أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام مخول - ألمطران ريا – كان رجل دين ورجل وطن، لا يكتمل الاول الا بالآخر














المزيد.....

ألمطران ريا – كان رجل دين ورجل وطن، لا يكتمل الاول الا بالآخر


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 1267 - 2005 / 7 / 26 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا الحفل التأبيني المهيب للمطران يوسف ريا – ليس للذكرى فقط، وانما هو قبل كل شيء التزام بقضية، واعلان لوصية كفاحية مشرفة. ليس فقط لفتة نحو ماضي انسان كبير ترك بصماته في هذا الوطن الشائك، بل هو نداء وصرخة للمستقبل.. نداء للمهجرين في اقرث وبرعم وفي كل القرى المهجرة، ونداء لرجال الدين، الذين يريدون ان يتركوا بصماتهم بحق.. في زمن الاقتلاع، والدمغرافيا، والفصل العنصري.. واذا كان الدين لله والوطن للجميع، فان المطران ريا كان رجل دين ورجل وطن لا يكتمل الاول الا بالآخر.
قدم المطران يوسف ريا الى البلاد، في لحظة انعطاف وزخم نضالي في حياة الاقلية القومية العربية في اسرائيل، واحضر معه نموذجا جديدا لرجل الدين، ولقائد ابرشية الجليل، نموذجا قادما من ساحات مارتن لوثر كينج والمعركة التي قادها انتصارا لانسانية الانسان، وانتصارا على غول العنصرية والعنصريين في معقل العقلية العرقية البيضاء، في الولايات المتحدة الامريكية.
ان الإله الذي آمن به يوسف ريا وحمله في قلبه، وفي ذهنه، وفكره ووجدانه، كان على شاكلته ومثاله – إلها متواضعا، مستقيما، صادقا، متنازلا عن عليائه، مناضلا مع الناس، لا بديلا عنهم، ملتصقا بهمومهم، يحملها معهم وليس عنهم، يهتز للظلم ولمعاناة المقهورين، ويهز اصبعه بشجاعة في وجه الظالم. لقد رفض يوسف ريا – ان يكون الله الذي يؤمن به شماعة يعلق عليها الناس همومهم، وقضاياهم، وكسلهم واتكاليتهم، وجعل منه إلها مستنفرا، وداعية للكفاح والدفاع عن الحق وعن الكرامة وعن العزة، من اجل انسانيتهم.
قال المطران البرازيلي دون كامارا:
عندما كنت اقدم الطعام للفقراء، قالوا عني قديسا، وعندما صرت اسأل لماذا لا يملك الفقراء الطعام، قالو عني شيوعيا، وان شئتم قالوا عني ثوريا، والمطران ريا، عرف وتجرأ على ان يسأل السؤال الصحيح- لماذا لا يملك الاقارثة ارضا وبلدة، وقطعة من وطن.. فتردد صدى سؤاله الثوري، والانساني، من اقصى البلاد الى اقصاها، والتفت الجماهير من حول سؤاله البارع، لتجعل منه معركة وطنية ودمقراطية رائعة ، يشارك فيها العرب الوطنيون، واليهود الدمقراطيون المتدينون وغير المتدينين، المسلمون والدروز والمسيحيون.
يوسف ريا اهتز لاقرث وبرعم وللحق المسلوب، فهزنا رحيله، التصق بهموم الناس، فليس غريبا ان نفرد له مكانا خاصا متميزا في ذاكرتنا ووجداننا.

(ملاحظة: القيت في الحفل التأبيني لذكرى المطران الراحل يوسف ريا الذي اقيم في كنيسة اقرث المهجرة امس الاول السبت 23/7/2005).



#عصام_مخول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألطيبة: حالة مريضة نحن نوفر لها طبيبا ماهرا!
- -أم النور- – أيّ من ألقابها هو اسمها الحركي؟
- تسونامي الفساد لا سقوط بعد الحضيض!
- حكومة شارون – لا تزال العقبة امام الحل السياسي!
- أجوبة مركبة لواقع مركب وصعب
- الذين يسكتونني اليوم سوف يسكتون الديمقراطية ويسقطونها غدا!
- بين ميزانية نتنياهو وكهف افلاطون!
- خطة شارون وأليس في بلاد العجائب! لماذا نرفض خطة شارون المعرو ...
- بيت جن
- هناك تحالف بين الجبهة وبين النضال البيئي
- الاتحاد)) يوميات شعب وأمل يتجدّد نحمل ((الاتحاد)) راية مشرقة ...
- 2003 عام مناهضي الحرب والقطب البديل
- الحرب لصالح المستوطنات- والطريق لسلام اسرائيلي- فلسطيني


المزيد.....




- تعايش سلمي: اليهود والمسلمون في البوسنة والهرسك
- ترامب يهدد نيجيريا عسكرياً بذريعة حماية المسيحيين
- ترامب يطلب من الجيش الاستعداد لـ -تحرك- ضد مسلحين إسلاميين ف ...
- بعد 10 أشهر على اعتقاله.. دعوات للتحقيق في دور لبنان بتسليم ...
- وعد بإقامة وطن لليهود.. كيف غيّر بلفور وجه الشرق الأوسط؟
- السودان.. -الإخوان- يواجهون زخم السلام بتحشيد جديد للحرب
- غارديان: جماعات إسلامية تقترب من باماكو فهل تنجح في تحويل ما ...
- لماذا ينقلب مسيحيو أميركا ضد إسرائيل؟
- ترامب يهدد بإرسال قوات أمريكية إلى نيجيريا بسبب -قتل المسيحي ...
- ترامب يهدد نيجيريا بعمل عسكري بعد اتهامها بالتقاعس عن حماية ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام مخول - ألمطران ريا – كان رجل دين ورجل وطن، لا يكتمل الاول الا بالآخر