أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - -مفاوضات الحرب- واختراق المفاهيم!















المزيد.....

-مفاوضات الحرب- واختراق المفاهيم!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* الرئيس بوش وليس الشعب الفلسطيني، هو الذي ستنتهي ولايته نهاية هذا العام! * المفاوضات، مثل المقاومة، ليست هدفا بذاته، بل وسائل لتحقيق هدف التحرر والاستقلال والسيادة، وانهاء الاحتلال، والتصدي للعدوان ومقاومته ومناهضة مشاريع الامبريالية الامريكية. مضمونها هو الذي يحدد شرعيتها وليس شكلها *
لا زالت القضية الفلسطينية تتعرض الى هجوم غير مسبوق، للانقلاب على المفاهيم وخلطها وتضييع الطاسة. ويبدو ان هذا الانقلاب الفكري لا يمكن حصره بعد الآن في مدبريه في واشنطن والقدس الغربية وحلفائهم المباشرين، بل أخشى انهم نجحوا في بلبلة قطاعات واسعة واحيانا متنفذة، في تنظيمات وحركات سياسية كانت تبدو حتى الآن، عصية على الاختراق، وفي خلق اصطفاف فكري وسياسي جديد، ليس افقيا فقط، تصطف على أساسه التنظيمات السياسية بعضها مقابل بعضها الآخر، بل اصطفاف عمودي ايضا في داخل القوى والمنظمات السياسية نفسها طال قيادات كانت هي الاخرى تبدو عصية على الاختراق وعلى اختلاط الامور والمفاهيم حتى الامس القريب. وهذا من دون شك تطور ملفت ليس من حق احد تجاهله او الاستهانة به والقفز عنه.
واذا كان هذا الانقلاب في المفاهيم قد تمحور في مؤتمر انابوليس في مطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف بـ"يهودية الدولة"، فانه يتمحور الآن في مطالبة الجانب الفلسطيني باستئناف المفاوضات "الجارية" بين القيادة الاسرائيلية والقيادة الفلسطينية، والتي اعلن الرئيس محمود عباس، وبحق، عن وقفها تحت وطأة جرائم الحرب على قطاع غزة. وأخذ يبدو ان الامر الجوهري والعنصر "الاستراتيجي" الذي يجري الترويج لتثبيته وتسويقه وضمانه، ليصبح الثابت الاساس، في معادلة "الثابت والمتحول" في القضية الفلسطينية يتمثل في فرض استمرار عملية المفاوضات المثقوبة ومواصلتها، وليس في انهاء الاحتلال ولا في شرعية مقاومته، ولا في تحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله وسيادته، ولا في وقف العدوان الدموي اليومي عليه. ومن العبث والبؤس ان يصبح المطلب بتجديد المفاوضات، وليس الموقف من مضمونها وسياقها، ولا الموقف من الحل العادل لقضية الشعب الفلسطيني، هو موضوع المواضيع ومقياس العقلانية والواقعية السياسية، ومبرر التعاطف والعداء، والاطراء والتقريع.



*رايس والمفاوضات وصغائر الامور!*وليس واضحا، اذا كانت زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس مؤخرا الى القدس الغربية ورام الله، مباشرة بعد اعلان اسرائيل انهاء عدوانها الاجرامي على غزة، قد جاءت لقطف ثمار جرائم الحرب الاحتلالية وترجمتها سياسيا، ام ان حكومة أولمرت- براك قد علقت عدوانها الدموي المكثف على شرف زيارة رايس ريثما تغادر، وتسهيلا للمهام التي تحملها. لكن الامر الواضح ان أجندة الوزيرة لم تشمل ادانة جرائم الحرب التي ارتكبتها الآلة العسكرية الاسرائيلية في غزة، ولم تشمل مطالبة اسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي والامتناع في المستقبل عن قصف الاحياء التي تعج بالمدنيين في مخيمات اللاجئين في غزة، او وقف سياسة الاغتيالات، ولم تشمل الاعتذار عن دور امريكا في افشال مشروع قرار في مجلس الامن، يدين جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في غزة، ولم تشمل حتى الدعوة الى "التهدئة" في وقت تشير فيه نتائج الاستطلاعات الى ان 64% من الاسرائيليين يؤيدون التفاوض مع "حماس". ان رايس لا تأتي لمعالجة هذه المسائل "التافهة" حتى ولو من باب الحفاظ الشكلي على الوهم الذي نشرته الادارة الامريكية في مؤتمر انابوليس.
ان رايس خصصت زيارتها "الخاطفة" للمطالبة بمواصلة عملية التفاوض، ردا على قرار الرئيس الفلسطيني بتعليق المشاركة الفلسطينية في المفاوضات. وتجاهلت الوزيرة الامريكية بالمقابل، قيام حكومة اولمرت- براك باغراق عملية التفاوض بالدماء والحصار المتواصل والتجويع وتوسيع الاستيطان، وفي تحويل المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية بشكل منهجي الى مفاوضات عبثية تتحكم فيها عقلية الرفض والاملاء الاسرائيلي تحت عين الادارة الامريكية الساهرة، وفي خدمة مشاريعها الاسترايجية العدوانية في المنطقة، من غزة حتى لبنان، ومن العراق حتى افغانستان، ومن سوريا حتى ايران.
ان مطالبة رايس القيادة الفلسطينية بمواصلة المفاوضات، تأتي على مقاس حاجات المخططات الاستراتيجية الامريكية المتعثرة في المنطقة، وعلى مقاس استمرار السياسة العدوانية الاسرائيلية الدموية ومتطلباتها. ان عملية التفاوض الني تجري في دائرة رتيبة مفرغة منذ انابوليس بين ابو مازن واولمرت، تستغلها حكومة القدس الغربية التي من اجل التغطية على الممارسات العدوانية الاسرائيلية وليس من اجل حل الصراع والبحث عن فرصة سياسية. وقد جاء رئيس الحكومة الاسرائيلية اولمرت واضحا حد الفظاظة، باعلانه امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست اثناء البحث حول العدوان الدموي على قطاع غزة انه "لولا العملية التفاوضية الجارية مع الجانب الفلسطيني، كان العالم سيدين دولة اسرائيل حتما ويندد بها.. حتى بعد ان "تمالكنا انفسنا".."! واضاف: "ان ما يجعلنا قادرين على استنفاذ حقنا الاساسي في الدفاع عن انفسنا (اقرأ/ي: في ارتكاب جرائم حرب- ع. م.) هو الافق السياسي التفاوضي". (هآرتس 4.3.2008).
ان مطالبة رايس واولمرت القيادة الفلسطينية بالعودة السريعة الى طاولة المفاوضات "المفرغة"، وتقريعها على هذه المشاكسة غير المبررة، وتزامن هذه "الدعوة" مع التهديدات التي يطلقها وزير الحرب الاسرائيلي ايهود براك بأن العدوان لم ينته، وتوعده بالمزيد من التوغل وسياسة الاغتيالات وسفك الدماء والعقوبات الجماعية، تفضح ان المفاوضات في المفهوم الاسرائيلي هي مفاوضات للتغطية على الحرب وخدمة سياسة العدوان (الامريكي والاسرائيلي في المنطقة) اكثر منها للوصول الى سلام وحل سياسي. وسيكون علينا ان نذكر ان براك انتخب رئيسا لحزب العمل لانه يجيد الحرب، وجرى تعيينه وزيرا للامن لانه يجيد الحرب. والمشكلة الاكبر انه لايجيد غيرها، وهو ما يجعله مصدر قلق وخطر على أي تفاوض وعلى امل الشعبين في السلام العادل..



*المرور عبر القضية الفلسطينية بعد فشل القفز من فوقها!*وعندما يصبح واضحا ان المفاوضات- هذه المفاوضات- باتت حاجة ملحة للاحتلال الاسرائيلي، للتغطية على جرائمه، وباتت حاجة استراتيجية امريكية للتغطية على مواصلة مشاريعها المتعثرة في المنطقة، وباتت استعمالا للقضية الفلسطينية ومرورا عبرها، بعد ان فشل القفز من فوقها في توفير احتياجات المصالح الامريكية في المنطقة، هل يكون على بعضنا ان يدعو الى عودة القيادة الفلسطينية الى طاولة المفاوضات فورا، من خلال استحضار التجربة الفيتنامية البطلة في التفاوض المتزامن مع المقاومة للامبريالية الامريكية؟!
لقد نجحت المقاومة الفيتنامية في اجبار المستعمر الامريكي على الجلوس الى طاولة المفاوضات، وانتزاع الفيتنام من بين براثنه، بعد ان اوصلت عدوانه وسياسته الى الباب الموصود، وفي ملحمة بطولية ضد الاستراتيجية الامريكية العالمية، لا تحت مظلتها بل في اعظم المواجهات معها، بقيادة حزب شيوعي فيتنامي مقاوم.
ويروج آخرون للمعادلة القائلة بأن "المقاومة من دون مفاوضات، هي مقاومة عبثية"؟ وللموازنة فان "المفاوضات من دون مقاومة هي مفاوضات عبثية"؟! فهل المفاوضات تصبح هي الهدف الذي يجب تحصيله بالمقاومة؟! ام ان المقاومة هي الهدف الذي يفترض تحقيقه بالمفاوضات؟! ان هذه المعادلات وتلك المقارنات التاريخية المنزوعة من السياق ما هي الا معادلات عبثية وتبريرية تعمل على الخلط بين الوسائل والاهداف. فالمفاوضات، مثل المقاومة، ليست هدفا بذاته، بل وسائل لتحقيق هدف التحرر والاستقلال والسيادة، وانهاء الاحتلال، والتصدي للعدوان ومقاومته ومناهضة مشاريع الامبريالية الامريكية. مضمونها هو الذي يحدد شرعيتها وليس شكلها. انها وسائل مشروعة قد تخدم احداها الاخرى، لكنها ليست مشروطة بها. ويجب ان يكون واضحا انه ليس الموقف من حماس مثلا، ورفض فكرها الاصولي هو الذي يحدد موقفنا من المشاريع الامبريالية، بل ان الموقف القاطع من المشاريع الامبريالية العدوانية هو الذي يفترض ان يحدد الموقف من ممارسة أي تنظيم واي فصيل محليا ومناطقيا وعالميا.
ان قرار المشاركة في المفاوضات- العينية في هذه المرحلة- او الامتناع عن المشاركة فيها، يشكل ورقة قوية في يد قيادة الشعب الفلسطيني، من حقها وواجبها ان تستعملها وان تطالب بدفع ثمنها بعملة الحقوق الفلسطينية الصعبة. فالولايات المتحدة بادارتها الحالية دفعت العملية التفاوضية وربما يصح القول انها اغتصبتها، ليس على مقاس مستحقات حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وانما على مقاس مستحقات المشاريع الاستراتيجية المتعثرة التي تعمل على تمريرها في المنطقة. لقد اخذ الرئيس بوش على نفسه في انابوليس التوصل الى الاتفاق على الحل النهائي للصراع حتى نهاية ولايته هذا العام، ولكن حتى لو افترضنا انه جاد وقادر على ذلك، (وهو ليس كذلك) فهل سيكون من مصلحة الحل العادل ان تفرضه ادارة بوش وسياستها الموغلة في العداء لحقوق الشعب الفلسطيني؟!
ان القرار الفلسطيني يجب ان ينطلق من انه سيكون من الصعب وصول ادارة امريكية اكثر سوءا وخطرا على الحقوق الفلسطينية من ادارة الرئيس بوش وعدوانيتها. وان الرئيس بوش وليس الشعب الفلسطيني، هو الذي ستنتهي ولايته نهاية هذا العام!



#عصام_مخول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انابوليس- والانقلاب على المفاهيم!
- مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسط ...
- حدّدنا خيارنا ان نخرج من المؤتمر ال - 25 بحزب شيوعي قوي واكث ...
- معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض ...
- مشروعنا السياسي والاجتماع والفكري في بعده الطبقي والاممي وال ...
- يوم الارض كان يوما لعزل سياسة تهويد الارض العربية والتمييز ا ...
- الموقف يتطلب أن يفهم حكام إسرائيل أن المبادرة السعودية أو ال ...
- المؤسسة الاسرائيلية - مأزومة وفاسدة ومتورطة، اخلاقيا وسياسيا ...
- دور نسائي متميز في داخل حزبن - في يوم المرأة... تحية حمراء!
- موقف عدواني فظ زئيف.. زئيف والذئب -شيف-!
- أداء الحزب الشيوعي ومواقفه في المسألة القومية عصيّة على التش ...
- نحن ندعو الى التحزب للثقافة القومية الوطنية مواقف الحزب الشي ...
- جدلية المعركة على السلام والمساواة والدمقراطية العميقة!
- أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع ...
- أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع ...
- من العبث تحميل الفلسطينيين مسؤولية ضمان يهودية دولة اسرائيل!
- فشل استراتيجية بوش- يجعله اكثر خطرا
- حزبنا الاممي اليهودي العربي يشكل موضوعيا الجواب والامل والمس ...
- غيوم الخريف- وخريف الرئيس بوش!
- من مجزرة كفر قاسم إلى -تحرك أم الفحم-! دور الحزب الشيوعي في ...


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - -مفاوضات الحرب- واختراق المفاهيم!