أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مَنْ يدافع عن الأرض العراقية المستباحة؟















المزيد.....

مَنْ يدافع عن الأرض العراقية المستباحة؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العودة للكتابة بعد أربعة شهور تقريباً من السفر والتنقل بين بعض الدول العربية يجعلني ابدأ بالأرض العراقية والموقف الوطني منها لما رأيت من حب وتماسك بين أكثرية تلك الشعوب والموقف الوطني بخصوص التمسك بأرض الوطن وحبها وعدم التفريط بشبر منها على الرغم من المواقف السياسية المتباينة مع الحكومات المعنية التي تقود البلاد أو بالضد منها وهي تكاد تكون متطابقة على قدر معين بين الجميع تخص الفقر والجوع والبطالة وارتفاع الأسعار والديمقراطية والحريات العامة ولا تخلوا من انتقادات موجعة للغنى غير المشروع والفساد المالي والإداري والمحسوبية والمنسوبية لكن المميز فيها الوحدة بين الأكثرية فيما يخص الوطن والدفاع عنه فلم أجد بين أكثريتهم من يدافع أو يفضل بلداً آخراَ على وطنه بعكس بمن التقيت بهم في لبنان أو العراق فمنهم من يدافع عن ذاك البلد وغيره أكثر من بلده وكأنه ولي حميم لا بل التقيت بمن يثار غضباً وهستيرية لمجرد إبداء ملاحظة صغيرة ولا أريد الدخول في التفاصيل فهي معروفة للجميع لكن التدخل في شؤون العراق بطرق مختلفة وعدم وضوح الموقف الصحيح واتخاذ الإجراء المناسب والسريع ضد هذه التدخلات وآخرها التدخل التركي العسكري وقيامه في البداية بقصف القرى الكردية وتخريب المزراع وتهجير المواطنين ثم لاحقاً احتلال الأراضي وبشكل علني هزّ بعض الإطراف وجعلها في موقف واحد بالضد من هذه الأعمال العسكرية الإجرامية بدون أي تخريجات أو محاولات للتبرير، بينما وجدت البعض قد استساغ واصطف وتضامن مع هذا الجانب أو ذاك تشفياً أو حقداً أو مؤيداً بالتطابق وكأن الأرض والوطن عبارات جوفاء أمام الانتماء السياسي والأيديولوجي أو الطائفي والقومي والعرقي ولو تعقل البعض ورأى بشكل صحيح ان من لا يشعر بالحرص على وطنه وأرضه لا يمكن أن يملك شعوراً وطنياً مخلصاً اتجاهه وإن الذي يفضل بلداً آخراَ على بلده سيكون محط احتقار من ذاك البلد نفسه ولا يمكن الوثوق به بعدما خان بلده الحقيقي وهي معادلة بديهية معروفة لا يمكن تفسيرها أو تبريرها تحت طائلة أية واجهة، الوطن هو الوطنية الحقة والوطنية الحقة هي الوطن ولهذا وجدنا في التاريخ كيف تتوحد الشعوب كلها أمام مخاطر القوى الخارجية وأطماعها وأهدافها العدوانية بالدفاع عن الوطن وتنسى جميع القوى السياسية خلافاتها الذاتية لتكون يداً واحدة وموقفاً ثابتاَ إلا أن ذلك لا يلغي مشروعية الصراع بل ممكن جعله ثانوياً أمام الدفاع عن الوطن وما رأيناه ونراه من تجارب التاريخ تجعلنا نستسلم للرأي القائل ان الوطن ليس بمصطلح أو شعار آني يصنع أو يقام لضرورات ذاتية ضيقة بل الوطن والموقف منه هو الذي يميز ما بين الخونة وفاقدي الضمير والمخلصين الذين يدافعون عنه وينتصرون لقضاياه، ما بين المضحين من اجله وما بين الذين يتخذونه يافطة لتمرير مصالحهم ، وخير ما أبدأ الكلام عنه بعد هذه الغيبة النسبية هو الاجتياح التركي والتوغل في ارض الوطن هذا الاجتياح والعدوان البربري المؤَسَسْ منذ زمن بعيد في ذهنية وعقلية الحكام الطورانيين الأتراك، هذا الاجتياح الذي جعل بسطال الجندرمة التركية باقة زهور للبعض يتغنى بها فرحاَ وسروراَ بشكل سري وعلني مبرر على أساس تأديب الكرد العراقيين والانتقام منهم ومن العراقيين الوطنيين الذين يناضلون من اجل الاستقرار وخروج القوات الأجنبية لكي يتحرر الوطن من أي أجنبي ومهما كان، والتلويح من قبل هؤلاء الخونة بالمطرقة الطورانية ومطارق دول الجوار أي بعبارة واضحة هو تفعيل على ارض الواقع وتهديد للكرد العراقيين وغيرهم من الوطنين المخلصين بان تركيا وحكامها الطورانيين مستعدين على الرغم من آفاتهم الاجتماعية وأزماتهم الداخلية وجوع أكثرية الكادحين الأتراك بالتدخل في شؤون العراق تحت طائلة أية حجة وليس بالضرورة حجة PKK أو غيره ، هذا الاجتياح التركي وغيره من الاجتياحات لم يستطع البعض من إدراك أن الغريب هو الغريب وان الحلول لا يمكن ان تصنع في الخارج بل يصنعها الذين يهمهم الوطن وأمانه واستقلاله وبنائه .
وهنا يبرز السؤال الواضح ــ من يدافع عن الأرض الآن وفي هذه الظروف العصيبة ؟ واعني بالدفاع ليس البيانات أو الاستنكارات والإدانات أو المطالبات أو الدعوات للمجتمع الدولي، بل الوقوف بحزم وقوة وردع الجندرمة الطورانيين وحكامهم وبجميع الوسائل المتاحة كي لا تتكرر هذه الاعتداءات على شعبنا الكردي وعلى ارض العراق.. أمام المنظور للجواب لا يوجد احد فالحكومة العراقية أصدرت بيانات واستنكارات مطالبة بانسحاب القوات التركية الغازية وكان عليها أن تهدد بغلق الانبوب النفطي الذي يدر على اقتصاد تركيا خيرات لا حصر لها ، وحكومة الإقليم وبرلمانها اتخاذ الموقف نفسه كما أدانت بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني هذا التدخل العسكري واجتياح الأراضي العراقية وقيل أن المحتل الأمريكي حليف تركيا الطبيعي نبه الحكام الأتراك بشكل خجل من توسع عملياتها العسكرية أما أكثرية الشعب العراقي فإنها ضائعة بين الهم الثقيل الجاثم بسبب المحاصصة الطائفية والفساد والمليشيات والإرهاب وانقطاع التيار الكهربائي وتلوث المياه وغلاء الأسعار والبطالة وتفشي الأمراض والعاهات الاجتماعية وغيرها، وبينما تتدفق القوات الطورانية الغازية للأرض العراقية يتصل الحكام الأتراك برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء للاطمئنان بأنهم سوف يخرجون بعد القضاء على PKK " واخذ ليل وجر عتابة على المثل العراقي الشعبي" ثم يرسلون مندوبهم المسمى احمد داود اغلوا لكنه يسارع بالقول " ليس لدينا جدول زمني للانسحاب من الإقليم " وكأن الأرض العراقية ملكاً له ولأجداده الطورانيين وبأن أرض العراق مباحة وليس لها من يحميها !!!
في آخر المطاف طالب برلمان إقليم كردستان يوم الثلاثاء 26/ 2/ 2008 بغلق أربعة قواعد عسكرية تركية جاثمة على الأرض العراقية منذ 1997 بواسطة اتفاقية سابقة مع حكومة الإقليم هذه القواعد الثابتة في ارعي بلوك 40 كم شمال العمادية وكأني ماسي 115 كم شمال دهوك وسيرسي 30 كم شمال زاخو التي أصبحت راس الحربة وتحركت من ثابتة إلى متحركة وهو طاب تأخر بعض الوقت وكان من الضروري اتخاذه قبل فترة وبخاصة مواقف حكام طهران العنصريين، فهل الحكام الأتراك سيقبلون بموقف برلمان الإقليم أو طلبات الحكومة العراقية واستنكارات القوى الشعبية ، نشك بذلك لأسباب عديدة في مقدمتها الموقف العنصري الثابت من مطالبة حكام تركيا بضم الموصل وكركوك وبعض الأراضي الأخرى ووفق خريطة جغرافية نشرت قبل اشهر في الجرائد التركية وكذلك الموقف من حقوق القوميات الأخرى وفي مقدمتها الكرد وخوفهم من تمتع إقليم كردستان العراق بالاستقرار والتطور والحقوق المشروعة وعليه سوف يستمرون بالتدخل ولن يخرجوا من الأرض العراقية والأيام بيننا إلا إذا حدث لهم ما يحدث لأي قوى محتلة غازية ووجدوا أنفسهم في ورطة لا يمكن التخلص منها إلا بالانسحاب وقولي هذا لا يعني تحريض احد على القتال والتدخل في شؤون الدول الأخرى بما فيها تركيا بل التذكير بالمسؤولية التي تقول إن على عاتق الحكومة المركزية وحكومة الإقليم ووفق ما جاء في الدستور، مسؤولية الحفاظ على الأرض العراقية والدفاع عنها بمختلف الأساليب بما فيها دعوة الجماهير لحمل السلاح والتهيؤ لأي مستجدات أخرى، تحشيد كل القوى الوطنية الشريفة وتعرية الاتجاهات النذلة التساومية العرقية والقومية والطائفية الضيقة التي تتطابق مع التدخلات في شؤون العراق الداخلية، ونؤكد على الاعتماد على الشعب العراقي وقواه الخيرة وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة أو تصديق كذبة أنها سوف تقف ضد الحكام الأتراك وتمنعهم من استمرار احتلال الأراضي العراقية وتخريب القرى وهدم الجسور وتشريد الكرد العراقيين من أراضيهم وقراهم، الوطن ليس بدعة وشعار سياسي لمرحلة معينة من اجل الكسب الضيق بل انه شرف الشعب وكرامته، شرف جميع الأحرار الذين تعز عليهم أرضهم وقضية شعبهم.
إن حكام تركيا المغرورين بقوتهم ومعداتهم العسكرية لن يستطيعوا هزم إرادة الشعب الكردي في تركيا الذي يطالب بحقوقه القومية المشروعة وهم لن يستطيعوا مهما فعلوا القضاء على طموحه في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وسوف يخسرون المعركة مهما طبلوا لها فإرادة الشعوب هي الأقوى وهي التي ستنتصر في آخر المطاف هذا ما عرفناه من سير التاريخ وتاريخ الشعوب والأمم على الأرض، إن حكام أنقرة سيجدون أنفسهم في كردستان العراق حتما في موقف لا يحسد عليه وسيدفعون ثمنه غالياً من دماء الشعب التركي الصديق الذي يحتاج إلى السلام والأمان والديمقراطية والحياة الكريمة ولكن سيكون ذلك بحمل السلاح المشروع للدفاع والمقاومة وليس بالبيانات والاستنكارات واللجوء إلى الولايات المتحدة وبقية الدول التي ساعدت على احتلال العراق.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تتبع مسكون في اليانكي الباقي 2008
- إثم الوصول إلى التأمل
- احلام العنصرية العودة غلى الماضي
- صخب التحول عن الضباب
- مصير كركوك التدويل وكأنها خارج الجغرافيا والتاريخ
- جرائم طائفية وإرهابية بندي لها جبين الإنسانية
- البطالة والفقر علّة العلل الاجتماعية
- حقل مجنون ومخاطر الاستحواذ على الثروة النفطية
- المراوحة داء يجب التخلص منه
- متى تنتهي المعضلة؟
- ليست المشكلة في التنفيذ أو اللاتنفيذ لكن يجب إنصاف الضحايا
- لا حدود لدمار وتلوث البيئة في العراق
- لغة الحوار والتفاوض يجب أن لا تضعف مبدأ التصدي للعدوان
- استراتيجية التقسيم وتداعيات الفهم الخاطئ وتبريراته
- ضمير المثقف الحقيقي في عقله وعمله ومواقفه الوطنية
- كارثة مشروع الكونكرس الأمريكي لتقسيم العراق
- رمضان الرواشدة ونهره الرومانسي
- قانون النفط والغاز الجديد وموقف العمال والنقابات منه
- المركزية أم الفيدرالية أصلح للعراق؟
- ثقافة الانتظار


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مَنْ يدافع عن الأرض العراقية المستباحة؟