أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام خوري - سكوت/3/














المزيد.....

سكوت/3/


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 582 - 2003 / 9 / 5 - 02:17
المحور: الادب والفن
    


سكوت/3/

سحاب بسحاب السفر والاغتراب، وتمرد وندم البقاء بانتظار الأصفاد. تساءلت الأعين بلغة البلاهة أين الفرار... متى... لما... سيان...!!
أصعب شيء أن تناور عند أوج المعركة، والرصاص يحيط أنفاسك، يطوق جدران دروعك... ولا يسمح لجسدك بهجر المكان... وبعد كل ذلك يفرض على ثغرك الابتسام والإشراق.
ليس الغريب أن تحمل جريدتك وتعتز بسطورها وأسماء كتابها... وأهدافها... إنما الغريب أن تحمل جريدتك "تبول" بعض الأشخاص وتعتز برائحة نتانتهم.
أن تكون إنسان يميز السواد من البياض... يميز الغضب من الفرح... والحب من الضغينة... وأنت من هم... وتسير في خط الوسط... أي بين الوعي واللاوعي... بين الشعور واللاشعور... بين كل شيء واللاشيء... أن تعتنق مبدأ عدم الانحياز في زمان جار على عالم الانحياز ليمسي عالم الحياز والتملك وإعصار الأموال.
قيل أن الهزيمة ثلثي الرجولة... وذاك المتعجرف نده يوماً البحر من وراءكم والعدو أمامكم... السفن احترقت... انظروا... انظروا...
أي قدر قاس جمع قولين وتركني بين غبار أوراق مكتبي أتضرع أملاً مبتوراً... أو رنين هاتف لا حرارة تسكنه...
أي قدر شرع لبؤبؤ العين أن يراقب لوحتي الوحيدة، ويتأمل التصاقها بالجدار، وعلاقتها الحميمة مع بياض وصفاء الجدار. تلك العلاقة التي تربط اللوحة وبياض الجدار علاقة جنس بين الأشياء زجاج مرآة تعكس ربيع فتاة ناضرة الحياء مفضوضة البكارة...
أن تكون اللوحة في مكانها الصحيح على الجدار علاقة جنس راقية، أما أن تعاني ميلاً بزاوية ما علاقة جنس مشوهة.
كما الرعشة لصفحة ماء بحيرة، لحظة المطر علاقة حب... ولحظة البرّد علاقة اغتصاب، ولحظة الندى ملاطفة...
أما انهيار الأخشاب أو الصخور للصفحة ذاتها علاقة طغيان لأنواع الجنس والشهوة العمياء.
السماء حين تضاجع الأرض لها قمة الشرعية، علاقة أنثى برجل، رجل برجل أو أنثى بأنثى، رجل بأنثى... علاقة حددها مبدأ التواجد، شيئان حيان في الكون لا خيار لهما سوى المساكنه التي يشوبها مبدأ الجنس...
أما العلاقة بيني وبينهم علاقة فكر مهزوم لا يحمل عنصر الرقي الذي يكلل الأحياء في الكون.
لا يُرفع الهم والانكسار لوطن بانكسار وهم جديد.
"فحين تصل المعارضة إلى الحكم تنسى لماذا عارضت"... عبارة قالها تزاروس...
الغريب في هذا القول سماعه قبل استلامك سلطة ما، وسماعه حين تجرد من سلطتك تلك...
المناصب عندنا مسارح هزلية في تقبل الأمور ورفضها، وقمة السخرية مزاجية المنصب حين يتمركز... كقمة فرح الإسبان بقتال سكان البلاد الأصل... حديد يحمل بارود مقابل خشب يحمل بعض الحديد...
وقمة الفوضوية لارتقاء الأشياء عند معدم المال لحظة الثراء المفاجئ.
فكرة المضاجعة أمر، ومزاولة الحكم أنمر، وتواجد المعارضة أمر... أما أن تكون المضاجعة  والحكم والمعارضة معاً أمراً واحداً فإن في الأمر أمر.
لا يمكن شرب كل أنواع الخمر بكأس واحد وعند ذلك يحصل التقيؤ... نعم نوعان لا يسببان التقيؤ، ربما يسببان التكدر البسيط ومع الزمن يكون التكدر حاجة مستحبة أو عادة...          
خطؤنا امتهان شهوات السلطة الثلاث، وعدم التنحي لإحداها بالفرار من الرقابة.
إن مشاهدة البستان من مسافة ومشاهدته عن قرب ومشاهدتك وأنت فيه عن بعد أمور تعاني اختلاف لا يدركها سوى الداري بأهمية التواجد والبقاء.
وبما أن البقاء للأصلح حسب داروين، والحكمة الإلهية لإخوان الصفا فإن الداري هو الأصلح.
وبما أنة الأصلح يبغى البقاء فلابد من أن يضمر العضو الذي لا يعمل وهذا يحتاج إلى الزمن.
وبما أنهم لن يسمحوا لي بالعمل سأضمر...
وإن سمحوا بمفاهيمهم تسيّر عملي لن أعمل، وبالتالي سأضمر..
وإن أرغموني على العمل سيضمر فكري فلن أنتج، أي سأضمر بمفهوم آخر.
نعود إلى تزاروس فقد قال:
"الأمة بلا ذاكرة لأنها تصفح عن السيئ إليها بالسرعة التي ينكر بها جميل المحسن".
لذا لابد من استملاك ثلثي الرجولة مع إضافة بعض الأملاك وقيمها... كي لا أمسي المحسن الذي ينكر جميلة من قبلهم.
ومادامت الأمة ستصفح عن السيئ إليها...
فليسامحهم الله إن أساؤوا إليها... وسأكون خيّراً في الخارج من خيراتها كي يعتز بني قومي بي هناك وأكون من الأصلح...
                                                                 وداعاً... وداعاً...
والآن سكوت.
      
 
   



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة وأثرها على المجتمعات في الأرض
- كالوي العرب
- الإهداء لشاعر ودع فتاة تشبه بلقيس
- التضخم السكاني كارثة العصر
- لقاء مع الكاتبة والدكتورة نوال السعداوي
- بعض من اقتصاد الصغار
- اقتصاد الكبار
- مؤسسات اليمين والشرق الأوسط
- شيوعي بالنسبة للاميركيين ومنشق بالنسبة للسوفيات. يهودي بالنس ...
- الحاكم والحركات الشعبية
- المنتدى الاجتماعي العالمي الثالث


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام خوري - سكوت/3/