أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى محمد غريب - الأوضاع الصحية المأساوية والفساد المالي والإداري














المزيد.....

الأوضاع الصحية المأساوية والفساد المالي والإداري


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:57
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


وزارة الصحة أينما وجدت تكون مسؤولة عن الوضع الصحي وتقع على عاتقها مهمات غير قليلة فيما يخص صحة المواطنين وحمايتهم من الأمراض وتهيئة الأجهزة الطبية والأدوية اللازمة وغيرها من مهمات تخص اختصاصها ومسؤوليتها وفق برامج الحكومة التي يجب أن تسعى لتأخذ وزارة الصحة مكانتها بتوفير القاعدة المادية والاختصاص المهم والإدارة الجيدة النزيهة فهل كانت وزارة الصحة في العراق أهل للثقة وقامت بمهماتها أم لا ؟ سؤال نترك الجواب عليه لحين الانتهاء من قراءة المقال.
لن أتحدث عن أهمية الاعتناء بالمجال الصحي لما له من تأثير على حياة المواطنين وعلى الاقتصاد الوطني وعلى كافة الصعد الأخرى فهذا الأمر معروف ولا يحتاج إلى الدعاية أو التطبيل بل يحتاج إلى الكشف عن أسباب تدني الوضع الصحي وعدم الاهتمام به أو ضعف الاهتمام في دولة قدمت لها الولايات المتحدة الأمريكية حسب تقرير قدمه المفتش الخاص بإعادة اعمار العراق منذ 2003 ( 47 ) مليار دولار وما أكده مسؤول صندوق النقد الدولي في هيئة الأمم المتحدة للرقابة والاستشارة بيرت كيوبتس أن ( 100 ) مليار دولار تدفقت على صندوق النفط منذ إنشائه سنة 2003 هذه المبالغ الضخمة لو صرفت بشكل صحيح لكانت خير معين لإعادة البناء في مجالات عديدة ومنه المجال الصحي ولو عرفنا أن حصول وزارة الصحة على ( مليار دولار ) بهدف تطوير الامكانات الطبية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وقارنا ما بين الواقع المزري منذ خمسة سنوات ولحد هذه اللحظة وبين المبلغ المذكور لو جدنا أن الفساد المالي والإداري لعب وما زال يلعب دورا رئيسياً في تغيب أموال الدولة، ووزارة الصحة تعتبر حسب التحقيقات والمتابعات أهم معقل من معاقل الفساد المفضوح في الحكومة العراقية وقد يتعجب المرء عندما يجد ظاهرة بيع الأدوية المفقودة في الصيدليات والمستشفيات الحكومية على الأرصفة أو في محلات فتحت لهذا الغرض واعتماد وزارة الصحة بحدود ( 70% ) من سد احتياجاتها على القطاع الخاص الذي يستورد أدوية رخيصة ودون المستلزمات المطلوبة وتفتقر إلى الفحص الدقيق من بعض المنشآت غير المعروفة بعالميتها دون أي حسيب أو رقيب لا بل أن بعض الأدوية قد تكون منتهية الصلاحيات ومضرة بالصحة وحتى ملوثة بالأوبئة والجراثيم، لقد وصل الفساد والإهمال إلى درجات خطيرة هددت وما زالت تهدد حياة عشرات الآلاف من المواطنين فقد أكد نائب رئيس هيئة النزاهة موسى فرج على اكتشاف عبوات من عقار الألبومين ملوثة بفيروس الإيدز في محافظة بابل وعلى اثر ذلك اغتيل الصيدلي الذي كشف الفضيحة بعد التحليلات التي أجراها في المختبر الوطني للأدوية وهكذا يعاقب الوطني المخلص بسب نزاهته وحبه لوطنه وشعبه بينما المفسدين وأصحاب الضمائر الميتة المختبئين خلف بعض الأحزاب السياسية الدينية وهم في قمة السلطة يعيثون فساداً ويتصرفون كحكام مطلقين لا تهمهم لا امن ولا استقرار ولا الحفاظ على مصالح المواطنين .
كما تعتبر قضية تسريب الأدوية المسروقة من وزارة الصحة ومن مخازنها من أهم قضايا الفساد المالي والإداري وبينما مثلما اشرنا تفقد الأدوية التي تستوردها الوزارة بشكل سريع من المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية تجدها في القطاع الخاص وبأغلى ألاثمان وقد أشار الدكتور عادل محسن المفتش في الوزارة أن نقص الأدوية سببه الفساد وكذلك الرشاوى للحصول على العقود لتوريد الأدوية المطلوبة والمستلزمات الطبية، وفي المضمار نفسه كشف الدكتور عادل عن اكبر عملية فساد في تاريخ الوزارة حيث تم إحالة ( 12 ) عرضاً إلى شركة GE بمبلغ ( 400 ) مليون دولار حيث يتضمن هذا المبلغ لاستيراد أجهزة طبية ولم تفاتح أية جهة أو شركة ثانية ما عداGE وهو دليل على الاتفاق المسبق، ثم العرض الخاص بمعامل الأوكسجين بكلفة ( 40 ) مليون دولار بهدف إنشاء ( 22 ) معملاً فقد أرسلت الموصفات إلى شركة واحدة مثلما حدث للأجهزة الطبية ففازت بسهولة هذه الشركة بالعقد بدون منافسة من أحد وعلى ما يبدو أن منح عمولة ( 5 ) مليون دولار للجهة التي خططت لإرساء العرض على هذه الشركة كان سبباً في ذلك مع العلم والمتعارف عليه في أكثرية الدول أن تقدم العروض والموصفات إلى عدة شركات وبعد دراسة التقديمات والعروض المصحوبة بالنوعية والأهمية من قبل لجان خاصة ترسي العقود على الأفضل والأحسن منها ويحسب بالدرجة الأولى مصلحة الجهة الطالبة ومصلحة البلاد والمواطنين أما إذا كانت الصفقات تعقد في السر والمعلوم يدفع في حسابات خاصة فقل على البلاد ومواطنيها السلام .
هل الجواب واضح ؟.. فمجرد الإطلاع على الظروف الصحية والإمراض المنتشرة والأوبئة العديدة نعرف حجم المأساة التي يعيشها أكثرية المواطنين العراقيين ونعرف من هو المسؤول عنها ولكن من الذي سيحاسب المقصرين ويردع الفاسدين الذين يتحايلون على القانون وينفذون منه كما تنفذ الشعرة من العجين.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الوضع الحالي ومستقبل القوى الوطنية الديمقراطية
- البطاقة التموينية سلة الفقراء العراقيين الغذائية
- الانتخابات ولعبة الديمقراطية المطلوبة
- التعديل أو إعادة تشكيل الحكومة مطلب وطني ملح
- مَنْ يدافع عن الأرض العراقية المستباحة؟
- تتبع مسكون في اليانكي الباقي 2008
- إثم الوصول إلى التأمل
- احلام العنصرية العودة غلى الماضي
- صخب التحول عن الضباب
- مصير كركوك التدويل وكأنها خارج الجغرافيا والتاريخ
- جرائم طائفية وإرهابية بندي لها جبين الإنسانية
- البطالة والفقر علّة العلل الاجتماعية
- حقل مجنون ومخاطر الاستحواذ على الثروة النفطية
- المراوحة داء يجب التخلص منه
- متى تنتهي المعضلة؟
- ليست المشكلة في التنفيذ أو اللاتنفيذ لكن يجب إنصاف الضحايا
- لا حدود لدمار وتلوث البيئة في العراق
- لغة الحوار والتفاوض يجب أن لا تضعف مبدأ التصدي للعدوان
- استراتيجية التقسيم وتداعيات الفهم الخاطئ وتبريراته
- ضمير المثقف الحقيقي في عقله وعمله ومواقفه الوطنية


المزيد.....




- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى محمد غريب - الأوضاع الصحية المأساوية والفساد المالي والإداري