أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - الغزوة الدنماركية الثانية .. وحرب الدعاء














المزيد.....

الغزوة الدنماركية الثانية .. وحرب الدعاء


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 02:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعيدا عن الحديث الإنفعالي .. لازلنا نؤكد علي ضرورة تحديث الخطاب الديني في عالمنا الإسلامي ، وأن مخاطبة الغرب يحتاج إلي لغة أخري وحديث مختلف ، ورد ذلك بخاطري بمناسبة رد فعل الصحف الدنماركية بإعادة نشر الرسوم ( المسيئة للرسول محمد ) .
ففي عام 2005 نقلت إلينا وسائل الإعلام العربية والإسلامية أن إحدي الصحف الدنماركية قامت بنشر رسوما كاريكاتير تسيئ إلي النبي محمد ومن دون أن نري تلك الرسوم لنعرف ما إذا كانت بالفعل مسيئة من عدمه ؟ ومن غير أن نعرف أبعاد الأمر أو ندرس المسألة ؟ ولم نحاول أن نجهد أذهاننا في الإجابة علي السؤال لماذا يحدث ذلك ؟ وما هي خلفية نشر تلك الرسوم ؟ وهل المقصود بها مهاجمة رسالة الإسلام أم إنها مجرد إسقاطات سياسية لواقع متخلف تعيشه امة الإسلام ؟
اشتعل الشارع العربي والإسلامي بثورة لمواجهة الغزوة الدنماركية الأولي .. حتي أن الخرافات تحكمت في توجيه الرأي العام الإسلامي نحو الهاوية .. فسمعنا عن حملات تدعو المسلمين في كل مكان للدعاء علي الرسام الدنماركي الذي نشر تلك الرسوم .. وتحقيقا لترسيخ الوهم في أذهان المسلمين بعد فترة من تدشين حملات الدعاء.. انتشرت الأخبار تهنيء المسلمين بنجاح حرب الدعاء وتبشرهم بان الرسام الدنماركي الذي رسم تلك الرسوم قد أصيبت يده بالشلل .. وتدعيما لتحقيق نتائج الحرب الدعوية أكدت الأخبار من قبل أئمة الحرب الدعوية تبشر بخبر وفاة هذا الرسام بعد فترة من إصابته بالشلل .. وبالطبع إنطلقت المظاهرات التي تزود عن رسول الله والمصاحبة بالملصقات والشعارات العاطفية مثل ( إلا رسول الله .. وفداك أبي وأمي يارسول الله ) ، بل أكثر من ذلك إنطلقت في الفضاء قنوات فضائية قيل أنها خصصت بثها للدفاع عن رسول الله .
وإذا عدنا إلي أصل الموضوع .. فمعلوماتي أن الغزوة الدنماركية الأولي كما يسميها أئمة الجهاد في عالمنا الإسلامي كانت عبارة عن مجموعة رسوم كاريكاتيرية رسمها نحو 12 رساما دنماركيا ونشرتها إحدي الصحف الدنماركية ، وهي تعكس رؤية هؤلاء عن دين الإسلام كما تقدمه جماعات الإسلام السياسي عالية الصوت والفعل في العالم الإسلامي والغربي والتي تتخذ من العنف سبيلا كتنظيم القاعدة وخلافه ، وعليه فإن المجتمع الدنماركي وهؤلاء الرسامين لم يعرفوا عن الإسلام أكثر مما قدمته لها تلك التنظيمات التي تعلق لافتة الإسلام كدستور ومنهج لها وتمارس العنف وترتكب جرائم إرهابية تهدد الأمن والأمان للمواطنين في بلدان كثيرة ، فجاءت تلك الرسوم تعكس تلك الرؤية السياسية قبل أن تكون دينية وفق المعطيات التي قدمناها لهم وكونوا من خلالها قناعاتهم .. ومؤداها أن من يحمل قنبلة يفجر بها نفسه ليقتل آخرين معه يضمن أن يكون مجاهدا وشهيدا ويحجز له مكانه في جنات النعيم .. تلك ملخص الرؤية ومضمون الرسوم .
وبدلا من مواجهة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبدلا من تقدير الأمور بقدرها ، وبدلا من فهم وإدراك خلفية الحدث ، أعلن أئمة الجهاد الثورة علي الدنمارك .. حكومة وشعبا ، رغم أن الحكومة ليس لها دور أو يد فيما حدث ، وإنما هي برؤية المجتمع الدنماركي تدور في مدار حرية الرأي والتعبير ، ولأننا لا ندرك حقيقة الأمر .. إنهالت الفتاوي غير المسئولة بإهدار دم هذا الرسام .. ونقلت الأخبار أنه تم القبض علي ثلاثة أحدهم تونسي والآخرين من المغرب يقال أنهم من تنظيم القاعدة كانوا يخططون لقتل الرسام الدنماركي .. فقامت الصحف الدنماركية جميعها أو معظمها بإعادة نشر تلك الرسوم التي سبق نشرها عام 2005 تضامنا مع زميلهم المهدر دمه والذي إتضح أنه حي يرزق ولم يستجيب الله لدعاء المسلمين بإصابته بالشلل وأنه لم يتوفي أثر إصابته بالشلل كما بشرونا أئمة حرب الدعاء .
وتلك هي الغزوة الدنماركية الثانية وهذه المرة هي غزوة جماعية من الصحف كلها أو معظمها .. فماذا سيكون رد الفعل يا تري في عالمنا الإسلامي ؟ هل نستعد لمواجهة الغزوة بحرب الدعاء والملصقات والمظاهرات وإهدار دم العاملين بالإعلام الدنماركي ؟ هل سيبقي الخطاب الديني في عالمنا الإسلامي في يد أئمة الجهاد وتنظيمات العنف ؟



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور
- تحت ظل النبض
- قلب الشاعر
- سحابة كئيبة
- شهرزاد جديدة .. بين قصيدة الأنثي .. وأنثي القصيدة
- فيض أنثي
- هل أجد لديك متسعا ؟؟
- قلبي في حبك قد صمد
- بين المد وبين الجزر
- أنتي سمائي
- في فقه العشق...
- أزمة الحرية في مجتمعنا
- حجب الحوار المتمدن .. جريمة
- جريمة الإفطار في رمضان
- لماذا نناهض ختان البنات ؟ .. ورقة للمناقشة
- جرائم خلف النقاب
- حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟
- رئيس جمهورية .. الأسانسير
- العلمانية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- لحظة ميلاد


المزيد.....




- تركيا: توقيف أربعة من موظفي مجلة -ليمان- على خلفية رسم كاريك ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي المميز 2025 لأروع الأغاني وأ ...
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- TOYOUR EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل س ...
- الإخوان المسلمون.. سيرة مئة عام من الفشل
- فرنسا: مدرسة -نوتردام دو بيتارام- الكاثوليكية.. ممارسات وحشي ...
- الاحتلال يهدم منازل وصوبات زراعية ويقطع أشجار الزيتون في طول ...
- “لا تفوتوا المتعة” تردد طيور الجنة بيبي 2025 الجديد جاهز لضب ...
- أغاني إسلامية تعليم المبادئ والأخلاق لطفلك “تردد قناة طيور ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - الغزوة الدنماركية الثانية .. وحرب الدعاء