أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منير شحود - بعيدا عن الواقع... ومن أجله














المزيد.....

بعيدا عن الواقع... ومن أجله


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 684 - 2003 / 12 / 16 - 07:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا أقول جديدا عندما أكرر أن حياة الإنسان هي أغلى شيء في الوجود, وأن جهد البشر يتمحور, أو يفترض أن يتمحور, حول احترام هذه الحياة كحلقة أهم في سياق احترام كل أشكال الحياة, والأرض التي تحتضنها. والاجتماعات البشرية كلها تحاول الارتقاء متعثرة بدناءة الغرائز التي جعلت لها امتدادات اخطبوتية تقنية, لعل السلاح أبرزها بما يمثله من تمادٍ للعدوانية الذكورية. وفيما يحدث ذلك فإن الانزلاق في هذا الارتقاء يتكرر مرارا.
ويمكن تشبيه الأمر بصعود تلة موحلة, يحاول كل مُرتق فيها أن يصعد على حساب الآخرين, متمسكا بهم, ولكنه لا يلبث أن يتزحلق بدوره بفعل تمسك الآخرين به. ولا يحاول من اقترب من القمة مساعدة الآخرين على الارتقاء بل, على العكس, فهو مشغول بمنعهم من بلوغها. وفي هذا الخضم الموحل ثمة من ينادي, بلا جدوى تقريبا, لتنظيم الوضع, واستبدال  الفوضى وتنافر الطاقات بالتعاون والتعاضد والإخاء.
وبموازاة ذلك كان التراث الروحي والديني للبشرية يتنامى محاولا الخروج من هذه الحلقة, ولكنه لا يلبث أن يعود دائرا في فلكها, أو ينقذ نفسه بالانفلات بعيدا عنها, فيهيم في نوستالجيا صوفيته.
وفي واقعنا الحالي لا يختلف الأمر. فنحن أسرى هذا الضياع, ومعظمنا لا يدرك أبعاده, لأن زاوية الرؤية لا تسمح بتجلي اللوحة كاملة أمامنا. أيمكن لقواعد اللعبة أن تتغير, فيحاول المستنيرون هدايتنا في الاتجاه الصحيح, أو ننير شعلة الحب والخير في نفوسنا؟. وهل بالإمكان تجاوز الطبيعة البشرية, كامتداد للغرائز الحيوانية, بهدف الارتقاء والتلاقي على تبادل المصالح وتقاسمها, منطلقين من فهم الآخر من خلال الذات؟. إن التاريخ مملوء بالمحاولات التي, رغم تعثرها, تركت في نفوسنا وعقولنا قيما ومثلا قلما نفيد منها, أو لا يتاح لنا ذلك في زحمة تنافرنا.
لا توجد حدود للمحبة والخير والرحمة, إنها قِيَمٌ معولمة قبل أن تظهر العولمة وتتأدلج. فكيف للصراعات أن تعيش بلا أفق خيِّر أو لا تنشد الارتقاء إليه؟. إننا بحاجة إلى الفلاسفة والعقلاء والحكماء وروحانيي الأديان لإصلاح ما أفسده سياسيو فعل "ساس" على جميع المستويات. والحاجة ماسة لتفعيل نصفنا الآخر ليقوم بدوره خارج مؤسسات الذكورة وداخلها. والتأزم الحضاري الحالي من الخطورة بحيث أنه يستحق تحمل مخاطر "مغامرة" التجريب هذه.
مهما كان ذلك بعيد المنال, يبقى العمل من أجله مهمة راهنة, تبدأ من أعماق نفوسنا وتتجاوزنا إلى اجتماعياتنا, ولا تقف عند حدودها. فهذه المهمة النبيلة لا حدود لمجالات تحقُّقها, وهي تعمل على مستوى الأفراد مثلما تعمل على مستوى الجماعات. 



#منير_شحود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد ذاتي وغيري
- تحية لصديق جديد
- بين ثقافة الاستشهاد و-عقيدة- الانتحار
- مثقفو وشعب... حبيبتي سوريا
- تقاسيم على وتر الخوف
- قلب تاريخي
- لبنان: ذكريات حاضرة
- بئس الخطاب القومجي: صاخب ومتعالٍ ولا إنساني
- محللون يحللون التحلل والحلول


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منير شحود - بعيدا عن الواقع... ومن أجله