أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وعد العسكري - سرداب أنثى !














المزيد.....

سرداب أنثى !


وعد العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


سأعود إلى زنزانتي وأوصد الأبواب سأتخلى عن أنوثتي وأكون رجل بجسد إنثى وأنتظر الزمن ليخط بأنامله القاسية ليمسخ جسدي إلى جسد رجل ! دعني ولا تقترب من أنوثتي ! أتركني معذبة ومكبوتة ..!
كلام مليء بالحزن والأسى من فتاة ملكت ما تملك من الثقافة والجمال وكادت تكون كثقافة السيف المعتدل .. مشكلتها أنها بقت حبيسة الماضي حبيسة مشاعر غير متكافئة .. هكذا عرفني القلم هكذا عرفتني ذكورتي أبحث في صفحات الماضي المطوية وبين أدراج مكاتب الأنفس الحزينة لأدخل مقتحما في عالم النساء لأحرر ما أستطيع تحريره من بقايا أنثوية دفنت تحت أنقاض نظرات المجتمع المتخلفة أحياناً والقاسية في معظم الأحيان !
قد توصلت مع حبيسة السرداب إلى وجهة نظر مؤلمة تتجسد بعنف المجتمع الذكوري خصوصاً إلى المرأة ذاك المجتمع الذي وأد الأنثى قبل ألفين أو أكثر من السنين وعاد إلى وأدها في زمننا الحاضر لا بتراب صحراء قاحلة لكن بتراب الجهل والتخلف القابع في نفوس عشعش فيها الظلم جينياً وتوارثوها من آبآئهم وأجدادهم ، ومنحوا لأنفسهم حق دفن النساء تحت عباءة الدين وعباءة العشيرة دائماً !!
فكثير جداً ما نسمع من كلمات موروثة ككلمة (عيب) و (حرام) آه لو يعلم من يتفوه بتلك الكلمات مدى قسوته على الأنثى الشرقية والعربية خصوصاً .. تلك المرأة المظلومة منذ القدم والمكبوتة منذ فجر التاريخ .. إنها قد غيبت عن عالم تتسارع فيه الأحداث ليمنح كل فرد منا للعالم إبداعه وفكره ولننهض بالبشرية جمعاء إلى دولة تكاد تكون إفلاطونية وفاضلة لو شاء كل واحد منا أن يمارس دوره ويعطي رأيه بكل حرية !
أخي القاريء الكريم عزيزتي القارئة الكريمة لا تسمحوا لأنفسكم بتغييب الآخر تحت وطئة العادات والتقاليد وإجحاف حقوق بعضكم على الآخر .. إعطوا الناس الحرية في التعبير الحرية في الحياة جردوا أنفسكم من عادات قبلية ورثتموها عن أسلافكم وتقاليد دينية غيبت نصف المجتمع والمتمثل بالمرأة .. من الظلم أن نكبت مشاعرنا خوفاً من المجتمع ومن الظلم أيضاً أن نتهم بعضنا بالإلحاد أو الخروج عن القيم التربوية والدينية الغير مبررة في أحيانٍ كثيرة !
ما أريد أن أوصله لأخوتي العرب رجالاً ونساء فلنعش في مجتمعاتنا متحابين فيما بيننا ونترك حرية التعبير والتصرف بعيدة عن تدخلنا الأعمى .. كم من النساء قتلت بإسم غسل العار ! كم النساء ذبحت بإسم الدين ! ألا يكفينا الدماء التي سالت عبر التاريخ ! ألم ترتوي أنفس الجهلاء والمتخلفين لحد الآن .. كفاكم ظلماً للنساء كفاكم إجراما بحقهن فهن لا يستحقن كل هذا الظلم منا !
لا أدعي النبوة ولا الأخلاق الفاضلة ولا التدين بل أرتدي ثياب الإنسانية تلك التي تبعد الدين والعادات والتقاليد عن التدخل في حياة الآخر رجلاً كان أو إمرأة !!
أقول لكل عربي ينتهج العنف ضد المرأة مستخدماً العادات القبلية البالية ويستخدم فتاوى الدين التي ما أنزل الله بها من سلطان ليذبح المرأة بسكين صدئة بدماء البريئات من النساء .. أقول له كفاك توحشاً وظلماً .. كفاك سطوة ولا تجعل من نفسك حيوان مفترس تكشر عن أنيابك القذرة لتلتهم أنوثة المرأة وكيانها ... ففي زمان الأولين قدست المرأة وكانت آلهة وكانت ملكة وانت كنت عبداً لها .. تذكر أنك كنت عبدا لأنثى فلا تعلو على كيانها .
مابالنا ونحن نقسوا على النساء ماذا نعتقد نحن فاعلين .. أقول لك إن انتهاج العنف الاجتماعي ضد المرأة سيولد لنا نساء قابعات في سراديب الجهل والتخلف وسنوقف عجلة التقدم والازدهار في مجتمع هو بأمس الحاجة لطاقات نسوية مبدعة ترفد مفاصل الحياة وتعززها بإبداعها الخلاق !
وختاما لكم مني الشكر والعرفان بالجميل على سماعكم لرأينا الذي نحاول به أن نكون منصفين لحق المرأة في الحياة .



#وعد_العسكري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراء
- حقوق المرأة في الدساتير العراقية المتعاقبة (1925 - 2005)
- يامن سئمتم هديل صوتنا
- المرأة في الشعر البدوي الأموي
- الغراب الخبيث
- الدرفش
- تعلم اللغات الأجنبية
- المدرس والتفكير النقدي
- خيانة إمرأة
- المرأة وعولمة الضياع
- أين أنتي ياملكتي ؟!
- دور المرأة العراقية في أواخر العهد العثماني
- وراء كل مجنون امرأة
- يا هادي الرشد
- يا واعق الدمع
- ملائكية الدمع
- دور الجامعة في المجتمع
- إمرأة ولكن
- حب سياسي
- أنادي


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وعد العسكري - سرداب أنثى !