أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام خوري - إمبراطورية القهر














المزيد.....

إمبراطورية القهر


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 701 - 2004 / 1 / 2 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر دينيش دسوزا المفكر الأميركي المحافظ في مؤسسة "هوفر" مقالاً تحت عنوان:تأييداً لاصطلاح-الإمبراطورية الأميركية، يدعو فيه الأميركيين إلى ضرورة الاعتراف أخيراً بأن الولايات المتحدة أصبحت إمبراطورية، وأكبر قوة إمبراطورية في التاريخ ".

انتهى الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو معه، وتحولت دولة الشيوعي إلى دول رأسمالية. ومع ذلك لم يتغير أي شيء في السياسة الخارجية الأميركية، وبقي حلف الأطلسي الذي تأسس باسم حماية أوروبا الغربية من الغزو السوفيتي، لا بل أخذت قوته بالزيادة وتوسعت مهماته لتشمل العالم كله. فعلى الرغم من أن ميثاق الحلف لا يلزم دوله بإرسال قوات إلى أفغانستان مع القوات الأميركية، لكنه أرسل العديد منها مشاركة في الغزو واستمراراً لسلطة كرزاي الابن المدلل للبيت الأبيض.

إن هذه الوقائع تدل على أن اللعبة الأميركية كانت مزيفة، فالاتحاد السوفيتي أو الشيوعي لم يكن العدو أو السبب في الهجمات الأميركية المتواصلة والمتداخلة في أنحاء العالم، فالعدو كان ولا يزال بنظر واشنطن هو أي حكومة أو حركة أو فرد يقف في وجه التوسع الذي تطمح إليه الإمبراطورية الأميركية، بغض النظر عن الاسم الذي نختلقه عن هذا العدو سواء أطلقنا عليه شيوعية أو "دولة الشر"  أو مهرب "المخدرات " أو "إرهابي"... إنه عصر إمبراطورية القهر.

نهاية الثمانينات انتهى الاتحاد السوفيتي وانهار جدار برلين، واحتفلت شعوب أوروبا الشرقية بهذا اليوم الجديد، وأجبرت حكومة جنوب أفريقيا العنصرية على إطلاق سراح نيلسون مانديلا وانهار النظام العنصري، وفي أميركا اللاتينية جرت انتخابات ديمقراطية في "هايتي"وكانت الأولى، ونتج عنها انتخاب رئيس تقدمي.

ظهر في ذلك الوقت أن كل شيء يمكن الحصول عليه وتحقيقه إيجابياً، فتعزز التفاؤل بشكل أصبح يماثل تشاؤمنا الآن. حدث كل هذا، وعلى الرغم من ذلك كانت واشنطن تحتفل على طريقتها بقصف وغزو "بنما" وبعد أسابيع قليلة من انهيار جدار برلين وفي نيكاراغوا كانت واشنطن تواصل التدخل في الانتخابات من أجل إسقاط الساندينيين وبعد أن انتهى النظام الشيوعي من ألبانيا وبلغاريا وتجرأ الشعبان على اختيار حكومتين لا تقبل بهما الإدارة الأميركية قامت واشنطن بخلعهما.

وفي عام 1991 بدأ القصف المكثف على العراق خلال 40 يوماً وبلا أدنى رحمة، وهكذا تبخرت آمالنا بتوقع تحقيق عالم أفضل مختلف عن السابق. فالزعماء الأميركيين لم يتوقفوا يوماً عن القصف فانطلقوا نحو الصومال من دون توقفه عن العراق، وتدخلوا بكل طريقة وفرت إنهاء الحركات  اليسارية في البيرو والميكسيك والإكوادور وكلومبيا وكأن الحرب الباردة التي احتدمت في الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات ما زالت مستمرة. ثم توجهت واشنطن لقصف يوغزلافيا لمدة 78يوماً بتواصل. وما زال القصف على أفغانستان مستمر، ولم تنتهي واشنطن من تصفية خلايا القاعدة وفلول طالبان في أفغانستان، حتى خرقت قرارات مجلس الأمن واحتلت العراق، ولم تفرغ من المقاومة العراقية حتى توجهت نحو إقرار مشروع محاسبة سوريا بالتزامن مع ضغوطها المتواصلة على إيران بشأن مصادقة البرتوكولات النووية مع وكالة الطاقة النووية.

أخطبوط الإمبراطورية يمد ذراعية ليشمل العالم كله بحبره الأسود، فهو الآن في ليبيريا، وقبلها في مؤازرة تايوان وإزعاج الصيني، وقواته تحصد المتمردين في الفلبين، وتزمجر تجاه كوريا الشمالية، وتأمر قوات العالم بحراسة مصالحها في العراق.

يدهشوني قول الزعيم الكوبي فيدال كاسترو غداة تسلم بوش الابن مقاليد الحكم:"أرجو أن لا يكون هذا الحاكم غبي كشكله".

والغبي حسب مصطلح كاسترو أقرّ في 24/11/2003 موازنة لوزارة الدفاع مقدارها 400مليار دولار خاصاً فيها زيادة معاشات الجنود في أفغانستان والعراق، والقسم الأعظم لمراكز بحوث السلاح وتطويرها. تلك المراكز التي يملكها غالبية أعضاء ادارة الغبي نفسه.

إن مدلول هذا الرقم لا يوحي باستمرار السياسة الخارجية الأميركية تجاه دول العالم وقناعتها التامة بجدوى هذه السياسة وحسب، بل يؤشر لزوال حركات السلام والتعايش في العالم، وسقوط شعار مناهضي العولمة "عالم آخر ممكن".

فالإرهاب سيتزايد وستتوسع دائرته مع تنامي العجز والقمع والدمار.

ويأتي سؤال "لماذا يكرهوننا؟"...

مسكين المواطن الأميركي. ينهك من دفع الضرائب، ليمجد أبطالاً إرهابيين.

فمدينة ميامي التي تحتضن المنشق الكوبي أورلاندو بوش الذي قام بعدة عمليات إرهابية في كوبا، خصصت احتفالاً سنوياً باسمه. "فليتمجد الإرهاب المطالب من القضاء الكوبي، لكننا نطالب الأفغان برأس بن لادن".

سخرية العراب الشيوعي الأعزل، لم توقف الابن بوش عن تسخير العالم برمته لبرنامج ساسة البيت الأبيض. والآن يراهن بعض المثقفون على دور الزعامة الديموقراطية في تغير النهج المتبع في تيار الصقور الحاكم، خاصة مع وجود شخصية مناهضة لفكرة الحرب على العراق وفي ظل وجود مقاومة عراقية فاعلة.

لكن السؤال الذي يجب طرحه. هل تغيير نهج السياسة للبيت الأبيض هو الأمر!! أم أن السياسة بذاتها تمثل نهج القهر المولد لعنوان مقالي /إمبراطورية القهر/.



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار لكن...
- خزي
- ملخص الشراكة الأوروبية والشرق الأوسط
- منتدى نابولي
- الحوار المتمدن... عام من الإنجاز الجميل
- عيون مغلقة على اتساعها- 3
- عيون مغلقة على اتساعها- 2
- عيون مغلقة على اتساعها -1
- ورشة عمل - الاحتلال الأجنبي: الإرهاب والمقاومة
- المقاومة والشباب العربي
- صبح ومسا
- التنمية وقمة مونتيري
- مراقبة عابرة
- فتاة تشبه المطر
- العرب إلى أين
- سكوت/3/
- العولمة وأثرها على المجتمعات في الأرض
- كالوي العرب
- الإهداء لشاعر ودع فتاة تشبه بلقيس
- التضخم السكاني كارثة العصر


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام خوري - إمبراطورية القهر