر وحركة التحقيق التراثي في العرا ...
- الصحافة الالكترونية ودورها في اقامة المجتمع الديموقراطي
- المؤرخون الاسرائيليون الجدد ومحاولة اعادة كتابة تاريخ فلسطين ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد ومكانته العلمية