اسامة الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:28
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من دون أن يكون لنا الإيمان بالتوحد الفعلي لا يمكن أن نحقق المستحيل .
لماذا لا تتوحد القوى الاشتراكية وأنا اقصد الشعوب والإفراد والمنظمات والمجتمعات الاشتراكية وليس الحكومات التي تدعي الاشتراكية ولا تطبقها لماذا لا تتوحد هذه القوى للعمل المشترك لخلق عولمة جديدة للنظام الاشتراكي تقف موقف الند من العولمة الرأسمالية التي تستهلك البشر وتجعل البشر سلعة تبيعه وتشتريه من دون أن تقيمه بإنسانيته .
هل القوى الاشتراكية غير قادرة على هذا الأمر أم أنها فقط تنتقد من دون أن تقدم حلول عملية وواقعية لمشاكل المجتمع المعاصر ومن دون أن تدخل في معارك مع الرأسمالية من اجل أيجاد الفرص البديلة للواقع الرأسمالي المهين الذي أصبح يطبقه أكثر من ثلثي سكان العالم .
ولماذا لا تمد يدها مع جهات قد لا تشترك معها في معتقداتها ولكنها تتقبل الواقع الاشتراكي أكثر من الواقع الرأسمالي لأنه قد لا تومن باستغلال البشر .
هل علينا أن نبقى مكتوفي الأيدي وننتقد الآخرين من دون أن نفعل شي .
أن النقد من دون العمل المشترك هو يمثل واقعا اشد مرارة من الاستسلام والرضوخ للواقع الرأسمالي .
أنني وغيري من أصدقائي وإخواني ورفاقي وأي شخص في العالم يؤمن بمعتقد الاشتراكية سواء عن طريق ديانته آو معتقده أو فكره أو حتى منهجه في الحياة يجب أن يكون عمليا في التكاتف مع الجميع لزرع بذرة تكون نواتها الأولى هي بداية لخلق تيار للعولمة الاشتراكية العالمية التي قد تكون اليوم فكرة في بحر من الأفكار المتراكمة وقد تكون في الغد السد المنيع والحاجز الأمين للوقوف ضد المد الرأسمالي علينا أن لا نعتمد على الحكومات علينا أن نخلق نحن الجماهير التي تساعدنا للقيام بهذه العولمة من مختلف إنحاء العالم وبمختلف اللغات وبمختلف القوميات والأديان والمعتقدات والأحزاب علينا أن لا ننتظر من الآخرين أن يساعدونا وأن نبدأ نحن بأنفسنا وبالإيمان نخلق مثل هذا النظام الجديد .
نحن نرى نموذج بسيط لهذه العولمة الاشتراكية في موقع الحوار المتمدن انه نموذج مصغر من الممكن أن نستفيد منه لنعمم تجربة اكبر للجميع في مساعدة الآخرين وتبادل المعلومات والدراسة والعمل وخلق فرص للآخرين من دون أن يكلفنا هذا الأمر شيئا ماديا بقدر مجهود بسيط في التعامل ومساعدة الآخرين في تطوير ذاتهم وأنفسهم وخلق فرص عمل ودراسة وتطوير ووعي وأيمان والتعريف بمخاطر العولمة الرأسمالية علينا أن نبدأ بإعطاء وكتابة تجاربنا الناجحة والفاشلة وتحديد نقاط فشلنا فيها حتى يتعلم الآخرون منا ولا يقعوا بأخطائنا التي وقعنا نحن فيها .
إما أذا بقينا على حالنا ننتقد ونتمسك بالماضي وأمجاد التاريخ من دون أن نقدم منهاجا متجددا يحتوي الجميع تحت مظلته فهنا أقول أن النظام الرأسمالي سيكون مسرورا منا وسيبتلعنا في النهاية ويبتلع من يحاول أن يقف ندا له بسبب انه أمن بخضوعنا واستسلامنا بالشعارات والمقالات الحماسية التي لا تغني شيئا ولا تحقق حتى مادون المنشود ..
#اسامة_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟