أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - وبقى السؤال يحاوره الجواب














المزيد.....

وبقى السؤال يحاوره الجواب


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 07:28
المحور: الادب والفن
    



أغوص لا انوي النكوص عن الطريق
إن النكوص ساحة الحقد وطغيان العلل
يبدو مساء مثل مجزرة الخراف السرمدية
وفي الصباح مثل مزرعة الوباء
أغوص من قهري ومن جزعي المعلب في السكون
فأرى من الرايات أفواجاً من الجيش المُخَلّب بالضباب
وارى من الأفواه مصيدة على الأبواب تَفْتَتِحُ الضغينة
ثم التجني غاية
وتهافتاً
نحو الخراب
ماذا سيجري من بقاء القبعات؟
ماذا سَيَتّبِعُ الجديد من الحديد؟
ماذا سيهبط في سنا رؤيا؟
فيها المحارم فرجة
وصعودها قمم العذاب على العذاب
فيها التجانس باطلاً
ومحرماً
إلا إذا جاء الوباء محملاً بالغث والموت الزؤام
فأكون في ذاك الطريق موزعاً
ما بين مذبحة القراءات البطيحة
أو الهروب إلى الوراء
هي حالة حُجبَتْ عن الإدراك كي تعمي البصيرة
وتقوم كالجدب المبطن بين أضلعنا الكسيرة
طوفانها البشع المرير،
من العهود المظلمات
خلق التدنى والتخوف من دوائرها العقيمة
وسرابها غاصت بهِ،
أقدامنا نحو العقاب إلى البعاد
فَتَزاحمتْ تلك الرؤوس نحو قامات غفيرة
وَتَجرحتْ تلك الصدور من اللطم المسربل بالسواد
وَتَدارَكتْ نفسي من الغوص المعمق في ترانيم الهزيمة
تلك القوانين المصاغة في البداية للبشر
نحنُ الذي من أبدع القانون تاريخاً وحكمةْ
لكننا صغنا على العكس القوانين الضريرة
وبقى اجترار القول عادات عقيمة
وتحققت تلك النبوءة بالتراجع والتشرذم والهبوط
وبقى التفاخر عندنا سمة الصراع
فنمى وفي عقلي السؤال على منابرهم كظيم
أأغوص أم ذاك التمعن في مضامين الطريق
سيكون ملهمتي إلى الإبحار
فأرى من الحدث المرير
لخروج باقي القبعات
ويدخل الطاغوت من نفق التضاريس القليلة
وفي جلالته مضاريط السيوف
وعفونة الجزع المحيط
وفي الهتافات التي جُدعَتْ لتعلن من بطون
وأن تكون من التوابع والمحارم
وأن تكون من الذين يلفظون ويحجبون
ويبحثون عن المخالب للضلوع
ومذلة الوجه القناع
صور القديم
بالفم نفديكمْ، ونسقيكمْ صراخ،
براحنا شهد الجلوس على الكراسي
يا سادة نخروا عظام البؤساء
وبقوا كما من ألف عام
على الطريق قاعدين
وشواخصاً بترت من الماضي ونامت في الفراغ
وتحنطتْ
جراء مقصلة العويل
همْ يعبرون على أنامل من دموع
وإلى المآذن ينصتون
وعلى نواقيس الكنائس يرسمون
جسد الغريب
فأغوص من سفري المعمد بالنواح
سفرُ الطريق إلى الفراغ
سفر العويل
سفر الخشوع
سفرٌ تخادعه العيون
سفر الجموع
سفرٌ لقيطٌ راح يمتدح السراب
يبحث عن سربٍ من الماضي تعفن ذكريات
وَغَدا من الأيام قد قلنا عليها ماجدات
وبان منذ البدء رمز للسقوط
وقام فينا من الغل السمين
وسطا كما العقل الجذام
هذا هو التاريخ تسقط فوق معبره المكاحل
لتصاب بالرمد العيون
هم يقفلون على الناس العبور
هم يقفزون ويرسمونْ..
علماً على الأكفان منبعه الرجيف
هم يسرفون مباهجاً في ولع الغناء
والناس تفرح بالبكاء
يا غبرة الماضي ويا ملل تقاطعها الضنّون
هي سفرة أخرى تضيعْ
فيها البراري والخيول
فيها المقابر والسنين
صهباء من نجمٍ تفرق في الدنان.
ولا معينٌ لا مطرْ
ولا رذاذ ٌ لا شجر
سوى الحجرْ
سوى الغبار
سوى الرياح.
يا غبرة الماضي ويا مللٌ يداعبها الخيال
أأغوص في حمم التساؤل والتطفل بالقبول
تلك القوانين المصاغة في البداية للبشر
نحن الذي من أبدع القانون تاريخاً وحكمة
لكننا صغنا على العكس قوانين الجريمة
وبقى اجترار الفخر عادات عقيمة
حتى أننا صغنا قوانيناً تفاخر بالخضوع
فتحققتْ تلك النبوءة إننا لم نستفدْ
وبقى التفاخر علة
وبقى السؤال بلا جواب
وبقتْ قوانين المطاحن عندنا سمة الشموخ
وسط الشموع
وفي الهتافات التي
جراحها من البشر
فمتى نقول عن الجريمة أنها
القانون من عقل الرذيلة.
8 / آذار / 2008



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوضاع الصحية المأساوية والفساد المالي والإداري
- تداعيات الوضع الحالي ومستقبل القوى الوطنية الديمقراطية
- البطاقة التموينية سلة الفقراء العراقيين الغذائية
- الانتخابات ولعبة الديمقراطية المطلوبة
- التعديل أو إعادة تشكيل الحكومة مطلب وطني ملح
- مَنْ يدافع عن الأرض العراقية المستباحة؟
- تتبع مسكون في اليانكي الباقي 2008
- إثم الوصول إلى التأمل
- احلام العنصرية العودة غلى الماضي
- صخب التحول عن الضباب
- مصير كركوك التدويل وكأنها خارج الجغرافيا والتاريخ
- جرائم طائفية وإرهابية بندي لها جبين الإنسانية
- البطالة والفقر علّة العلل الاجتماعية
- حقل مجنون ومخاطر الاستحواذ على الثروة النفطية
- المراوحة داء يجب التخلص منه
- متى تنتهي المعضلة؟
- ليست المشكلة في التنفيذ أو اللاتنفيذ لكن يجب إنصاف الضحايا
- لا حدود لدمار وتلوث البيئة في العراق
- لغة الحوار والتفاوض يجب أن لا تضعف مبدأ التصدي للعدوان
- استراتيجية التقسيم وتداعيات الفهم الخاطئ وتبريراته


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - وبقى السؤال يحاوره الجواب