أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منير شحود - تقاسيم على وتر الخوف














المزيد.....

تقاسيم على وتر الخوف


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 666 - 2003 / 11 / 28 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يرتبط الخوف ارتباطا وثيقا بغريزة البقاء, مما يجعله أحد المشاعر النفسية التي تولِّد إحباطا وتثبيطا عميقين لردود الأفعال, وانحراف هذه الردود عن السبيل السوي لتتلوى في اللاشعور قبل أن تجد لها مخارج لا سوية. وبالتالي فإن الخوف أحد أهم العوامل المعيقة لتطور الشخصية بصورة طبيعية, فتبقى في مستوى اللارشد القسري. والخوف عند الخائف الفاعل (المستبِد) يدفع صاحبه إلى التحفز المستمر لتعزيز السيطرة ودوامها, بينما هو عند الخائف المنفعل (المستبَد به) تقية يعبر عنها بسلوكيات معاوضة. وفي مثل هذه العلاقة بين البشر ينحدر التعايش إلى مستوى بدائي يبتعد بالإنسان عن كل عهود التنوير, ويغرقه في الفقر الروحي... وخلافه.
تتمثَّل العلاقة السابقة بوضوح في ظروف الاستبداد والطغيان. والمستبد يبرر لنفسه الاستحواذ على الآخرين أرواحا وأجسادا. فالعالم يدور في فلكه, ويتحول خوفه إلى جبروت متأهب لسحق من يتجاسر على معارضته. فتدور الرعية - الجماهير مخبولة سكرى, وتغترب في حضورها مثلما تحضر في اغترابها. ولا يمكن لعلاقات الاستبداد أن تحفز الطاقات إلا في حدود صيغ هروبية وهشة يمكن أن تتعرض للانهيار في أية لحظة.
وحتى تستمر الحياة لابد من تحقيق التوازن. وعلى المستبد الأوحد أن يحمل في شخصه أو يُحمَّل تلك الثنائيات المعشعشة في وعي العامة, كالخير والشر والعدل والظلم, وينوس صنمه بين خوف منه وتقديس لشخصه. إنه الملاذ في الحقيقة والوهم, في السراء والضراء.
وهو العريس الأوحد, تدق له الطبول في جوقة هيستيريا جماعية تعبر فيها الجماهير المحشودة عن خوفها وحزنها بالفرح والصخب, وتنكر ذاتها إجلالا لهيبته وجبروته. فالرمز لا يُمس, وهو كائن في كل مكان, فكلماته مسموعة ومقروءة, وصورته حاضرة, وشبحه يحوم, وتجسيداته فزَّاعات تذكِّر به. ومن حوله تستعر نار الغرائز, فالظلم لا حدود له, والعدل مفقود إلا في رمزيته المسكونة فينا, والفقر قدرٌ ينتظر عطاياه وسخاءه, والفساد يحاذي مقامه العالي. نموت ليحيا... ويحيا لأننا أموات.
وعندما يزول المستبد يبقى شبحه متغلغلا في نفوسنا, نلمُّه حين يتبعثر ونفتقده حين يتلاشى! ونحاول التخلص من خوفنا... فنخاف. وتخلصنا منه ولادة صاخبة وخطرة ... مؤلمة ولذيذة...خوف يقطر فرحاً.
 في ذروة أحلامنا نتوسد الخوف... فتهرب رؤانا. نرزح تحت عقدة الذنْب, ونقايض بعض الخوف ببعض الأمن, و...نصمت. لا يبرحنا الخوف, فهو فينا, وخارجنا... جنٌّ بلا قمقم.
 



#منير_شحود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب تاريخي
- لبنان: ذكريات حاضرة
- بئس الخطاب القومجي: صاخب ومتعالٍ ولا إنساني
- محللون يحللون التحلل والحلول


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منير شحود - تقاسيم على وتر الخوف