أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام خوري - عيون مغلقة على اتساعها -1














المزيد.....

عيون مغلقة على اتساعها -1


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 672 - 2003 / 12 / 4 - 04:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مر التاريخ جعل الإنسان من المادة سبيلاً لتنظيم حياته، اليوم المادة أصبحت قانوناً وشريعة لحياة الإنسان. أترانا كبشر نفقد حس الإنسانية الذي يميزنا عن الحيوان. فلا يفكر أحدنا بالآخر، أو يبحث الآخر في شأن غيره.فقد أوضح تقرير لصندوق النقد الدولي التابع للأمم المتحدة، الذي يمول المشاريع التنموية لسكان الريف ويتخذ من روما مقرا له، أن 75% من الفقراء في العالم "وهو ما يعادل 975 مليون شخص" يقيمون في مناطق ريفية وأن هذا العدد سيظل في حدود 60% بحلول عام 2020. وأشار التقرير إلى أن نحو 1.2 مليار شخص يعيشون في حالات فقر مدقع "حيث يتقاضى الفرد ما يقل عن دولار واحد في اليوم" موزعين بنسبة 44% في آسيا الجنوبية و24% في أفريقيا جنوب الصحراء, و24% في آسيا الشرقية و6.5% في أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي.
وفي ظل هذا الفقر المفجع، تظهر نوايا الحروب، والنزاعات، والإرهاب، وكل ذلك من أجل ماذا؟ أهي الهيمنة للمال أم أنه الخلاف الحضاري الذي روج باسم "صراع الحضارات".
المسألة ليست صراع أو حوار. المسألة مسألة فراغ دولي بعد نهاية الحرب الباردة، معادلة يكتبها صناع القرار بدعم من الشركات المتعددة الجنسية، معادلة مدروسة لتكون من طرف واحد معلوم والآخر متعدد الاحتمالات وقابل للتأويل والنقاش والمحاكاة وللضرب والطرح... والجمع...ووو...
ومن يقول أن تدمر وقفت بوجه روما، عليه أن يزور خراب تدمر... وما بين فنزويلا وبغداد ماء أسود.
بتجرد عن التعابير السياسية يقول جيمس ولفنسون رئيس البنك الدولي في مقابلة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية أن "البعض يريد أن نلغي ديون 62 دولة, ولكننا لا نملك المال لذلك"..."إذا تحدثنا عن 62 دولة (منها 42 نامية و20 ذات عائدات متوسطة) فسيكون على البنك الدولي وحده أن ينفق 29 مليار دولار وهو ما يساوي قيمة رأسمال البنك.. أود فعلا القيام بذلك لكننا في هذه الحالة نصبح أمام أمرين إما أن نغلق البنك أو يوافق المساهمون على زيادة رأسماله".     
أمام هذا القول هل هناك حل لأزمة الدول الفقيرة وفوائد ديونها؟ وهل هناك فرصة لتحقيق عملية تنمية لاقتصادياتها؟. أم أن تخفيض هذه الديون أو إلغاء بعضها مشروط بتحقيق تنازلات وتمرير استثمارات ومشاريع خصخصة... الأمر مفجع.
ومن أجل تحقيق التنمية طرح صندوق النقد والبنك الدولي دعوة للدول المانحة من أجل زيادة مساعداتها المباشرة للتنمية. وتريد الأمم المتحدة أن تخصص هذه الدول على الأقل 0.7% من إجمالي الناتج المحلي السنوي لهذا الغرض غير أن المعدل الوسطي المعتمد لدى دول مجموعة السبع الصناعية هو 0.22% ويتراوح بين 0.1% للولايات المتحدة و0.33% لفرنسا.
وبالنظر لقيمة0.1%التي تقدمها الولايات المتحدة الدولة الحاكمة حالياً للقرار العالمي، الدولة التي رفضت المصادقة على بروتوكول كيوتو للمناخ من أجل الحد من التلوث الذي تتسبب به الدول الصناعية بالدرجة الأولى، وقد بررت واشنطن ذلك بأنه يضر بمصالح الشركات الأمريكية!، الدولة التي ترفع شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان، الدولة التي جيشت في حملة مكافحة الإرهاب أوسع الحشود وكل وكالات الاستخبارات العالمية، الدولة التي ستقوم بتغير الفكر العربي الرجعي بميزانية هائلة وهي 29مليون دولار... سخرية القدر أن نسمع ونفهم!!.
ويزيد على فهمي المتواضع اتهام وزير المالية الهندي ياشوانت سينها"في المنتدى الاقتصادي العالمي" شعوب الدول الغنية في الشمال بأن مسؤوليتها عن تلوث البيئة أكبر بكثير من مسؤولية شعوب الدول النامية في الجنوب. وقال "لو قدر للعالم كله أن يتبنى نمط الحياة الأميركية فسوف يأتي زمن قريب لن يكون فيه مكان للعيش على الأرض". وأضاف أن قوانين الهجرة مصممة بحيث لا يستطيع أحد الهجرة من الجنوب إلى الشمال إلا الصفوة.
فهمنا متواضع أمام المتغيرات العالمية، لكن عيوننا واسعة وأرادوها أن تغلق.



#عصام_خوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورشة عمل - الاحتلال الأجنبي: الإرهاب والمقاومة
- المقاومة والشباب العربي
- صبح ومسا
- التنمية وقمة مونتيري
- مراقبة عابرة
- فتاة تشبه المطر
- العرب إلى أين
- سكوت/3/
- العولمة وأثرها على المجتمعات في الأرض
- كالوي العرب
- الإهداء لشاعر ودع فتاة تشبه بلقيس
- التضخم السكاني كارثة العصر
- لقاء مع الكاتبة والدكتورة نوال السعداوي
- بعض من اقتصاد الصغار
- اقتصاد الكبار
- مؤسسات اليمين والشرق الأوسط
- شيوعي بالنسبة للاميركيين ومنشق بالنسبة للسوفيات. يهودي بالنس ...
- الحاكم والحركات الشعبية
- المنتدى الاجتماعي العالمي الثالث


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام خوري - عيون مغلقة على اتساعها -1