أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد صلاح الدين - لماذا لا تجرى انتخابات لمنظمة التحرير الفلسطينية؟!















المزيد.....

لماذا لا تجرى انتخابات لمنظمة التحرير الفلسطينية؟!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية في الأساس ، من اجل رفع الصوت السياسي والقانوني والنضالي للشعب الفلسطيني ، بحيث تكون له مرجعية جامعة تمثله وتمثل حقوقه وثوابته وتطلعاته الوطنية حيثما كان ووجد ؛ في الداخل أو الخارج وفي أصقاع شتات المعمورة . وتمثل المنظمة - في الأساس- الشريحة الأكبر من الشعب الفلسطيني ، وهذه الشريحة هي اللاجئون الفلسطينيون الذين يشكلون ثلثي الشعب الفلسطيني أو ربما يزيد عن ذلك قليلا .

لكن هذه المرجعية الجامعة للشعب الفلسطيني في حينه، ولسنوات بعدها تلتها ، لم تجر لها على الإطلاق أية انتخابات ديمقراطية حقيقية يتم فيها فرز وإخراج الجهة السياسية والاجتماعية التي يريدها الشعب الفلسطيني ، والتي تعبر عن توجهاته السياسية والتحررية . ربما كانت المرجعية الثورية وحدها مقبولة في سياق تبرير تمثيل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، حين كان يحكم هذه المرجعية الثورية الأسس والمبادئ التي يقوم عليه توجه الشعب الفلسطيني والمتعلقة أساسا بإزالة الاحتلال الإسرائيلي عن كامل ارض فلسطين التاريخية وتحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها ، لكن بعد أن اتجهت قيادة المنظمة واعني هنا تحديدا حركة فتح ورئيسها الراحل ياسر عرفات نحو القبول بفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ، فان قصة التمثيل عبر المرجعية الثورية لوحدها أصبحت بحاجة إلى مراجعة وتدقيق نظر من وجهتين اثنتين :

وجهة الشكل : حيث انه عند الاطلاع على تواريخ انعقاد الدورات للمجلس الوطني الفلسطيني باعتباره الهيئة التمثيلية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها ، فإننا نلاحظ أن تواريخ الانعقاد أخذت تتباعد زمنيا مع مرور الوقت ؛ ففي السنوات العشر الأولى من عمر المجلس (1964 – 1973 ) انعقدت 11دورة ، وفي السنوات العشر الثانية ( 1974 – 1983 ) انعقدت خمس دورات ، وفي السنوات العشر الثالثة (1984 – 1993) انعقدت أربع دورات ، ثم لم تنعقد في السنوات ال14 التالية 1993- 2007) سوى دورة واحدة أي أن المجلس فقد فعليا دوره التشريعي والرقابي – خصوصا منذ اتفاقية أوسلو 1993 ، وجرى عزله وتهميشه عن صناعة القرار الوطني الفلسطيني .

ثم إن تلك الدورة التي عقدت في ابريل - نيسان 1996 ، لم تنعقد إلا تحت الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لإلغاء بنود الميثاق الوطني المعادية لإسرائيل والصهيونية .

وجهة المضمون : وهو أن قيادة المنظمة برئاسة حركة فتح منذ قبولها عمليا بمشروع التسوية في إطار عملية سلام تقوم على تقديم تنازلات على صعيد الجوهر في القضية الفلسطينية وتحديدا في قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين كما ذكرنا يشكلون غالبية الشعب الفلسطيني ، فان سياق التمثيل بمرجعية المنظمة للشعب الفلسطيني جميعا ، أصبحت محل تشكك وعدم ارتياح من قبل اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم ، ومن قبل قوى وفصائل فلسطينية لها وزن كبير في الساحة الفلسطينية -على الأقل - في الأراضي المحتلة عام 67 .

ولقد كان السبب في تهميش وإضعاف الدور التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار سياسي ووطني جامع للفلسطينيين ، يعود إلى مشروع التسوية والسلام مع إسرائيل منذ مدريد وأوسلو . وهذا المشروع من وجهة نظر المفاوض الفلسطيني يتطلب حصر التمثيل القانوني والسياسي ، من خلال هيئة أو سلطة انتقالية تمثل الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، في سياق الحل " البراغماتي" الذي قبلته القيادة المفاوضة والقائم على تصور حل الدولة الفلسطينية المستقلة مع إيجاد حل شكلي ورمزي لقضية اللاجئين الفلسطينيين التي هي جوهر القضية الفلسطينية وفلسفة صراعها أساسا ، ولذلك فان القيادة الفلسطينية المسيطرة على منظمة التحرير برئاسة الراحل ياسر عرفات واستجابة لطبيعة أوسلو الذي كان ينظر إليه عرفات على انه مرحلة انتقالية للوصول إلى الدولة المستقلة قامت بإجراء انتخابات على مستوى الأراضي المحتلة فقط ، ولم تشمل هذه الانتخابات الفلسطينيين في الخارج ، وهذا ما عمل على تجزئة الشعب الفلسطيني في سياق هذه الحلول" التجزيئية " للقضية بكليتها .
لقد كان الغرض الأساسي من حوارات القاهرة واتفاقاتها في عام ،2005 بين السلطة الفلسطينية والفصائل الأخرى وفي المقدم منها حماس ، هو الاتفاق على مبدأ إصلاح وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية ووطنية ، بعد الحالة التي وصلت إليها بفعل التهميش وعدم إجراء انتخابات ديمقراطية لها وبسبب وجود ظروف موضوعية جديدة أفرزت قوى مؤثرة على الساحة الفلسطينية كحركة حماس مثلا . وجرى الاتفاق على مبدأ الإصلاح والتفعيل للمنظمة بضرورة اتخاذ إجراءات مستقبلية قريبة في حينها من قبل المسيطرين على المنظمة ، من اجل الشروع في عملية إعادة الصياغة والبناء مجددا لمنظمة التحرير، سواء على صعيد المؤسسات والأطر أو على صعيد البنية السياسية الوطنية الموضوعية . لكن شيئا من هذا القبيل لم يتخذ حتى هذه اللحظة.
ويبدو أن الفلسفة وراء موقف الجماعة المسيطرة على المنظمة " دون حصولهم على تفويض شعبي انتخابي أصلا ، بمن فيهم الرئيس عباس ، لان انتخابه كان لرئاسة السلطة وليس لمنظمة التحرير الفلسطينية " ، والتي تعمدت التهرب من استحقاق اتخاذ خطوات بشأن المضي قدما بإصلاح المنظمة ، هو أن هذه الجماعة كان موقفها المعلن من الإصلاح والتفعيل تكتيكيا ليس إلا، في مواجهة حماس والفصائل الأخرى، أما في الجوهر فهي أرادتها خدعة من اجل التوصل والوصول إلى المطلبين التاليين لقيادة السلطة والمنظمة ، وهذان المطلبان هما التهدئة والانتخابات التشريعية والمحلية للسلطة الفلسطينية بمطلب أمريكي وموافقة "إسرائيلية" ؛ ذلك أن هذه الجماعة التي تتخذ من التفاوض خيارا استراتيجيا نهائيا وتقبل بالطرح الأمريكي و"الإسرائيلي" للحل ،الذي رفضه الراحل عرفات في كامب ديفيد 2000 وربما تقبل بما هو اقل من ذلك، وسلوك هذه الجماعة التفاوضية الجديدة على الأرض يوضح ذلك كثيرا ، ظنت انه بالإمكان تمرير مشروع التسوية هذا من خلال احتواء حماس في العملية السياسية والديمقراطية ؛ إذ توقعوا لحماس أقلية غير مؤثرة في بنية وفاعلية نظام السلطة بجله ، لكن الذي حصل كان عكس ذلك تماما . ومن حينها أي منذ فوز حماس بانتخابات 2006 وحتى اليوم ، تناست القيادة الفلسطينية الرسمية عملية إصلاح المنظمة والعمل على تفعيلها ، وبدلا من ذلك أخذت تطالب بإجراء انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية للسلطة ، في حين لم يمض على انتخابات 2006 وقتها بضعة شهور ، ومن يومها حتى هذه اللحظة والقيادة التفاوضية لا تنفك عن حديث تبكير الانتخابات في سياق تبريرات لا أساس لها قانونيا وسياسيا ولا أخلاقيا ووطنيا .

الفلسطينيون اليوم بحاجة إلى إطار تمثيلي يجمعهم ويعمل على فرز التوجه الحقيقي لغالبيتهم ، والإطار التمثيلي الجامع هذا يكمن في عملية إصلاح وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية . لسنا بحاجة من جديد لانتخابات سلطة تحت الاحتلال ، سبق وان ساهمت في تجزئة الشعب الفلسطيني . المنظمة في وضعها الحالي لا تمثل الفلسطينيين على الإطلاق؛ فهي قد فقدت الشرعية الزمنية والقانونية وحتى الموضوعية من خلال إلغاء معظم بنود الميثاق الوطني للمنظمة نفسها ، كما أن معظم المعينين فيها وتحديدا في لجنتها التنفيذية إما أنهم انتقلوا إلى الرفيق الأعلى أو أنهم استقالوا بفعل شيخوخة أو مرض أو غيره ، ومن تبقى فيها منهم جلهم لا يمثلون شيئا حتى على مستوى الأراضي المحتلة ، ومنهم من لم يحصل على مقعد في انتخابات 2006 ، وأما المجلس الوطني للمنظمة فعدد أعضائه وصل درجة من التضخم بفعل حالة التعيين المستمرة والقائمة على المراضاة والمجاملة تساوي فيها عدد أعضاء "الدوما " البرلمان " السوفييتي قبل انهيار دولة هذا الأخير مع نهاية العقد التاسع من القرن العشرين المنصرم .

لابد من إجراء انتخابات عامة لمنظمة التحرير من اجل تحديد خيار الشعب الفلسطيني كله ، في الداخل والخارج ، وحسم الموقف من الرؤى السياسية المتناقضة جدا في الساحة الفلسطينية ، ووقف مهزلة "التمحك" بشرعية غائبة عن منظمة تآكلت حد الموت .

باحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوضات في المنظور الفلسطيني الرسمي
- هل ستأتي اللحظة التي نقرر فيها حل السلطة الفلسطينية؟
- أشك في هوية وانتماء قادة فلسطينيين
- هل اغتيال مغنية فاتحة الحرب الاقليمية الشاملة؟
- أين تكمن العلة في مشهد العلاقة بين فتح وحماس؟
- مدى صلاحية محكمة الجنايات الدولية في النظر في الجرائم الاسرا ...
- معضلات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني
- موقف المفاوض الفلسطيني الحقيقي من القانون الدولي والشرعية ال ...
- يهودية الدولة في قلب حل الدولتين لشعبين
- الخيار الوطني المطلوب من الرئيس عباس
- من المسؤول عن جرائم الحرب في الاراضي المحتلة؟؟
- أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين
- ألا يعرف الرسميون العرب والفلسطينيون حقيقة انابوليس؟؟
- ممنوع اخراج اللاجئين الفلسطينيين خارج النطاق العربي
- سوف لن يرميكم الشعب الفلسطيني بالخيانة جزافا
- غياب الاطار التمثيلي الديمقراطي للاجئين الفلسطينيين
- برنامج الحد الادنى بين فتح وحماس
- ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟
- الاسرى الفلسطينيون في بادرة - حسن النوايا الاسرائيلية-
- الانتهاكات في الضفة الغربية مغيبة عن الرصد الحقوقي والاعلامي


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد صلاح الدين - لماذا لا تجرى انتخابات لمنظمة التحرير الفلسطينية؟!