أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - اهتزاز القيم الاخلاقية في العالم الاسلامي















المزيد.....

اهتزاز القيم الاخلاقية في العالم الاسلامي


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 07:38
المحور: المجتمع المدني
    


لاتظهر القيم الاخلاقية للشعوب بكل تجلياتها الا اثناء الهزات التاريخية الكبيرة وساعة حلول الفوضى العارمة، كما هو المثال في النموذج العراقي(احد بلدان العالم الاسلامي) حين حدث التغيير الكبير في نيسان 2003 وانهارت مفاصل الدولة كاملة بما فيها اجهزة الامن والجيش والشرطة وجميع الاجهزة التي تتحكم بضبط المجتمع ولم يعد هناك اي ضابط او قوة قاهرة تتحكم وتوجه المجتمع ومع هذا الانهيار انهارت اغلب القيم المجتمعية الفاضلة وتغلبت تلك النزعات الكامنة والعدوانية المستورثة من القرون الوسطى، تلك النزعات التي تتجذر فيها روح النهب والغزو والثأر والقتل والتدمير ولم يقف دونها حائل، لا دين ولا مذهب ولا عقل، فعاثت بالبلاد قتلاً وفساداً وبأسوء صور الرذيلة والتوحش، حيث كانت الجثث البشرية تُرمى في الطرقات والمزابل والمياه الآسنة شأنها شأن جثث الحيوانات بعد تمزيقها والعبث بها دون رحمة اوضمير، واستشرى نهب الاموال العامة والخاصة او حرقها واصاب البنى التحتية التهديم والتدمير بشكل عدواني مقيت يشبه الى حدٍ ما آلت اليه تدميرات الغزو التتري لبغداد 1258 . ان هذا المثال المَّروِع ليس خاصاً في العراق، بل نعتقد اننا سنجده في اي بلد اسلامي لو اهتز مثلما اهتز العراق وفقد ضوابطه الرادعة، واذا لاحظنا واقع البلدان الاسلامية الراكدة والمغلقة في العالم الاسلامي لوجدنا ما هو مثير للقلق والاشمئزاز كما في الاعتبارات التي تقاس عليهاالقيم الاخلاقية في هذه المجتمعات خصوصاً فيما يتعلق بالوضع الجنسي والموقف من المرأة، حيث تنظر هذه المجتمعات اول ما تنظر الى الآخر (الغرب وامريكا) من هذه الزاوية المفرطة في حساسيتها فتوصفه (اي الآخر) بالاباحية وانهيار القيم وتصنفه كأنه الشيطان الرجيم، وهي توصيفات متكررة تزخر بها ادبيات الثقافة الاسلامية التقليدية والمتشددة التي تحتكر لنفسها اوصاف الروحانية والملائكية والفضيلة والامر بالمعروف، ان ما يثير القلق مثلاً ما جاء في دراسة "وحدة حماية الأسرة في الأردن" التي تقول : إن عدد حالات التحرش المسجلة بلغت 437 حالة في عام 1998. كما أظهرت دراسة صادرة عن صحيفة "لوريان لوجور" في لبنان أن أغلب ضحايا التحرش من الإناث. بينما تشير أول دراسة في مصر عن حوادث التحرش بالأطفال أعدتها فاتن الطنباري وهي أستاذة في جامعة عين شمس إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي حوادث التحرش. ولا زلنا نذكر حادثة التحرش الجنسي الجماعي التي شهدتها شوارع وسط القاهرة في أول أيام عيد الفطر من العام الماضي(2006) ،والتي أثارت العديد من التساؤلات حول المسؤول عن هذا السعار الذي طفا بشكل مفاجئ على سطح مجتمعات يغلب عليها الطابع المحافظ..وقد عزا كثيرون سبب ذلك إلى الكبت الجنسي الذي دفع بمئات من الشباب الجائع بشكل جماعي وشبه منظم لم يفرق بين ( اللحم ) العاري و ( المغطى ). هذا الكبت الذي حول الشباب إلى وحوش جنسية كاسرة بينما أكد آخرون أن المشكلة أساساً هي في النظر إلى المرأة على إنها شهوة وفقط... وذكر موقع " الأوان " في خبر نشره على الموقع(شباط 2008) أن دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة- أكدت أن هناك 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسي ترتكب في مصر سنويا، أي أنّ هناك حالتيْ اغتصاب وتحرش تتم كل ساعة تقريبًا، وأن 90% من جملة القائمين بعمليات الاغتصاب عاطلون، وقدَّرت الدراسة أن حوادث الاختطاف والاغتصاب تقع بنسبة ١٥% منها من صغار السن، وبمعدل حادثتين كل يومٍ تقريبًا. وجاء في الخبر المنشور أن البرلمان المصري ونوابه اعترفوا مؤخرا بارتفاع حالات الاغتصاب خلال الـ5 سنواتٍ الأخيرة، وأن 85% من الحالات التي يكون ضحاياها أطفالا يكون المغتصب معروفًا للطفلة، وفي 45% من الحالات ينهي المغتصب العملية الجنسية في الدقائق العشر الأولى ويتبعها بالإيذاء النفسي والبدني للضحية، وقد يتطور الأمر إلى قتل الضحية.

أما في السعودية فقد أثارت محاكمة عشرة شباب في محكمة الرياض متهمين بالتحرش الجنسي في حي الملز ضجة واسعة، وقام هؤلاء الشباب بنشر أفعالهم في أجهزة الجوال والانترنت. كما أقدم سبعة شباب بالتمام والكمال بالتناوب فيما بينهم على اغتصاب فتاة القطيف في السعودية، وقبلها في الكويت أقدم 11 شاباً على اغتصاب امرأة متزوجة، وذكر مركز الأخبار- أمان نقلاً عن إحصائية رسمية من وزارة الداخلية الكويتية " ارتفاع في معدلات الجريمة بشكل عام خلال العام الواحد إلي أكثر من 22 ألف جريمة بمعدل 60جريمة في اليوم الواحد منها 435 جريمة هتك عرض سنوياً.وأما في الجزائر فقد ذكرت شبكة الأخبار العربية بتاريخ 4/3/2008 أن 17% من النساء في الجزائر يقعن ضحية للعنف بمختلف أشكاله خاصة التحرشات الجنسية وفقاً لدراسة اجتماعية ميدانية أكدت على أن هذه النسبة تعتبر مرتفعة بالنظر إلى أرقام السنوات الماضية في دراسات مختصة بهذا الشأن. وذكر موقع شام برس في آخر إحصائية حديثة عن معدل جرائم الاغتصاب بسوريا " أن هناك حوالي 1300 جريمة اغتصاب سجلت في العام الماضي و كانت نسبة أعمار 95% من الضحايا أقل من 18 سنة و سجلت الإحصائية نفسها نسبة 26 % من الجرائم ارتكبها أقارب الضحايا كما أن النسبة المئوية لاعمار الضحايا الاقل من 15 سنة 35% أما اعمار الضحايا ما بين 15-18 سنة بلغت 65% و عن صلة جانب الضحية فقد بلغ عدد القضايا التي يوجد صلة قرابة بينهما 26% في حين بلغت نسبة 74% للحالات التي لايوجد صلة قرابة وعن مكان ارتكاب الجريمة فكانت. النسبة المئوية لمنازل الضحايا تبلغ 50% أما المنزل الذي يخص المتهم فبلغت 31% في حين شكلت نسبة السيارة كمكان لجريمة الاغتصاب 13% في حين أن نسبة زواج الجاني من الضحية بلغت 9% في حين أن الحالات التي لم يتم زواج الجاني من الضحية لكونة محرما بلغت 22% . وفي دراسة لوزارة التنمية الاجتماعية في الاردن نشرت في 3/11/2004 فإن عدد الاطفال غير الشرعيين الموجدين في مؤسسة الرعاية التابعة للوزارة وصل الى 394 مقسمين الى ثلاث فئات يأتي في المقدمة منهم الاطفال المولودين نتيجة سفاح المحارم، هذا عدا الاطفال الذين وجدوا مقتولين في حاويات القمامة.
تتطور وتتحرك القيم الاخلاقية لاي مجتمع كما تتطور وتتحرك جميع الاشياء على وجه الارض، لذا فالمجتمعات التي تظل ساكنة وراقدة في منظومة اخلاقها التي استورثتها قبل الاف السنين ستواجه المزيد من الاهتزازت التي تؤول بالتالي الى انتهاكات مجحفة وخطيرة بحق الانسان والحياة والى مزيد من الضياع والخراب، من هذا تأتي ضرورات الكشف عن كل ماهو مستور ومخبأ في القيم الاخلاقية الراهنة من اجل فحصها وتحليلها ثم دفعها الى انماط جديدة من الاخلاق الانسانية الفاضلة التي ينعتق فيها الانسان من الهوان والخوف والذل والمجاعة.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد السماح لنا باحضار جواري!!
- الرسوم المسيئة للرسول
- هكذا تكلم الشيخ علي عبد الرازق
- السلطة السياسية واحترام المثقف
- مدخل لقراءة معرفية في القرآن
- مأزق العالم الاسلامي
- بؤس نقد الوعي: مجلة الاداب نموذجا
- مدخل لفهم التنوير
- بدوي اول الفلاسفة المعاصرين
- الحالمون والازمنة الفاسدة
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق
- النفري افكار مشوشة وتاريخ غامض
- معنى الانسان في تصورات ابن عربي
- الذكرى المئوية الثامنة لميلاد العارف جلال الدين الرومي
- ايها المتشددون اصنعوا ثمة شئ للعالم
- السهروردي قتيل الاشراق
- سيبويه رائحة التفاح
- صالح بن عبد القدوس
- بَشَّارُ بن بُردٍ قتيل الهوى قتيل التمرد
- التوحيدي فيلسوف الادباء


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - اهتزاز القيم الاخلاقية في العالم الاسلامي