أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله عبداللطيف المحامي - وهم المواطنة والدولة المدنية














المزيد.....

وهم المواطنة والدولة المدنية


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 2252 - 2008 / 4 / 15 - 08:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الدين لله والوطن للجميع .. عبارة وشعار تاريخي .. يؤسس لمعالم الدولة المدنية .. ويعتمد المواطنة أساسا للتعامل في المجتمع من حيث الحقوق والواجبات .. ويكفل المساواة ويعزز الحريات ويدعم المشاركة الإيجابية .. ويبغض الطائفية ويرفض الدولة الدينية التي هي بطبعها وطبيعتها دولة مستبدة والأخطر في حكمها إنها تستبد باسم الدين وتحتكر الحقيقة ولا تعترف بالآخر مطلقا من منطلق ديني وتعتمد في أدبياتها سلاح التكفير كحل سهل يسد علي المعارضين لها طرق النجاة من بطشها أو الحق في التعبير عن رأيهم .
أقول ذلك بمناسبة المشهد المأساوي الذي شهدته نقابة الصحفيين في مصر حيث استطاع مجموعة من الأفراد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين من منع عقد مؤتمرا ضد التمييز في مصر بدعوي انه ضد الدين الإسلامي ، رغم سبق موافقة نقابة الصحفيين علي عقد المؤتمر باعتبارها محرابا ومنارة لكل أصحاب الرؤي وخطا دفاعيا مهما عن حرية الكلمة وحرية الفكر وقلعة تزود عن مستقبل الديمقراطية في مصر وفي المنطقة العربية .
وعلينا أن نعترف أن المجتمع المصري يشهد تراجعا شديدا نحو الطائفية والدولة الدينية التي لا تعترف بالآخر ولا تقبل المعارضة وتكسر درج التقدم الديمقراطي وتعود بنا إلي عصر الظلمات وعهد محاكم التفتيش وتحارب التفكير النقدي وتستخدم سلاح التكفير في مواجهة أية محاولة للتفكير والأخطر إن ذلك يتم باسم الله ورسوله وبستار الدين .
قلنا من قبل إن جماعة مثل جماعة الإخوان المسلمين – المستبدين – رغم أنها تستغل فرص الهامش الديمقراطي المتاح وتتحرك من خلاله رغم أنها جماعة محظورة قانونا وتلعب مع النظام لعبة القط والفأر ، غير أنها معلنة علي الملأ ، ولها مقر مفتوح ، ولها مرشدا عاما ، وبلسانها يتحدث متحدثون رسميون ، وتعقد اللقاءات الصحفية ، ولها كتلة برلمانية ، وسفراء في النقابات المهنية المختلفة ، ورغم كل ما تزعمه تلك الجماعة عن قبول قواعد اللعبة الديمقراطية ، والتغيير الديمقراطي ، غير أنها تضمر غير ما تعلن ، وتتجلي مواقفها الحقيقية في مواقف معينة مثلما حدث منذ أيام علي الملأ وبجرأة معلنة علي أبواب نقابة الصحفيين ، من رفض الآخر وعدم القبول به ، وغلق أبواب النقابة في وجه المدعوين لحضور مؤتمر ضد التمييز في مصر ، ولم تفلح مساعي نقيب الصحفيين لحل الأزمة .
ورغم أن الدستور المصري يحظر تأسيس أو إنشاء جماعات أو أحزاب علي أساس ديني ، لكن تلك الجماعة بحكم الأمر الواقع مستثناه من ذلك الحظر ، وتفرض نفسها علي نصوص وأحكام الدستور ، ولا ننكر القوة التنظيمية لتلك الجماعة ، وانتشارها بالمجتمع المصري ، وتأثيرها ، وقد يكون من أسباب ذلك انحسار الدور الوطني لنخب وشخصيات تعتنق العقلانية والتنوير كمنهج ، وضعف مؤسسات الدولة في أداء دورها كما ينبغي ، الأمر الذي يعطي لتيار الإسلام السياسي مساحة أكثر في الخريطة قد لا يستحقها في حالة أخري .
هناك حالة من الخوف والرعب تسيطر علي عقول المنادين بالتنوير ودعاة الدولة المدنية ، فمجرد طرح الأفكار قد يكون سببا لجلب المشاكل لهم ولأسرهم ، والأمثلة أمامنا كثيرة نذكر منها علي سبيل المثال بدءا من إغتيال فرج فودة بسبب أفكاره العلمانية مرورا بالتفريق بين نصر حامد أبو زيد وزوجته بسبب كتاباته ، ومحاولة إغتيال نجيب محفوظ بسبب روايته ، ونفي أحمد صبحي منصور بسبب أرائه وإجتهاداته ، وموقف سيد القمني من التهديدات بقتله ، وانتهاءا بما حدث علي أبواب نقابة الصحفيين .. وليس بآخر ..
والسؤال هو متي تنتهي الدولة الدينية في مصر ؟ متي نحترم حرية الفكر والرأي والإختلاف ؟ متي ندعم حرية العقيدة ؟ متي نعزز مقومات المجتمع المدني الديمقراطي ؟
والجواب لازال الطريق طويلا وشاقا حتي تنتهي جذور الطائفية ...



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات المحليات في مصر .. ديمقراطية بالتزكية الإجبارية
- مم أخاف ؟
- الغزوة الدنماركية الثانية .. وحرب الدعاء
- جذور
- تحت ظل النبض
- قلب الشاعر
- سحابة كئيبة
- شهرزاد جديدة .. بين قصيدة الأنثي .. وأنثي القصيدة
- فيض أنثي
- هل أجد لديك متسعا ؟؟
- قلبي في حبك قد صمد
- بين المد وبين الجزر
- أنتي سمائي
- في فقه العشق...
- أزمة الحرية في مجتمعنا
- حجب الحوار المتمدن .. جريمة
- جريمة الإفطار في رمضان
- لماذا نناهض ختان البنات ؟ .. ورقة للمناقشة
- جرائم خلف النقاب
- حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله عبداللطيف المحامي - وهم المواطنة والدولة المدنية