أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أوزجان يشار - رؤية جاك ديريدا














المزيد.....

رؤية جاك ديريدا


أوزجان يشار

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 02:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عندما تحدث الفيلسوف الفرنسي "جاك ديريدا" عن كتابه "اطياف ماركس" قال: " أنه يجيء في غير زمانه".
من المعروف أن ديريدا الذي لم يكن ماركسيا في عز توهج الماركسية, و بالتالي من الغير مألوف أن يناظر كاتب و فيلسوف غير ماركسي و ينادي ( بالتمسك بفكر كارل ماركس) هذا ما يحير قارئه للوهلة على الاقل. لكن بعد الانتهاء من قراءة الكتاب ومراجعة السيرة الذاتية لجاك ديريدا و التاريح الشخصي والفكري تزول الحيرة ذلك, حيث أن هذا الفيلسوف ظل طوال الخمسينات ــ حين كان تلميذا, والستينات ــ حين بدأ عمله كأستاذ , في منأى عن الماركسية , بل عارضها في الأوساط الثقافية الفرنسية, ولم يخف نفوره و امتعاضه من النظام الشيوعي الحاكم في الاتحاد السوفياتي السابق ومن أممية الاحزاب الشيوعية وما نتج عنها) ولم يسلك هذا السلوك الفكري بسبب دوافع رجعية أو محافظة أو بناء على موقف يميني معتدل فكما يقول في كتابه. من هذا الأفق المعرفي ــ يبدو أن الرفض الخاص بديريدا ينحصر في زمن إرهاب الكرملين وطغيان التوتاليتارية وما اسفرا عنه من كوارث اقتصادية و اجتماعية شملت بلدان شرق أوربا, و هنا كان ميلاد عمله النظري الشهير الذي عرف فيما بعد بأسم (( التفكيك )) (Deconstwction), و التفكيك كما يعني جاك ديريدا هي طريقة فكرية لإعلان عدم الإذعان ورفض الإالتحاق بالركب ونبذ الخضوع للتقليد. هي أن تطالب بحقك في ممارسة الفكر النقدي , وان تضع على محك الشك المعتقدات الفلسفية والمسلمات والافكار المسبقة. هذه الحرية اراد ديريدا أن ينشرها خارج حدود وطنه , فذهب إلى بلدان أوربا الشرقية , في السبعينات ومطالع الثمانينات يؤازر المنشقين قولاً وفعلاً, و تم القبض عليه في براغ عام 1981 واودع السجن. ولولا تدخل الحكومة الفرنسية تدخلاً سريعاً و حاسماً لكان قضي عليه. لاجل هذا كله خرج جاك ديريدا من السجن في براغ و هو صاحب موقف ضد الخطاب السائد والمهيمن آنذاك و الذي كان يزف البشارة : (بموت الماركسية للأبد) فبدا وهو يطالب بالرجوع والوقوف أمام مفهوم الرأسمالية المطلقة , فهو ينادي بأننا لابد و أن نرث شيئاً من ماركس ــ يقول المفكر الفرنسي ــ (يعني أن نرث أن نختار من بين نصوصه الكثيرة ( ... ) أن نرث لا يعني أن نحافظ على التركة, لكن أن نؤكد على أننا نملك ذاكرة مفتوحة على المستقبل), أنها دعوة وشهادة للعمل من خلال كل ما تركه ماركس من ميراث, فهناك "فكر النقد الاجتماعي" الذي يشغل اهتمام "جاك ديريدا", فهو ينتقي هذا المنحنى من الفكر الذي يعود بجذوره إلى (عصر التنوير) تاركاً و مهملاً الأفكار الاخرى التي جعلت من تراث كارل ماركس مجرد (عقيدة) بكل مارافقها من مفاهيم حول العمل وشكل الانتاج والطبقة الاجتماعية وصولا إلى الأجهزة الحزبية وديكتاتورية البروليتاريا. لماذا يختار ديريدا مفهوم (النقد الاجتماعي) ؟ أعتقد بأن جاك ديريدا يختاره فقط للرد على كل الذين يتغنون بمحاسن (النظام العالمي الجديد) وفوائد (السوق الرأسمالي الإستهلاكي) يختاره لأن ديريدا كان له رؤية في وضع مسيرة هذا العالم الذي يسير من سوء إلى أسوء, فالنظام العالمي الجديد لم يأتي سوى بدمار و كوراث إقتصادية و حروب تقودها دولة عظمى وحيدة منفردة تصنف البشر إلى نوعان, أشرار و أحرار, تدعي الديمقراطية جهراً و تمارس الفاشية سراً, دولة تسعى و تلهث وراء نظرية (الفوضى البناءة) لتحويل العالم إلى "مستعمرات و محميات صغيرة و سوبر ماركيتات" تعيش على هامش التاريخ و الحضارة و الفكر, تنتظر ماتجود به تلك السيدة الإنيقة التي تأخذ منهم أكثر مما تعطيهم و إذا اعطتهم فأنها تأخذ منهم "الصاع صاعين" مساكين هؤلاء من ابتلاهم القدر بتلك السيدة الانيقة التي ترميهم بأكياس الطحين نهاراً ثم ترميهم بالقنابل الذكية ليلاً, و لنا أن نستشهد (بهاملت) ولأن البشرية لم تعرف طوال التاريخ هذا الكم الهائل من المقتولين يومياً والجائعين والمعدمين والمطرودين والمنفيين .. ولأن جاك ديريدا يعتبر جميع هؤلاء حالة من ( أممية جديدة ) إذا انتظمت في (حركة رافضة عامة) يمكنها أن تغير من أقدار (المعذبين في الأرض) ولأن هذا هو دور المثقف, عودة إلى (هاملت) يقول مارشيلوس لهوراشيو عندما يظهر الطيف : ( أنت مثقف , كلمة) .




#أوزجان_يشار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوايا تقمص الشخصيات
- الحمى و الخوخ الأخضر
- فضلات المدن و التعامل معها
- و مضات من حياة ديكنز
- الكأس الأخير
- رهاب الحديث امام الجمهور
- يا سكان الأرض اتحدوا..!
- بيئة العمل و المخاطر المهنية
- ثائر ليبرالي ام مصلح اجتماعي
- الكلور الحارس الغادر
- لحم البشر و آداب المائدة
- الغيرة بين شارلوت وياسمين
- توم هانكس مبدع يمتطي الصعاب
- المياه محور الصراع القادم
- القرآن وماكينة الخياطة
- ومضات من حياة فولتير
- الطبيب و المقبرة
- بدلة أول عيد و أول يد أنثى
- الملائكة تتكئ على عصا
- أسنان البحر


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أوزجان يشار - رؤية جاك ديريدا