قراءة كلمة سعادة

محمد بوغابة

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 07:48
المحور: الادب والفن
    

ما السعادة ؟
للسنيين سعادتهم.للشيعيين ،للعلمانيين ، الدهريين ، البوذيين ،الهندوسيين ،المسيح ...إلخ ، مفاهيم مختلفة في معنى و دلالات السعادة.
تأتي الكلمة في اللغة العربية لتقول كلمتها في مفهوم السعادة .سعيد تساوي سعي و يد ( لأنه من سنن العرب نحث كلمة من كلمتين ) حسب ما حاول تأكيد ذلك إمام النحث العربي إبن فارس ، وكان ذلك منذ ألف سنة خلت (عندما نعرف سر الإسم نعرف سر المسمى) . سعي من بين ما تشبه السعي بمعنى العمل اليدوي . ويد تشبه اليد جمع أيدي . كأن بكلمة سعيد تقول لنا لا سعادة في الدنيا دون عمل يدوي . وفعلا ، فعباقرة الدنيا إنتهت بهم الحياة مع العمل اليدوي ( تلستوي ،غندي، طورو.أسكي...إلخ )
إذا كان الأمر صحيح ؟ و إلا لماذا وجدت سعي ويد في تركيبة كلمة سعيد ؟ فهذا مفهوم ذكي وعملي لمعاني السعادة.
هكذا تركيبة الكلمات في اللغة العربية ، تتضمن خطاب معرفي عملي علمي ( علو الموجودة في علوم إشارة بليغة من اللغة العربية إلى أن التفكير العلمي يعلو كل أنواع التفكير..وإلا لماذا وجدت علو في علوم.هكذا دواليك...يتبع


----------------------
كلمة سعادة تبدو تتركب من سعا وعادة و أدة.
سعا تشبه من بين ما تشبه سعى من السعي بمعنى العمل اليدوي.
عادة تشبه العادة. قد تكون إشارة إلى ان السعادة بسرعة تصير عادة.
ادة تشبه أدة جمع أدوات.
كأن بكلمة سعادة تقول لنا السعادة هي ان تشتغل كل ساعة بأدات. ويبدو هذا المفهوم ذكي لمعنى السعادة...تصوروا ساعة مع الطين...ساعة مع الخشب ، ساعة مع القصب ، ساعة مع القلم ، ساعة مع الحفر ، ساعة مع النقش ، ساعة مع السيف ، ساعة مع الرسم ، ساعة مع الحدادة ، ساعة مع النجارة ، ساعة مع الحبيب ..إلخ..يبدو هذا المشروع جد ثري كفيل بتقريب الإنسان من السعادة .فيه تنوع وتعد وخصوبة وأفاق وإبداع ... وإلا لماذا هذه المعادلات اللغوية ؟
التفسير بالإعتباطية لا يفسر شيئ.
المثير هو أن كلمة سعادة لها وقع صعد من الصعود ، هذه المعادلة اللغوية كذلك ليست إعتباطية بل إشارة جد حكيمة إلى أن الصعود ( صعود الجبل ) يقرب الإنسان من السعادة. وهذه المسألة تبدو واردة. لأن في صعود الجبل إقتراب الإنسان من النقاء والهدوء والعلو . ودون هذه العناصر يستحيل على الإنسان أن يقترب من السعادة . وإلا لماذا سعد بسرعة تصير صعد.
"إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون".صدق الله العظيم. يتبع

#محمد_بوغابة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل