مصر البركان الثائر

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مصر الآن أشبه ببركان يحاول العودة من خموله الذي طال زماناً كثيراً، ولكن مع ثورة كل بركان هناك حممه التي يقذفها، والسؤال مَن سيقود ثورة هذا البركان؟ هل ستكون ثورة خضراء يقودها الإسلاميين بما أنهم القوي في مصر الآن، أم سيقودها النخبة المثقفة والتي اختفت معالمهم ولم يعد لهم تأثير في الواقع المصري الآن؟!! وفي مجريات الأحداث بعد أن باع معظمهم مبادئه أمام التيار الديني أو أمام رأس المال القادم بقوة والتي ساعدته سياسة الحزب الحاكم الحالية والتي تخدم مصالح رجال الأعمال حتى أنها زادت من نفوذه وسطوته في رجوع خطير لنظام الإقطاع، في مصر أم سيقوم بها الغلابة والشعب المطحون والذي فاض به الكيل وأصبح لا يتحمل هذا الوضع المأساوي؟!! في خلال العامين الماضيين زادت نسبة الاحتجاجات في كل المجالات وبخاصة بين العُمّال وهذا عقب تردي الأوضاع مع زيادة غير مسبوقة طالت الاحتياجات المعيشية مع الثبات الواضح في نسبة الأجور مع ارتفاع كبير في عدد تصفيات الكثير من الشركات مما ترتب عليه زيادة أيضاً ملحوظة -إن لم تكن بدرجة عالية- في نسبة البطالة والتي أيضاً لا تحتاج إلى زيادة لأن عدد الخريجين من الشباب كل عام كفيل أن يضعنا في مصاف الدول المنتجة للعاطلين،،، وهذه الأسباب كلها أيضاً لها تأثيرها الواضح في زيادة نسبة الجريمة في مصر ومعدلاتها العالمية وبخاصة جرائم الاغتصاب التي انتشرت بطريقة مرعبة في مصر والتي تنتج لنا آلاف من أطفال الشوارع والمشردين، والذين أيضاً هم نتاج مخلفات مجتمع ونظام فلت الزمام من بين يديه وأصابته الشيخوخة المزمنة، وأمام هذا الوضع السيئ كيف تسير الأمور حتى إن قامت ثورة البركان تُرىَ ماذا ستنتج لنا؟ فوضى تعم البلاد أم ستنتج نظام قادر على قيادة البلاد؟!! وأن يعبر بها من هذه المحنة الخطيرة؟!!

الأمر حقيقة غير مفهوم في مصر حينما يعلن وزير الزراعة السابق أن عرقلة سُبل التنمية في مصر هو لأسباب سياسية وذلك بعد أن صرح بأنه وضع خطة لزيادة إنتاج القمح في مصر حتى يكون هناك اكتفاء ذاتي ولا يكون هناك داعي لاستيراد القمح من الخارج، وقال الوزير أن هناك أيدي خفية عرقلة إتمام المشروع،، ونستنتج من هذا أن النظام يؤمن أن أحكام القيادة في مصر هو بتجويع هذا الشعب وأن يكون جوفه خالياً حتى يستطيع السيطرة والأمر هنا أيضا لا يحتاج إلى شرح لأنهم يفكرون مادام الشعب جائع فهو في حالة بحث عن ما يغذي جوفه الخالي إما أن يشبع فهذا يجعله يفكر في الأمور السياسية والإصلاحات وهذا ما لا يريده رجال مبارك وهذه هي سياسته منذ أن تولىَ الحُكم فهذا نظام ملكي استبدادي أسوأ من الحُكم نظام قادر على خلق تحرشات بين فئات الشعب بكل مذاهبه وانتماءاته الدينية حتى يستطيع أحكام السيطرة وتأمين نفسه بفرض قانون مثل قانون الطوارئ حتى يكون هناك مبرر لفتح معتقلاته لكل مَن يحاول الثرثرة بالكلام على النظام أو الإشارة إليه أنه متقاعس في خدمة مصر وإذلالها وأنه السبب في كل المصائب التي تصيب هذه البلد بكل نوع وبأي طريقة.

وطني أخشى عليك من المستقبل القادم وأخشى من بركانك الثائر ومن حِممه التي سيقذفها، أخشى عليك من أعدائك المدعوون أبنائك، أخشى عليك من أعدائك الظاهرين والخفيين، وطني كل ما أملكه هو أن أدعو لك بالخير والسلام، وأن تعبر محنتك، وأن تعرف خيرك وخير أبنائك دون أن يكون هناك خسائر بأي نوع إمضاء مواطن من داخل البركان.

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل