أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام مخول - من مجزرة كفر قاسم إلى -تحرك أم الفحم-! دور الحزب الشيوعي في صقل جدلية الوطن والمواطنة!















المزيد.....

من مجزرة كفر قاسم إلى -تحرك أم الفحم-! دور الحزب الشيوعي في صقل جدلية الوطن والمواطنة!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 10:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


* على بعد خمسين عاما عن المجزرة الرهيبة، هناك في داخل المؤسسة السياسية والعسكرية، من يتلهى ويجاهر بفكرة استغلال حالة حرب من أجل تنفيذ ترحيل جماعي واسع من منطقة المثلث، ولا زالت تسمع بقوة تصريحات عنصرية بشأن ترانسفير، يلقي بنصف مليون مواطن عربي من أم الفحم وبلدات عربية أخرى في المثلث خارج دائرة المواطنة * أصبح خطر التدهور الفاشي ملموسا وواقعيا في العديد من المجالات. فإضافة إلى التمييز الحكومي الرسمي المتواصل، وإضافة إلى عنف الشرطة والترويج للترانسفير، فإن الاقتراحات الخطيرة لتغيير نظام الحكم السياسي وطريقة الإنتخابات ورفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست والقضاء على الحقوق الاجتماعية، كل هذه تشكل تهديدا مباشرا بتصفية ما تبقى من الديمقراطية الرسمية في إسرائيل *

خمسون عاما مرّت منذ مجزرة كفر قاسم، ولا زالت المجزرة ماثلة وفاعلة ومتفاعلة، ليس جزءا من التاريخ فقط، بل جزءا من الحالة السياسية، تربط بين السياسة والتاريخ، وتحتل موقعا بارزا في كليهما.
وبالرغم من أن تاريخ الشعب الفلسطيني مرصوف بالمجازر وجرائم الحرب، التي راح ضحيتها المدنيون الأبرياء، إلا أن مجزرة كفر قاسم من بينها جميعا، هي التي حفرت واستقرت في وعي الأقلية القومية العربية، وفي وعي المؤسسة السياسية الإسرائيلية، على أنها "صدمة مؤسسة" في علاقة دولة إسرائيل بمواطنيها العرب وبشرعية مواطنتهم. إن المؤسسة الإسرائيلية السياسية والعسكرية، ذاتها التي طالبت المواطنين العرب بإعلان ولائهم للدولة في كل مناسبة، أدارت للمواطنين العرب ظهرها، في كل مرة كان على الدولة أن تعلن ولاءها لشرعية مواطنتهم وحقوقهم المدنية والقومية والإنسانية.
إن نظرة فاحصة إلى الوراء، تظهر بوضوح أن مجزرة كفر قاسم، لم تحدث بسبب خلل في السياسة، لكنها كانت جوهر هذه السياسة الرسمية تجاه الجماهير العربية في إسرائيل. لقد نفّذ رجال الشرطة وحرس الحدود مجزرة كفر قاسم، بدون أية علاقة مع عمل حربي أو عدائي من قبل المواطنين، وحتى من دون إبداء أية مقاومة أو تصدي. إن أولئك الذين أطلقوا نيرانهم على صدور الأطفال والكبار، لم يشعروا بالحاجة حتى إلى البحث عن مبرر لجرائمهم. لقد كانت هذه بكل بساطة مجزرة بدم بارد.
في التاسع والعشرين من أكتوبر 1956، وعلى مداخل كفر قاسم الآمنة، تجلّت عنصرية حكام إسرائيل بألوانها الطبيعية، حين أطلق رجال الأمن نيرانهم دون تمييز وبدم بارد، على صدور تسعة وأربعين مواطنا أبناء القرية، من الأمهات والآباء والأطفال، من الفلاحين والعمال والكادحين، الذي اختلط دمهم بعرق جبينهم في هذه المجزرة الرهيبة، وسال على أرض كفر قاسم الطيبة.
كانت المؤسسة الإسرائيلية، في الخمسينيات من القرن الماضي، قلقة من عدد المواطنين العرب الذين بقوا في المثلث. واعتبر قادة المؤسسة، أن شن الحرب العدوانية على مصر يشكل فرصة ذهبية أمامهم، للقيام بعملية تطهير عرقي في منطقة المثلث، يتم في إطارها التخلص من المواطنين العرب. واعتبروا أن الرأي العام الإسرائيلي والعالمي سوف يتركّز في الحرب الكولونيالية، التي بادرت إليها إنجلترا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر عبد الناصر، وأن أحدا لن يلتفت إلى المحاولة المؤسساتية الرسمية لاقتلاع الجماهير العربية في المثلث وقتلهم وإرهابهم، لإجبارهم على الهرب والرحيل.
وإذا كانت هذه الحسابات وهذه الموسيقى تبدو معروفة لأجيالنا اليوم، فذلك لأنه لا زال هناك، وعلى بعد خمسين عاما عن المجزرة الرهيبة، في داخل المؤسسة السياسية والعسكرية، من يتلهى ويجاهر بفكرة استغلال حالة حرب من أجل تنفيذ ترحيل جماعي واسع من منطقة المثلث، ولا زالت تسمع بقوة تصريحات عنصرية بشأن ترانسفير، يلقي بنصف مليون مواطن عربي من أم الفحم وبلدات عربية أخرى في المثلث، خارج دائرة المواطنة.
إن الجماهير العربية، ومعها مجمل القوى الديمقراطية في إسرائيل، قد تعلّمت الدرس واستوعبته من تلك المجزرة الرهيبة، ولذلك فإنهم قادرون على إفشال محاولات التخويف والإرهاب والتهديد بالترانسفير وسفك الدماء في كل مكان.

* استراتيجية الحزب (الشيوعي) تحوّلت إلى استراتيجية شعب!
يقولون- إن من أجل ارتكاب مجزرة، هناك حاجة إلى ضحية، ومجرم، وملايين الناس ينظرون في الإتجاه المعاكس. في مساء التاسع والعشرين من تشرين الأول 1956، اكتملت هذه الشروط على مداخل قرية كفر قاسم، وتمّ ارتكاب الجريمة المروعة، وتمّ إخفاؤها عن الجمهور، ومنعت أوامر الرقابة العسكرية النشر عن المجزرة قرابة شهر كامل. إلا أن المجرمين، حين خططوا لإخفاء آثار المجزرة، لم يأخذوا في الحسبان أن يدخل القائدان الشيوعيان، النائبان توفيق طوبي وماير فلنر إلى المشهد.
وفي حين كانت كفر قاسم الذبيحة تلعق جراحها، من وراء حصار وإغلاق عسكري مطبق على القرية ومنطقتها، وصل القائدان طوبي وفلنر عبر طرق جبلية ووعرية، في تحدّ سافر للجيش، والتقيا المواطنين. وتدريجيا، بدأت تنكشف صورة كاملة على الفظائع التي ارتكبت وتفاصيل المجزرة المروعة. (أنظر/ي التفاصيل في مذكرة توفيق طوبي التاريخية).
لقد قاد النائبان فلنر وطوبي، ومعهما ديمقراطيون إسرائيليون آخرون، معركة شعبية واسعة، لتمزيق سياسة التستير التي فرضتها حكومة بن غوريون للتعتيم على المجزرة وعلى مجرّد حدوثها وعلى تفاصيلها. وتدريجيا، تعاظمت المعركة قوة وتسارعا، وقادت في نهاية المطاف إلى اضطرار المؤسسة للكشف عن حقيقة المجزرة، وإلى وصول صرخة الضحايا وعائلاتهم إلى الرأي العام المحلي والعالمي، لتبقى لطخة على جبين المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة.
إن الحزب الشيوعي لم يكتف بالكشف عن الحقيقة المروعة، بل حزم أمره على إفشال الأهداف السياسية للمجزرة. وكانت تقديرات الحزب، أن المجزرة ترمي لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى بالنسبة للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، في مركزها ترحيل ألوف المواطنين العرب، من خلال خلق حالة من الهلع، تدفعهم إلى الهرب وراء الحدود. إن الكشف عن الجريمة وفضحها، والإدانة الواسعة لها، والمطالبة بمعاقبة المجرمين القتلة- عملت كلها على تقوية عزيمة الجماهير العربية، وشد أزرها في معركة البقاء المتواصلة، التي لم تتوقف. وبدلا من أن تتحوّل المجزرة إلى مصدر إيحاء لرحيل جماعي مذعور، فإن الحزب الشيوعي عرف كيف يحوّل مجزرة كفر قاسم، بمثابرة كفاحية عنيدة، لتصبح "نقطة أرخميدس" في نضال الجماهير العربية من أجل التجذّر في أرضها، والبقاء في وطنها، ومن أجل المساواة التامة في الحقوق المدنية والقومية.
إن كفر قاسم- كانت وستبقى نقطة الإنطلاق في تحليل البعد الكارثي على المجتمع الإسرائيلي، الكامن في "أفكار الترانسفير" و "الخطر الديمغرافي"، والتنكر لشرعية مواطنة المواطنين العرب.

* من نفسية النكبة إلى نفسية المواجهة والتصدي!
إن استخلاص العبر السياسية من المجزرة المروعة في كفر قاسم، دفعت الحزب الشيوعي إلى صقل الوحدة الجدلية بين كون العرب مواطنين في الدولة، وبين كونهم أقلية قومية، وجزءا لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، وبلور الحزب بشكل واضح وواع جدلية "الوطن" و "المواطنة"، التي أصبحت مركبا محوريا في الهوية القومية للجماهير العربية في إسرائيل.
إن المعركة على بقاء الجماهير العربية في وطنها عام 1948، والتي قادها الشيوعيون، هي التي وفّرت لهذه الجماهير مواطنتها. ومن جهة أخرى، فإن مواطنتها هي التي مكنتها من الإحتفاظ بقطعة الوطن التي بقيت عليها.
في نهاية حرب 1948، كانت غالبية الجماهير العربية في إسرائيل، التي بقيت في وطنها دون أن تطالها سياسة التهجير، قد حصلت على مواطنة إسرائيلية بفعل بقائها. لكن الجمهور العربي لم يكن قادرا على الإكتفاء بالمواطنة، بل كان عليه أن يخوض نضالا مريرا من أجل حقه في البقاء والتطور الكريم فوق أرضه، في وجه حكومة عملت مباشرة بعد قيام الدولة على سلب الأراضي العربية والسيطرة عليها. وبعد مرور عقدين من الزمن على مجزرة كفر قاسم، وفي ظل تصعيد سياسة مصادرة الأراضي العربية، نفّذت الجماهير العربية إضراب يوم الأرض الخالد، في الثلاثين من آذار 1976، الذي قادته لجنة الدفاع عن الأراضي، وبقيادة الشيوعيين، في هذه المرة أيضا.
ليصبح هذا اليوم حدا فاصلا لدى الجماهير العربية الباقية في وطنها، بين نفسية النكبة والمجزرة، ونفسية المواجهة والتصدي، التي صقلتها معركة يوم الأرض. لقد كان الإضراب القطري الإحتجاجي في يوم الأرض، تطبيقا فعليا وميدانيا لموقف الحزب الشيوعي ووجهته واستراتيجيته، والتي ما لبثت أن تحوّلت إلى الأساس الذي قام عليه الفكر السياسي والإستراتيجية السياسية للجماهير العربية في نضالها.
إن نضال الأقلية القومية العربية الفلسطينية في إسرائيل، يدمج بشكل عضوي بين المعركة على الدفاع عن أرضها، والمعركة للدفاع عن مواطنتها، بين التمسك بحقوقها المدنية والتمسك بحقوقها القومية . لقد رفض المواطنون العرب التوجه الذي تعامل مع بقائهم في وطنهم على أنه نقطة ضعفهم وتعبيرا عن "خيانة القضية" القومية. لقد تبنّت الجماهير العربية عقلية الحزب الشيوعي ووجهة نظره وتحليله، مؤكدة أن دور الأقلية القومية العربية، والنضال من أجل حقوقها القومية والمدنية، تشكل جزءا لا يتجزأ من النضال للدفاع عن الحرّيات الديمقراطية وتحقيق السلام العادل والدائم، سواء بسواء.
لقد أكّد هذا التوجه أن الجماهير العربية ليست عبئا على الديمقراطية الإسرائيلية، وإنما أحد أعمدتها الأساسية. إن موقع الجماهير العربية المدني والسياسي، وموقعها في الديمقراطية الإسرائيلية، هو المقياس الحقيقي الذي يجب أن تقاس به هذه الديمقراطية، وهو عامل أساسي في موقع الديمقراطية من المجتمع الإسرائيلي. إن كل هجمة ضد حقوق الجماهير العربية، تشكل في نهاية المطاف هجمة على الديمقراطية الإسرائيلية، وكل إنجاز في معركة مساواتها يشكل تدعيما للديمقراطية.
إن الإستنتاج النابع عن هذه الرؤية المبدئية والواقعية، يفترض أن القضايا الوجودية الأساس للجماهير العربية، يمكن أن تجد حلها من خلال النجاح في المعركة على تطوير الديمقراطية في إسرائيل وتعميقها، وتوسيع حقوق الإنسان والمواطن ودفع مسألة المساواة قدما. الا ان اسرائيل لا تستطيع ان تصبح ديموقراطية حقيقية من دون التخلي عن سياسة التمييز ومن دون حل هذه القضايا الاساس .
وعلى ذلك، فإن للجماهير العربية مصلحة بنيوية وعضوية عميقة في تعزيز الديمقراطية، وتساهم هذه الجماهير في الوصول إلى ذلك، من خلال النضال ضد التمييز تجاهها، وضد كل تمييز، وضد اضطهادها، وضد كل اضطهاد. إن التغيير العميق القادر على تحقيق المساواة الكاملة في الحقوق، القومية والمدنية، لن يتم بدون الجماهير العربية، أو في مواجهتها، ولكنه لن يتم أيضا عن طريق الجماهير العربية وحدها.
ومن هنا، فإن النضال الديمقراطي اليهودي-العربي المشترك، وضع في الجانب الواحد من المتراس، كل أولئك الذين لهم مصلحة في العدالة الإجتماعية والقومية، يهودا وعربا، وفي الجانب الآخر منه، كل أولئك الذين لهم مصلحة في الإحتفاظ بالنظام الإجتماعي القائم، والذي يوفر الظروف لتعميق الإستغلال الطبقي والقومي.
إن طريق الأقلية القومية العربية الفلسطينية في إسرائيل، كان طريقا شاقا وقاسيا ومثيرا، من مجزرة كفر قاسم وحتى يوم الأرض وإلى أحداث أكتوبر 2000. ولكنها في نضالها المرير المتواصل، ضد الملاحقات والتمييز والقمع، وضد يد رجال الأمن السريعة على الزناد، وضد سياسة سلب الأراضي وهدم البيوت، وضد الظلم المتواصل في ميزانيات الدولة، نجحت أن تتبلور على شكل أقلية قومية واعية. ففي العام 1956، كان بمقدور الحكم العسكري ان يستغل ضعف الفلاحين والعمال الكادحين والنساء والأطفال في كفر قاسم، وينفّذ مجزرته بهم وهم يطلبون الرحمة منا الجزار.
أما في يوم الارض وفي المعارك التي جرت منذ مجزرة كفر قاسم، فقد اضطرت السلطات أن تتعامل مع أقلية قومية، قامتها منتصبة وهامتها مرفوعة، تناضل دفاعا عن حقوقها المدنية والقومية، وعن حقها في أرضها، وعن موقعها في الديمقراطية الإسرائيلية، وعن حقها في إحداث التغيير التقدمي، بالتعاون مع القوى الديمقراطية اليهودية.

* في مواجهة التهديدات الفاشية بالترانسفير، تتحوّل أم الفحم إلى أم الجمر!
نصف قرن مرّ منذ المجزرة في كفر قاسم، إلا أن ظلالها لا زالت تخيم فوقنا وترافقنا، كجماهير عربية والمجتمع الاسرائيلي لن يستطيع طيها.
فالعقلية ووجهة النظر التي وجّهت منفذي المذبحة في كفر قاسم، وعقلية قياداتهم، وعقلية السياسيين الذين أعطوا التوجيهات وتستروا على مرتكبي المجزرة، هذه العقلية لم تختف عن المشهد الإجتماعي والسياسي الإسرائيلي. أحزاب وتنظيمات يمينية، تعتنق فكرا عنصريا وكهانيا، تتمثّل اليوم في الكنيست. أصحاب نظريات مدمّرة كهذه، يشغلون مواقع متنفذه في الحكم، على فروعه المتعددة. إن أفيغدور ليبرمان، الذي ينادي على المكشوف بطرد الجماهير العربية، يعتبر في أعين أجزاء كبيرة في المؤسسة الإسرائيلية شريكا شرعيا في ائتلاف حكومي، حتى أن الوزير "العمالي" هرتسوغ، ذهب إلى أن: "رفض حزب العمل دخول ليبرمان إلى الإئتلاف، يحتاج إلى مبرر مقنع، لكن مثل هذا المبرر غير متوفر، لطرحه أمام الجمهور".
ونحن نسجل أن هناك في داخل حزب العمل من يقترح إلغاء مواطنة أهل أم الفحم، ونقلهم إلى السلطة الفلسطينية في تماه مع مشروع ليبرمان العنصري. ان ضم هذا الفاشي الاستراتيجي الى الحكومة ليس نابعا عن اقتراب ليبرمان من الحكومة بل من اقتراب حكومة اولمرت بيرتس من ليبرمان.
إن خطر التدهور الفاشي، أصبح خطرا ملموسا وواقعيا في العديد من المجالات. فإضافة إلى التمييز الحكومي الرسمي المتواصل، وإضافة إلى عنف الشرطة والترويج للترانسفير، فإن الإقتراحات الخطيرة لتغيير نظام الحكم السياسي، وتغيير طريقة الإنتخابات، وتحويلها من انتخابات نسبية إلى انتخابات منطقية، ورفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست، والتضييق الإضافي على حق الأحزاب، وحق العاملين في التنظيم النقابي، والقضاء على الحقوق الإجتماعية، كل هذه تشكل تهديدا مباشرا بتصفية ما تبقى من الديمقراطية الرسمية في إسرائيل، بحثا عن الرجل القوي الذي يرفض ان تعرقل الدمقراطية مشروعه وبرامجه، فيزيلها من دربه.
في مواجهة هذه الأخطار الملموسة المحدقة، يتحتّم على دعاة الديمقراطية العرب واليهود، أن يؤسسوا لنضال مشترك، ضد خطر الفاشية، لاجتثاث العنصرية، والتصدي لكل برامج التهجير، وسلب المواطنة المشروعة، ومن أجل المساواة الكاملة في الحقوق القومية والمدنية. لقد دعوت في الماضي وأدعو الآن إلى أن يبدأ هذا التحرك من أم الفحم- مدينة مواجهات الروحة عام 1998، مدينة مواجهات أكتوبر 2000، والمدينة التي يتطاول عليها الفاشيون ويهددونها بالترانسفير. ولنطلق على هذا التحرّك لمواجهة الفاشية المتطاولة "تحرّك أم الفحم" – تحرّكا يهوديا-عربيا للدفاع عن الديمقراطية والبقاء والمساواة، ولتصبح هذه المبادرة خطوة متميزة، تكرّم بها ذكرى تسعة وأربعين ضحية، سقطوا في مجزرة كفر قاسم الرهيبة.

فنحن أهل هذا الوطن،
ولا وطن لنا سواه.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة النووية الكورية الشمالية: بين نظرية الأمن الأمريكية ...
- لا بشائر حقيقية دون وقف العدوان - لإطلاق سراح الشعب الفلسطين ...
- انطلقوا.. نخترق واياكم جدران الفصل العرقي
- الإنتخابات لم تخرج إسرائيل من الأزمة السياسية والإجتماعية-ال ...
- عرب 30 اذار 1976 تغيّرنا فانجزنا يوم الارض وعندما انجزنا يوم ...
- السياسة الإسرائيلية مصابة بانفلونزا الطيور ان لم تحاصرها حاص ...
- المعركة الانتخابية فرصتنا لابراز تميز بنيتنا اليهودية-العربي ...
- ذاهبون لننجز - دَعَوْنا تاريخيا لوحدة الصف الكفاحية في تميزه ...
- التغيير في رئاسة حزب -العمل- فرصة لتوسيع تأثير الحزب الشيوع ...
- على معسكر السلام أن يتحرك! إستراتيجية الحزب إزاء تعمق الأزمة ...
- ألمطران ريا – كان رجل دين ورجل وطن، لا يكتمل الاول الا بالآخ ...
- ألطيبة: حالة مريضة نحن نوفر لها طبيبا ماهرا!
- -أم النور- – أيّ من ألقابها هو اسمها الحركي؟
- تسونامي الفساد لا سقوط بعد الحضيض!
- حكومة شارون – لا تزال العقبة امام الحل السياسي!
- أجوبة مركبة لواقع مركب وصعب
- الذين يسكتونني اليوم سوف يسكتون الديمقراطية ويسقطونها غدا!
- بين ميزانية نتنياهو وكهف افلاطون!
- خطة شارون وأليس في بلاد العجائب! لماذا نرفض خطة شارون المعرو ...
- بيت جن


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام مخول - من مجزرة كفر قاسم إلى -تحرك أم الفحم-! دور الحزب الشيوعي في صقل جدلية الوطن والمواطنة!