عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 08:00
المحور:
كتابات ساخرة
حمل بداية هذا العام ضباب كثيف وبخاصة علينا نحن الأقباط في بداياته، كانت معركة الدستور والمادة الثانية وما تحمله من عنصرية واستفزاز وتنكر لكلمة مواطنة بكل المقاييس، ثم كانت هوجة ماكس ميشيل ورياحه الفاسدة وتبني الإعلام له بطريقة أيضاً مستفزة وكانت موضع تساؤل من الجميع عن هذا الماكس الذي أدى الحديث عنه إلى درجة الإدمان بالنسبة لوسائل الإعلام، أما عن الوضع الطبيعي الذي يسير بنا من عام إلى عام هو الاعتدائات المستمرة على الأقباط وعلى ممتلكاتهم وكنائسهم، ومسلسل خطف الفتيات الذي يبدو أنه لن يكون له نهاية مع تفاقم وتيرة التعصب والتمييز الديني في مصر الذي وصل إلى أعلى معدلاته في العقود الأخيرة، وخاصة بعد بعثات المدرسين والعمال إلى دول الخليج بعد أن عادوا حاملين الفكر الوهابي المتطرف الذي ينظر إلى القبطي على أنه فريسة التهامهُ هو خدمة لدينه تُحسب له في ميزان حسناته.
مع هذه الغيوم الملبدة بدأنا هذا العام في وسط هذه الأجواء التي دائما يكون النظر إليها بطريقة سلبية، ومع حالة اللا مبالاة والسلبية التي يعاني منها الأقباط، وتقاعسهم عن المطالبة بحقوقهم، وذلك بسبب حالة فقدان الثقة المفرطة سواء في الدولة أو حتى في المجتمع ككل. أمام كل هذه الأجواء والعناصر بدأ عام 2007 ولكن على غير، المتوقع وبرغم أن هناك عوائق كبيرة في طريق أي إيجابية يمكن أن تحسب للنظام انفرجت أسارير هذا العام وضحك لنا في آخر أيامه، وأرسل لنا سانتا كلوز بهداياه الثمينة، وأول هداياه هو انتهاء موضة الماكس بعد أن قال القضاء كلمة الحق وقرر أن يرفع هذا الماكس من السوق لما يسببه من فساد للعقول وبلبلة للعامة، وثاني هداياه هي الإفراج عن أعضاء منظمة مسيحيي الشرق الأوسط بعد بطلان كل التهم الباطلة التي تم توجيهها إليهم، وثالث هداياه هي تحرك الدولة نحو ما حدث للأقباط في مدينة إسنا وقرر الإنعام عليهم بصرف تعويضات لهم عن ما حدث لهم عقب هجوم البربر عليهم، وإحداث أضرار مالية بالغة، كما شهد نهاية هذا العام تحرك قبطي يبشر بالخير من ناحية أقباط المهجر وحتى الداخل، لتشهد مصر مولد الطريق الثالث للمطالبة بحقوق المصريين، ولن أقول الأقباط فقط دون تمييز وباستقلاليه عن أي جهة أو هيئة.
أمام هذه الأحداث نقترب من إسدال الستار عن هذا العام ونحن كلنا أمل أن يحذو العام القادم حذو نهاية العام المنصرم، وأن يعم السلام والحب الجميع في الداخل والخارج، شاكراً كل من قدم تعب من أجل أن يعم مصر الأمن والاستقرار، وأن يكون هناك نظرة إيجابية لكل انتهاكات حقوق أي مواطن يحمل الجنسية المصرية.
وكل عام والجميع بخير
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟