أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - السلطة السياسية واحترام المثقف














المزيد.....

السلطة السياسية واحترام المثقف


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:11
المحور: المجتمع المدني
    


بداية نستبعد من حديثنا أولئك المثقفين الذين شاءوا الانخراط في اجهزة السلطة والتماهي في خطابها ومفردات سلوكها واخلاقيتها، مستبعدين من انجازهم الثقافي العقل النقدي والتساؤلي؛ اولئك الذين يشبهون السمكة الدنيئة التي تلتهم اي طعم يُرمى لها، واضعين نصب اهدافهم فحوى: من اين تؤكل الكتف؟! يستهويهم البحث الخلاق عن فرص اصطياد المغانم والعطاءات لعلهم يقتنصوا حزمة اوراق نقدية من هذا السياسي او ذاك، من خلال قصيدة او كلمة تُعلي من شأن مقام الرمز السياسي الذي ما انفك يمارس دور الحاكم المستبد الذي ينتفخ وينتشي اثناء توزيع مكارمه وعطاياه، يتدافع المثقفون الخُدج ويتغامزون فيما بينهم وتتناقل الاخبار في اوساطهم بلمحة "موبايل"، حتى يصل الامر الى التنافس الحاد من اجل الفوز ببطاقات الدعوة الى المؤتمرات والمهرجانات والاجتماعات...تراهم في كل الازمنة يشكلون جوقة ثقافية يصعب اختراقها او التفاهم معها او الاطلاع على اسرارها، فاحدهم "يبشبش" بأذن الآخر، خاصة فيما يتعلق بالصيد الدسم،إذن ماذا تبقى لهذا المثقف من أرصدة ليُحترم صوته حتى لو كان من طراز المبدعين؟! ماذا يتبقى للمثقف اذا لم يستوعب موروثه وواقعه في آن فيتعاطى مع الحياة والمجتمع والسلطة السياسية انطلاقاً من عقله وقلبه وفطنته وضميره، نتحدث هنا بالذات عن هذا المثقف الإشكالي الذي ينبغي ان تحترمه السلطة السياسية التي تزعم انحيازها الكامل للعقل والحرية وتحولات العالم الجديد، عليها ان تُشرع قوانين فعلية لحمايته وصيانته ورعايته واذا لم تفعل ذلك فستلتهمها نيران الاستبداد والفساد، على السلطة السياسية الجديدة ان تهئ نفسها اذا ما ارادت ان تكون فعلاً من البناءين، للاصغاء جيداً لنداءات ذلك المثقف الذي يفضح التمويه والعسف والهوان، عليها ان تنتبه لذاك المثقف الناقد الذي يجد نفسه دائماً في مواجهة التسلط الذي يُذل الآخرين ويبرُّح بهم، المثقف الذي تراه [ يطيع القانون غير المكتوب - القانون الاخلاقي المنقوش في اعماق الكائن الانساني - الذي يستعلي عن قوانين المجتمع ويقتضي أحترام حقوق كل انسان، وفي الدرجة الاولى حقوق المقموع والمُهان والمستعَبد ] . ولا ضير ان ينخرط هذا المثقف في مؤسسات السلطة شرط ان يظل راشداً، لا يحركه في فضاء عمله ونشاطه غير عقله وضميره، وكم ستبدو هيئة السلطة بديعة وبهية اذا ما احترمت اصوات المثقفين الحقيقيين وانتصرت لاراداتهم، وكم رائعاً اذا ما احاطت نفسها بهم، ويلفت نظرنا بهذا المعنى مثال ينبغي التأمل به واستلهامه، يعود تاريخه الى القرن الماضي في فرنسا الجنرال ديغول الذي احاط نفسه بمثقفين مرموقين كالروائي والفيلسوف أندريه مالرو 1901 – 1976 ( وزير الثقافة) والسياسي المثقف جورج بومبيدو 1911 – 1974 (رئيس الوزراء)، ويروى عن الجنرال ديغول انه جاءه ذات يوم، إبان الاضطرابات الطلابية والعمالية التي اجتاحت بلاده في أيار 1968، قائدُ شرطة باريس ليخبره بأن الفيلسوف جان پول سارتر انضمَّ إلى المتظاهرين يرمي الشرطة بالحجارة ويستأذنه لاعتقاله، فرفض رفضًا قطعيًّا اعتقال سارتر "المعارض" ووبَّخ رئيس الشرطة قائلاً: "هل تريد أن يقال عنِّي إنِّي اعتقلت ڤولتير؟!" – ما يعني الاحترام الفعلي للمثقَّف الحقيقي، حين يكون في السلطة، لنفسه ولذلك الآخر الذي يُخالِفه ويُعارِضه، فيتعامل معه بكلِّ احترام ونِدِّية – إذ ذاك، وإذ ذاك فقط، يصبح من الممكن جدًّا أن تتجسد على أرض الواقع تلك العلاقةُ المثاليةُ المرجوةُ بين المثقَّف والسلطة .



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل لقراءة معرفية في القرآن
- مأزق العالم الاسلامي
- بؤس نقد الوعي: مجلة الاداب نموذجا
- مدخل لفهم التنوير
- بدوي اول الفلاسفة المعاصرين
- الحالمون والازمنة الفاسدة
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق
- النفري افكار مشوشة وتاريخ غامض
- معنى الانسان في تصورات ابن عربي
- الذكرى المئوية الثامنة لميلاد العارف جلال الدين الرومي
- ايها المتشددون اصنعوا ثمة شئ للعالم
- السهروردي قتيل الاشراق
- سيبويه رائحة التفاح
- صالح بن عبد القدوس
- بَشَّارُ بن بُردٍ قتيل الهوى قتيل التمرد
- التوحيدي فيلسوف الادباء
- ملاحظات حول بسط التجربة النبوية/اطروحة المفكر الايراني عبد ا ...
- سلطة الله وسلطة البشر
- اهل الكهف والصحوة الاسلامية
- التدين العقلاني


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - السلطة السياسية واحترام المثقف