أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر














المزيد.....

لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 10:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم ارتكب جريمة يحاسب عليها القانون.. لم اسرق .. ولم اقتل.. ولم أخون الوطن.. وجريمتي الوحيدة هي أنني ومثل بقية أبناء شعبي نحب الوطن كثيرا.. نحبه حتى صار همه يطاردنا ليل نهار.. نحب الوطن ونكره أعداءه، ونحاول أن نفعل شيئا من اجله.. جريمتي كانت أنني وغضبا على ما أصاب قطاع غزة الحبيب-- الجناح الآخر لوطننا السليب.. أردت أن أقف مع غزة-- ولو بصوتي.. ولو بتحريضي للجماهير-- كي تخرج إلى الشارع لتعبر عن شعورها ضد القتل والاجتياحات، ضد التجويع والحصار، ضد قطع الكهرباء والوقود، وضد منع دخول الأغذية والعلاج.. خرجت وخرج معي المئات من المزارعين والشباب والنساء لننجح الحملة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، وهي الحملة التي قررت القيام بها كل القوى الوطنية الفلسطينية، ومعها شبكة المنظمات الأهلية.. خرجت إلى شوارع مدينة رام الله بتظاهرة ( تم تقديم طلب للجهات المسئولة لترخيصها ).. وعندما وصلت ورفاقي إلى المكان المحدد ( حيث لم نتسبب بإعاقة السير ) وبدأت رفع الشعارات الوطنية.. تقدم مني ومن تجمعنا ضابط شرطة فلسطيني، ليأمرنا بمغادرة المكان، وما كان مني لحظتها وهو يوجه لي الكلام بنبرة تهديديه إلا أن أجبته بأنني مواطن فلسطيني جاء للتظاهر دعما وتأييدا لشعبنا الصامد الصابر في غزة.. وكي لا تتطور الأمور أبلغت ذلك الضابط بأننا منحنا الموافقة حسب الأعراف الوطنية المتبعة.. لكن ذلك الضابط أصر على مغادرتنا المكان فورا، فرفضت الطلب إيمانا مني بأنه لا يجوز لفلسطيني أن يمنع عمل يخدم الجهد الوطني.. عندها أمر ذلك الضابط عناصر قوته باعتقالي وسحبي إلى مخفر الشرطة.. وسرعان ما وجدت نفسي مقادا وأسير مخفورا برجلي شرطة بمنظر مهين-- كأي لص أو حرامي أو مجرم خارج على القوانين..
سالت نفسي والمرارة تعتصر قلبي.. ألهذا الحد وصلت الأمور في بلادنا..!! وهل هكذا يعامل المناضلون..!! تذكرت مئات الأنشطة الوطنية والتظاهرات التي شاركت بها ضد المحتلين قبل قدوم السلطة وبعدها-- على الجدار وفي الأراضي المصادرة، وبالقرب من المستوطنات وعلى بوابات الجدار وعند الحواجز.. تذكرت كم مرة أغمي علي بفعل الغاز المسيل للدموع الذي كان يلقيه علينا المحتلون.. وكم مرة تعرضت للضرب المبرح بالهراوات وباللكمات على أيدي جنود الاحتلال.. وكم مرة كان القدر وحده الذي تدخل ليحول دون استشهادي.. تذكرت كل ذلك بسرعة وأنا أجرجر في شوارع رام الله أمام أعين نفس الجماهير التي خطبت بها عشرات المرات.. وسرت على راس تظاهراتها الوطنية ضد الاحتلال أحيانا، ومن اجل مصالحها وفي سبيل تحسين ظروف حياتها أحيانا أخر.. وفي الحقيقة انتابني للحظات شعور بالخجل للطريقة المهينة التي اعتقلت بها وللطريقة الأكثر اهانة عند سحبي عبر الشوارع.. لكنني في أحيان أخرى فلت لنفسي إنها الضريبة التي لزاما علي أن أظل ادفعها، لقاء ما آمنت به من مبادئ ومثل.. ولحسن حظي ولتدخل احد المسئولين الذي يعرفني تمام المعرفة لم امكث بالمخفر إلا لوقت قصير.
كان غضبي الأكبر ليس على ما فعله ذلك الضابط المنفذ للأوامر والتوجيهات-- رغم انه كان يبدو عليه انه يستمتع كثيرا بتنفيذ كل تلك الأوامر الظالمة، ولكن غضبي كان منصبا على من شرع تلك القوانين والذي أصدرها-- الذي يبدو انه لم يقرا أبدا وثيقة الاستقلال، ولم يعد يتحمل البقية الباقية من حرية الرأي والتعبير، فأراد أن ينقض على الحقوق والحريات، ويفرض إرادته السامية حتى ولو بالقوة المفرطة، ليمنع الناس من قول شيء آخر يخالف رؤياه.. أراد أن يكمم الأفواه وتقييد الحركة الجماهيرية، ( تحت مبررات كان يجب أن لا تكون عمياء وان تميز بوضوح بين العمل الوطني الخالص للوطن وبين العمل التخريبي ).. فالنشاط الذي عوقبت أنا ورفاقي عليه كان نشاطا وطنيا خالصا بعيدا كل البعد عن الفئوية-- بل وكان يوجه السهام كلها إلى المحتل الإسرائيلي.. وكانت كل شعارات الفعالية تدعو إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف.
رام الله – 23/1/2008





#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعارات لمسيرات ضد الحصار والعدوان على غزة
- يا سادتي اغضبوا ولو مرّة
- على بوابة الأغوار
- دعوة لعمل تطوعي في رام الله لتطهيرها من آثار بوش
- فلسطينية تتحدى الجدار
- ليس منا من يحبك يا بوش
- عن النساء والتنمية والتوفير والتسليف
- الانطلاقة تستوجب الاستفاقة
- عندما يكون المسئول حاضرا
- اعيادنا مصبوغة بدمائنا
- الاعتداء على وليد العوض عمل جبان يكشف ظلامية الجهة التي تقف ...
- منطق اعوج ونهج عقيم
- ابو مازن وليس عبد ربه
- حفاظا على الثوابت وتعزيزا للوحدة والصمود
- الفقير للفقير ولو كان على الحصير
- كي لا تسقط اوراق التوت
- ابو مازن يغامر الى حد كبير بوحدة ما تبقى من جبهته الداخلية
- خنازير المستوطنين تهدد حياة الفلسطينيين
- من حكايا القمع في بلادنا
- طوشة على التموين..!!


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر