شعب كوسفو يستحق ان يصبح اوربيا - بينما شعب تركيا لا يستحق !!

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 11:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

لا نريد ان نتحدث هنا كثيرا عن تركيا الطورانية لان تاريخها الدموي معروف للجميع بما اقترفته دولة الخلافة الاسلامية العثمانية من مجازر بحق الدول والشعوب لاكثر من 600 عاما من الهيمنة والاستعمار الفاشي العنصري القومي الديني .
الشعوب العربية خاصة اضافة الى شعوب اخرى قد عانت ما عانت من سياسة التتريك والعبودية والتخلف لاكثر من ستة قرون من الزمن .
العديد من المجازر ارتكبت بحق الشعوب العربية التي كانت تحت السيطرة العثمانية . كذلك معاناة الاكراد والاشوريين والارمن . من اهم تلك المحارق والمجازر كانت مجزرة الارمن التي ذهب فيها من قتلى لحوالي مليون ونصف المليون انسان ! .

الى هذا اليوم الشعب التركي القومي الطوراني المتعصب مع حكومته الاسلامية لا يريدون الاعتراف بحقوق شعب يعيش على نفس الارض منذ الاف السنين الا وهو الشعب الكردي والذي يزيد عددهم عن 16 مليون مواطن كردي له الحق الكامل في العيش والحقوق والمواطنه في اسيا الصغرى - تركيا وعلى ارض كردستان .
اعتقد ان اوربا سوف ترتكب اكبر خطا وكارثة اذا قبلت بدخول تركيا الى الاتحاد الاوربي ! . هذا الشعب يختلف كثيرا عن باقي الشعوب الاخرى لانه يتميز بنزعة قومية عنصرية دينية . وهذا ما لا يتماشى وسياسة الدول الاوربية العلمانية المنفتحة والمتحررة من العقد والموروثات القديمة .

اوربا بلد الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية والعلمانية وفصل الدين عن السياسة والدولة وبعيدا عن الحلال والحرام في الماكل والمشرب واللباس ! .
ولهذه الاسباب وغيرها لا يقبل على الاطلاق بشعب اخر يقيده بتلك العاداة والتقاليد الاجتماعية والحضارية والفرائض الدينية كالحجاب والحلال والحرام اضافة ان الشعب التركي مليئ بالحقد والكراهية للغير انطلاقا من العقائد والماضي الاسود من الحروب والقتال في الغرب والشرق .

اما كوسفو - بالرغم من انها دولة من المسلمين لاكثر من 90% من السكان الا انها تستطيع العيش والاندماج مع المجتمعات الغربية - الاوربية . لان هناك فارق وفرق شاسع وكبير ما بين شعب كوسفو وشعب تركيا !
نحن نؤيد انضمام كوسفو الى الاتحاد الاوربي وبقوة وان تكون وتصبح دولة مستقلة اضافة الى البانيا كذلك . بينما لا نؤيد وندعم حتى الشطر التركي من قبرص الى الانضمام الى النادي الاوربي لنفس الاسباب التي ذكرناها عن الشعب التركي .

اعلان برلمان بريشتينا لاستقلال كوسفو يوم الاحد 17 / 2 / 2008 كانت خطوة جريئة وممتازة لحق تقرير مصير الشعوب والقوميات . كما ان دعوة البعثة الاوربية للمجيئ والقدوم الى كوسفو ودعوة حلف شمال الاطلسي - الناتو - للبقاء في البلاد هي خطوة اخرى للتضامن مع هذا الحدث . وكما ان دعوة صربيا بسحب سفرائها وقطع علاقاتها مع الدول التي تؤيد او سوف تعترف باستقلال كوسفو .. ما هي الا سياسة متغطرسة وعنصرية لنظام ما هو الا امتداد للنظام الدكتاتوري - القومي الصربي العنصري السابق ! .

ان معارضة بعض الدول من بينها اسبانيا ورومانيا وقبرص وغيرها يدخل من باب نزعة الخوف ويعتبرونه سابقة لحركات انفصالية في اوربا وفي مناطق اخرى مثل جمهوريات الاتحاد السوفيتي الدكتاتوري السابق وفي دول اخرى من العالم ! .
ان الدولة الوليدة عانت من مخاض عسير وصراعات مريرة وصلت الى حد ارتكاب مجازر ضد شعب البان كوسفو !! . الوليد مبارك من اهم دول في العالم وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول عديدة من الاتحاد الاوربي .
الدكتاتور الراحل الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش القومي المتطرف حيث قال عام 1987 عن كوسفو - ان اسلاف الصرب سيدنسون - اذا كان هناك تقرير مصير لالبان كوسفو الذي كان حلمه تحويل يوغسلافيا السابقة الى / صربو سلافيا / لان مثل هذه الافكار والمصطلحات لا تاتي الا من المجانين والمعتوهين مثل القذافي الذي يريد تحويل فلسطين واسرائيل الى دولة - اسراطين - !! .

البان كوسفو يشكلون بحدود 90 % من سكان الاقليم البالغ عددهم 2 مليون و 100000 نسمة . ومساحة تقدر بحوالي 10800 كم مربع .
فكيف يريد الدكتاتور تحويلهم الى الصرب اليوغسلاف ! .
قرار الامم المتحدة رقم 1244 الصادر في عام 1999 كان الخطوة الاولى للاستقلال حينما وضع الاقليم تحت الاشراف الاممي ومنحها صلاحيات الحكم الذاتي .
لان التسوية باتت مستحيلة مع نظام صربيا السابق والحالي .
اخيرا ادعو جميع حركات التحرر للشعوب المهددة ان تتحرر وتثبت جدارتها واداءها للفرص المتاحة وان تاخذ استقلالها في جميع دول العالم بدون استثناء في الغرب والشرق وفي الدول العربية للتخلص من انظمة القمع والارهاب والدكتاتوريات .

#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل