أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الإله بوحمالة - أبا الخيزران.. هاهم يطرقون الجدران فعلا (!)














المزيد.....

أبا الخيزران.. هاهم يطرقون الجدران فعلا (!)


عبد الإله بوحمالة

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 02:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد يبدو لمن يحزنه الواقع المتردي للقضية الفلسطينية أن هذه الأخيرة تراجعت عن إنتاج طاقة الصمود والمجابهة والرفض، وأن مخزونها من هذه الطاقة مال إلى الخفوت بفعل الفرقة والشنآن الداخلي بين الفصائل والزعماء. لكن نظرة ممعنة متأنية متفائلة في الواقع اليومي تثبت عكس ذلك تماما، فلازالت هناك كثير من الأشياء الأصيلة تفعل فعلها في الناس البسطاء، أولئك الذين يكتوون بنار العنف اليومي الذي يغرقهم فيه رصاص الاحتلال ودباباته وجرافاته، ولازال التشبث المستميت بالأرض يغذي أوردة المقاومة والكفاح رغم قوى الغزو والتقسيم.. ورغم طوابير الهرولة والاستسلام.. ورغم موجة التخذير والتمييع السياسي والإعلامي الكاسح.
صحيح أن بعض أسباب هذا النضوب والتراجع الملحوظ موجودة ومرتبطة بكثير من العيوب الكامنة في أصحاب القضية وفي من اختاروا أن يكونوا إلى جانبهم في خندقهم المرير.. وصحيح أيضا أن بعضها الآخر موجود في ثقافة الإنسان الفلسطيني، كفلسطيني وعربي، وفي ثقافة الإنسان العربي، كمسلم أو مسيحي، يمنتمي لعالم ثالث متخلف مستكين لجهله واستضعافه يميل إلى الكسل والخنوع والدسائس والمؤامرات..
لكن الصورة لها ألوانها الأخرى ولها ظلالها الجانبية وبالتالي لها قراءتها المختلفة، فالسبب الأساسي، على العموم، يبقى دائما هو العدو، المعلن الصريح أو المستتر الخفي، الذي لم يتوقف يوما عن محاولات بسط هيمنته السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية على المنطقة، ولم يتخل لحظة عن محاولة ترجمة هذه الهيمنة إلى إخضاع للإمكانات الجغرافية والثروات الطبيعية والبشرية التي تتوفر عليها وتعريضها للسلب والنهب والاستنزاف.
وفي تقديري أن ليس هناك في التاريخ الحديث للأمم أمة تعرضت لمثل ما يتعرض له العرب والمسلمون حاليا ومنذ قرن وأكثر، من تنكيل وتدمير وأطماع. ولو أردنا سرد ندوب هذا النهش المتواصل واستعراض أمثلته لوجدنا تحت كل بقعة أرض مسربا يؤدي إلى مخطط استعماري ولألفينا تحت كل طوبة تراب شُقا ينتهي إلى حلم توسعي، لكن يكفينا للتمثيل على ذلك هذه المؤامرة المحبوكة التي كان من نتائجها زرع كيان ناتئ عنوة في قلب الوطن العربي ومركز نبضه ليشتغل في الجسد بالإدماء والتنزيف والإيلام وليبث من خلاله الوهن والعلل إلى باقي الأطراف فقط بالاستناد إلى أساطير ومستحاثات منخورة غابرة في القدم.
إن استمرار القضية الفلسطينية على قيد نبضها الشعبي الخافق ودمها الطفولي البريء، هو الدليل الأكيد على أنها قضية عسيرة على الطمس عصية على التزوير والمساومة، وأنها قضية شعب يملك مخزونا ذاتيا من المناعة يستلهم منه مع مرور الوقت واشتداد الكرب كل أسباب القدرة المتجددة على النهوض ولملمة الجروح وكل أسباب السخاء في إنتاج قيم وأساليب البقاء.. بل وإبداع فنون غير مسبوقة في حب البقاء ومقارعة الانهيار.
قضية من هذا النوع، بهذا التاريخ الملحمي الحافل.. وبهذا العنفوان الفياض وهذه الولادات المتجددة.. وعلى الخصوص، بهذا المعدن النفيس من الأطفال الرجال.. لن يخشى عليها مهما اشتدت المحن والخطوب والمؤامرات الخارجية إلا من طينة واحدة ووحيدة لاغير..
هي طينة "أبناء" القضية (!) من أصناف "أبي الخيزران"،
قائد تلك الشاحنة/ الصهريج/ القضية في رواية "رجال في الشمس" للراحل غسان كنفاني، الذي بعد أن جر الأبطال للهلاك في مغامرة للحل الفردي والهروب الجبان جردهم من ممتلكاتهم البسيطة ورماهم في الصحراء بكل وقاحة ثم رمى المسؤولية عليهم متباكيا: لماذا لم يطرقوا الجدران؟ ـ لماذا لم يطرقوا الجدران؟.



#عبد_الإله_بوحمالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرح العنوسة.. الطوق والأسئلة
- اللغة والمعنى.. القوالب التي تحكمنا
- القضية تهمنا أيضا
- الجار والمجرور والنكرة والمعرفة: درس في قواعد الاستوزار
- موسم الهجرة نحو الوسط
- في الحاجة إلى معارضة حزبية قوية
- ملاحظات على هامش انتخابات سبتمبر
- البذور المنتقاة لديمقراطية بوش
- الانتخابات والأمية بالمغرب: -إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب-( ...
- التعليم في المغرب: صانع السم لا يذوقه
- تعديل الدستور: نحو حكومات تحكم وتحاسَب
- السباق نحو تدبير الأزمة
- باتش وورك
- وعي العزوف السياسي
- زبانية الجنة
- الحكومة التي ننتظر
- الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية
- محاربة الفساد تبدأ من أعلى
- كَمَرَادْ عبد -العالي- الليبرالي ورفاقه
- في مواطنة الخم.. للدجاج أيضا حقوق(!).


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الإله بوحمالة - أبا الخيزران.. هاهم يطرقون الجدران فعلا (!)