الدكتور محمود عبد الله الجادر وحركة التحقيق التراثي في العراق

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:03
المحور: الادب والفن
    

ونحن نستعرض ، أنا والزميل العزيز الأستاذ احمد سامي ألجلبي ، أسماء الذين أسهموا في الكتابة لجريدة فتى العراق عبر مراحل تاريخها الطويل منذ سنة 1934 وحتى الآن ، وقفنا عند اسم الدكتور محمود عبد الله الجادر ، وفوجئنا ، بوفاته رحمه الله سنة 2007 ، فلقد كان مع عدد من الشباب الذين أفسحت لهم جريدة فتى العراق صفحاتها ، لكي يبدأوا فيها خطواتهم الأولى نحو الكتابة والنشر . وللأسف الشديد لم يثر موت الجادر أي انتباه باستثناء بعض الكلمات التي كتبها عنه الأستاذ غزاي درع الطائي في مقالته المنشورة في جريدة الزمان (24 شباط 2008) ، واستذكر فيها جانبا من سيرة عدد من الأدباء والكتاب الراحلين خلال العام الماضي ، وكان الجادر ضمنهم .
ومما أشار إليه أن الرجل ، مع انه موصلي ، لم يدفن في مدينته وإنما دفن في بغداد أي انه دفن بعيدا عن مكان مولده ومنبت صباه .
ولد الدكتور محمود عبد الله محمد الجادر في الموصل سنة 1937 ، وأكمل دراسته الأولى فيها ، ثم تركها إلى بغداد ليدخل كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرج فيها ثم اكمل دراسته فحصل على الماجستير والدكتوراه من الكلية ذاتها . وكانت رسالته للماجستير بعنوان : ((الثعالبي ناقدا وأديبا)) وقدمها سنة 1974 ونشرها في كتاب سنة 1976 . أما أطروحته للدكتوراه فكانت بعنوان : ((شعر اوس بن حجر ورواته الجاهليين : دراسة تحليلية )) ، وقدمها سنة 1977 وطبعها في كتاب سنة 1979 .
عين مدرسا في قسم اللغة العربية بكلية الآداب ، جامعة بغداد قم رقى إلى مرتبة أستاذ. وقد عمل مديرا للدراسات العليا فيها، وقد انشغل منذ وقت مبكر من حياته الأكاديمية بالتحقيق والاهتمام بالتراث اللغوي والنقدي الغربي . وكان يعمل مع فريق من المحققين العراقيين البارزين على الصعيدين الأكاديمي والثقافي منذ السبعينات من القرن الماضي ، ومنهم الأستاذ الدكتور نوري حمودي القيسي ، والدكتور حاتم صالح الضامن ، والدكتور محمد نايف الدليمي وغيرهم ،
وبفضل أولئك النخبة وجهودهم اكتسبت المدرسة التحقيقية التراثية العراقية المعاصرة سمعة طيبة ليس على مستوى العراق والوطن العربي ، وإنما على مستوى العالم كله وخاصة المهتمين بالتراث العربي والإسلامي .
لقد عرفنا الدكتور الجادر ، وكان متميزا بهدوئه وطيبته ومحبته للناس ، وتعاونه ، وسعيه للخير .. لذلك حظي بالاحترام والتقدير . ولم يكن الرجل منكفئا على كتبه ودراساته ، وإنما أسهم في الكثير من نشاطات مجتمعه العلمية والثقافية إن كان في مجال تأليف الكتب المدرسية الخاصة باللغة العربية والمقررة في المدارس المتوسطة والإعدادية العراقية أو في تأليفه عددا من الكتب المنهجية الجامعية في مجال تخصصه . وقد كتب عنه صديقنا الأستاذ حميد المطبعي بضعة اسطر في موسوعته : موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين وقال بأنه كاتب ، وباحث ، وناقد ، عمل في مراكز جامعية عديدة ، كما كان عضوا في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين .
أما الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك فقد رصد في كتابه : ((معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970 ـ 2000)) جانبا من مؤلفات ودراسات الدكتور الجادر ، وذكر فضلا عن رسالته للماجستير وأطروحته للدكتوراه، والتي اشرنا إليها أنفا بعض تحقيقاته ، ومنها تحقيقه لكتاب : ((اللطف واللطائف)) لأبي منصور عبد الله الثعالبي 421هـ) والمنشور في الكويت سنة 1984 ، و ((ديوان الثعالبي لابن منصور عبد الملك بن إسماعيل المتوفي سنة 429هـ والمنشور ببغداد سنة 1990 ، و كتاب ((أجناس التجنيس ))لأبي منصور الثعالبي المنشور ببغداد سنة 1998 .
ومن مؤلفاته كتاب : ((دراسات نقدية في الأدب العربي القديم )) ( الموصل ،1992) وكتاب ((دراسات توثيقية وتحقيقية في مصادر التراث )) ( بغداد ،1990) وكتاب ((ملامح في تراث العرب النقدي )) ( بغداد ،1983) . كما أسهم مع بعض زملائه في إعداد بعض الكتب منها كتاب نشرته دار الشؤون الثقافية ببغداد بعنوان : ((الظواهر النفسية في قصيدة الحرب )) وكتاب : ((التراث)) الذي نشرته مجلة الطليعة الأدبية ، بغداد ،1979 وكتاب ((مكانة الشعر في الثقافة العربية المعاصرة)) الذي نشرته دار الشؤون الثقافية ببغداد سنة 1987 وكتاب ((نصوص من الشعر العربي قبل الإسلام : دراسة وتحليل )) الذي نشرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، بغداد 1991 .
ومن مقالاته :
• الأداء باللون في شعر زهر ابن أبي سلمى ( مجلة كلية الآداب ، العدد الثالث ،1990 .
• جهد الأصمعي النقدي في كتابه فحولة الشعراء ( مجلة المجمع العلمي العراقي ، المجلد 34 ، تشرين الأول ،1983
• حول القيم الإنسانية لشعر الحرب في العصر الجاهلي ، مجلة دراسات للأجيال ، السنة 3، العدد 1 ـ2 ، آب 1982
• حول مدلولات رموز المرأة في مقدمة القصيدة قبل الإسلام ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، المجلد 31 ، الجزء 4 ، تشرين الأول 1980 .
• دراسة تحقيقية في كتاب ( من غاب عنه المطرب) للثعالبي في ضوء مخطوطة جديدة ، مجلة المورد ، المجلد 17 ،العدد 3 ، 1988 .
• دراسة توثيقية في مؤلفات الثعالبي ، مجلة البحوث والدراسات العربية ، العدد 12 ، 1983 .
• الشاعر العربي قبل الإسلام وتحديات العصر ، مجلة المورد ، المجلد 15 ، العدد 2 ، 1986
• شعر الثعالبي : دراسة واستدراك ، مجلة المورد ، المجلد 8 ، العدد 3 ، 1979
• الصورة بين الرؤية والرؤيا في الشعر العربي قبل الإسلام ، مجلة المورد ، المجلد 23 ، العدد 1 ، 1995
• عناصر الوحدة الثقافية في الشعر العربي ما قبل الإسلام ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، المجلد 33 ، الجزء 2 ـ 3 ، نيسان 1982 .
• المتنبي في معيار الثعالبي النقدي ، مجلة الرابطة ، السنة 1 ، العدد 3 ، 1974
• مدارس الشعر العربي القديم بين النظرية والتطبيق ، مجلة دراسات للأجيال ، السنة 2 ، العدد1 ، كانون الثاني 1981
• مصادر الثعالبي في كتابه يتيمة الدهر ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، ا لمجلد 32 ، الجزء 1 ـ 2 ، كانون الثاني 1981 .
• المفضليات : دراسة في مواصفات الاختيار ، مجلة المورد ، المجلد 27 ، العدد 2 ، 1999
• ملاحظات تحقيقية على ديوان اوس بن حجر ، مجلة البلاغ ، السنة 3 ، 1979
• ملامح السرد القصصي في القصيدة العربية قبل الإسلام ، مجلة دراسات للأجيال ، أيلول 1980
• ملامح من تطور صورة الرسوم التقليدية في القصيدة العربية قبل الإسلام ، مجلة المورد المجلد 26 ، العدد 2 ، 1998
• مؤثرات حضارية في الشعر العربي قبل الإسلام ، مجلة دراسات للأجيال ، السنة 2 ، العدد 2 ، نيسان 1981 .
• الهوية القومية في كتب الأدب العربي ، مجلة المورد ، المجلد 28 ، العدد 4 ، 2000
• الوحدة الروحية في شعر محمد بهجت الأثري ضمن كتاب الأثري ، المجمع العلمي العراقي في تكريمه ، بغداد ، 1994
• يتيمة الدهر والموقف النقدي من المتنبي ، مجلة كلية الآداب ، جامعة بغداد ، العدد 32 ، آذار 1982
رحم الله الأستاذ الدكتور محمود عبد الله الجادر وجزاه خيرا على ما قدم لوطنه وأمته ودعوة لطلبته لكي يهتموا بتراث أستاذهم وفاء له وتقديرا لجهوده.

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل