أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الإغاثة الزراعية – ربع قرن من العطاء














المزيد.....

الإغاثة الزراعية – ربع قرن من العطاء


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


في بداية ثمانينات القرن الماضي-- وبالتحديد في العام 1983 ، وفي ظلمة ليل الاحتلال البغيض، قررت مجموعة من الشباب وخططت لتطلق حركة تطوعية تخصصية، تستهدف الأرض والفلاح الصامد عليها، انطلاقا من تحليلها وقناعتها بان الأرض هي محور الصراع الدائر بين شعبنا الفلسطيني-- صاحب الأرض-- وبين أعدائنا الطامعين بالاستيلاء عليها وتهويدها وطردنا منها،وقد كانت تلك المجموعة من الرواد مؤلفة في حينها من مهندسين زراعيين-- كانوا في معظمهم من أعضاء وأصدقاء حزب الشعب الفلسطيني-- من أبناء وسكان الريف المستهدف الأول من سياسات الاحتلال التوسعية، بالإضافة إلى متطوعين آخرين تدربوا في مدرسة اللجنة العليا للعمل التطوعي، الإطار الذي أنشاه الحزب في أواخر السبعينات-- كأداة للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وليقود في حينها ولسنوات عديدة بعدها-- أول حركة تطوعية منظمة-- غطت مساحة الوطن بمجمله.
وهكذا كانت لحظة ميلاد الإغاثة الزراعية، تلك المؤسسة التي تعتبر اليوم من اكبر واعرق المؤسسات الأهلية التنموية الجماهيرية، العاملة في مناطق الريف الفلسطيني.. لقد ولدت هذه المؤسسة من رحم المعاناة، التي كان ولازال يقاسي منها شعبنا الفلسطيني، وخاصة مناطقه الريفية التي لم يكتفي الاحتلال بتهميشها، بل وأطلق عليها غول الاستيطان الرهيب، لينهش أرضها بأنياب جرافاته، ويفترس بسياساته وقوانينه القمعية ساكنيها-- أصحاب الأرض الحقيقيين-- أملا بتهجيرهم.. ومن المؤكد أن الحاجة والضرورة هما من فرضا ميلاد هذه المؤسسة الرائدة، كأداة نضالية تساعد الفلاح وتدعم صموده وتعزز قدراته، بما لديها من خبرات وإمكانيات.
كانت البداية عملا تطوعيا في الإرشاد الزراعي، قام به مهندسون وفنيون لخدمة مزارعي الأغوار، الذين كانوا مهددين بالاستيطان والاقتلاع، وتوسعت الفكرة مع تزايد أعداد المتطوعين، الذين وجدوا بذلك العمل شكلا من أشكال المقاومة للمحتل، وتوسعت مناطق الاستهداف لتشمل المناطق الشفا غورية، وكل المناطق المجاورة للمستوطنات، وتلك المهددة بالمصادرة، مما فرض على الرواد الأوائل تشكيل لجان خاصة تنظم جهود المتطوعين وتوجه أنشطتهم، الأمر الذي فرض أيضا تشكيل أداة قيادية-- تخطط للأنشطة وتتواصل مع مختلف اللجان-- وهكذا وبعد سنوات من العمل التطوعي المباشر مع الفلاحين والكد والتعب تحت اسم لجان الإغاثة الزراعية-- وبعد أن حصلت هذه اللجان على أول دعم لها من إحدى المؤسسات الدولية الصديقة للشعب الفلسطيني ( وكان ذلك في العام 1987 ).. حدث تطور جديد في حياة اللجان، وانتقلت إلى مرحلة الماسسة، لتحافظ على ديمومتها وتواصل ترسيخ وتجذير علاقاتها بفئاتها المستهدفة، وذلك عن طريق البدء بتنفيذ عدد من البرامج التنموية القصيرة الأمد منها وأخرى طويلة الأمد.. وبذلك تحولت فعليا إلى مؤسسة أهلية تنموية جماهيرية حظيت بالشرعية المجتمعية فبل أن تسعى للشرعية القانونية.
واليوم وبعد ربع قرن من العطاء تقف مؤسسة الإغاثة الزراعية كالطود الشامخ بين نظيراتها من المؤسسات الأهلية، التي حرصت دوما على توثيق علاقات التنسيق والتشبيك معها-- تقف وخلفها ارث كبير زاخر بالانجازات طالت مختلف جوانب حياة ريفنا الفلسطيني حيث يمكن تلمس بصماتها في كل مكان.. في الطرق الزراعية وفي مشاريع الاستصلاح وحفر آبار مياه الشرب والآبار الزراعية وبرك المياه وفي الحدائق المنزلية وشبكات المياه وفي زراعة الأشجار.. كما ويمكن ببساطة متناهية لكل باحث أن يتلمس ما قدمته هذه المؤسسة على صعيد العمل على تنظيم الفئات الاجتماعية في مناطق الأرياف فجمعيات التوفير والتسليف وتنمية المرأة الريفية وتنمية الشباب واتحادات المزارعين كلها شواهد على الأثر المجتمعي الذي صنعته الإغاثة الزراعية.
كما ولم تتخلى الإغاثة الزراعية أبدا عن طابعها وجوهرها الوطني-- الذي ظل حاضرا في كل برامجها-- فكانت المساهمة وفي وقت مبكر بتشكيل لجان الدفاع عن الأراضي، وكانت من أولى المبادرين لتشكيل اللجان الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري، ووجهت جماهيرها الغفيرة لمعارك النضال الوطني، وقادت حملات لا تحصى ضد الاحتلال والاستيطان والطرق الالتفافية والجدار.. وعملت وعبر علاقاتها الدولية وأصدقائها المنتشرين في مختلف دول العالم على تعظيم حملات التضامن الدولية مع شعبنا وقضاياه العادلة..
ولم تنسى طوال حياتها طابعها الجماهيري والتزامها تجاه فئاتها المستهدفة، فانخرطت في مقدمة الصفوف لتثقيف الجماهير وتعبئتها وتدريبها، وتنظيمها في اطر ومؤسسات قاعدية واتحادات وطنية، لتدافع بشكل أفضل عن مصالحها، كما وبذلت جهودا جبارة لتامين حياة كريمة للسكان يتحسن فيها مستوى معيشتهم وترتفع فيها أيضا مستويات دخولهم، وتميزت في صدقها في محاربة الفقر والبطالة والتعصب والتزمت، ومنادية بالديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية،وبالنزاهة والشفافية، ورافضة للفساد والفوضى وغياب القانون والتعدي على الحريات.. كل ذلك سعيا منها لبناء مجتمع فلسطيني ديمقراطي حر، ولبناء قاعدة مجتمعية تشكل أرضية خصبة لبناء حركة اجتماعية، تعمل من اجل إحداث التغيير في مجتمعنا الفلسطيني نحو الأفضل والأنجع لشعبنا.
ومع الإرث الكبير الذي يزخر به تاريخ الإغاثة الزراعية، فان طموحاتها المستقبلية هي اكبر من ذلك بكثير، وهي تعكف حاليا على وضع خططها الإستراتيجية للسنوات القادمة، مقيمة لتجربتها، ومحللة للواقع بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية، ومتحفزة لمواجهة كل الاحتمالات التي قد تؤثر على هذا الواقع في المستقبل، واضعة نصب أعينها جملة من الأهداف-- في مقدمتها زيادة الإسهام في توفير الأمن الغذائي لسكان الأرياف، وتكثيف الجهود لبناء قدرات فئاتها المستهدفة-- وقدرات المؤسسات التي تنظم هذه الفئات، وتعظيم الدور الوطني والمجتمعي الذي تقوم به المؤسسة والحرص على تحقيق الأثر لهذا الدور.




#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات في تاريخ حزب مجيد
- فاطمة تودع ابنها الثاني شهيدا
- متى تنفذ الحكومة وعدها للمزارعين متضرري الصقيع..؟
- اللاجئون.. أوضاع تسوء وأحلام تبتعد
- جورج العظيم .. جورج الحكيم
- لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر
- شعارات لمسيرات ضد الحصار والعدوان على غزة
- يا سادتي اغضبوا ولو مرّة
- على بوابة الأغوار
- دعوة لعمل تطوعي في رام الله لتطهيرها من آثار بوش
- فلسطينية تتحدى الجدار
- ليس منا من يحبك يا بوش
- عن النساء والتنمية والتوفير والتسليف
- الانطلاقة تستوجب الاستفاقة
- عندما يكون المسئول حاضرا
- اعيادنا مصبوغة بدمائنا
- الاعتداء على وليد العوض عمل جبان يكشف ظلامية الجهة التي تقف ...
- منطق اعوج ونهج عقيم
- ابو مازن وليس عبد ربه
- حفاظا على الثوابت وتعزيزا للوحدة والصمود


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الإغاثة الزراعية – ربع قرن من العطاء