درس في التعددية , والديمقراطية !؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 11:26
المحور: حقوق الانسان
    

لنتعلَم التعددية والديمقراطية من الطبيعة أمنا .. ومعلمتنا الأولى ..
تمعَن أخي القارئ في الغابات , والحقول , في البساتين , والمروج , والبراري أو الحدائق العامة والخاصة ... هل ترى لوناً , شكلاً , رائحة , نمواً , ثمراً , زهرًا واحداً... للشجر للأزهار للنبات للأعشاب للورود والثمر ..؟
وهل تشاهدها تزهر وتبرعم أو تثمر في يوم أو شهر أو موسم واحد كلها دفعة واحدة !؟ أو هل اكتسح صنف واحد المساحة كلها وألغى بقية الأصناف والأنواع الأخرى , وبقي في كل الفصول هو هو وحده ..؟

الشرط الأول لهذه النزهة أو المشوار , هو أن تسير مشياً على الأقدام .. وبيدك عربة التسوَق وبقية الأحمال والأثقال .... وإذا أردت أن لا تحمل شيئاً معك فلابأس , فاحمل عصاك أو دفترك وقلمك وافتح ذهنك وسر , المهم سر وحدك وتأمل وحلل ..
و أن لا تكون راكباً سيارتك , لأن من يمتطي السيارة لا ينظر إلا لنفسه وأنانيته وغروره وكبريائه وترفعه وعلوه عن الأرض وعن بقية البشر الذين يسيرون عليها ..

ليكن درساً لكل واحد منا أن يتعلم التواضع والإصغاء للاّخر وإعطاء حرية له في النمو والوجود ... أن يعبر عن نفسه لونه مكنونه قدراته موقعه ومساحته , حبذا ذلك ..!؟

الطبيعة دوماً أمنا ومعلمتنا بالموسيقى والرسم وخلط الألوان , معلمتنا بالفرح والمحبة واحترام الاّخر المختلف .. معاً على مساحة ما , مهما كانت صغيرة أو كبيرة , نستطيع أن نعيش ونعطي ونلون دون إلغاء ودون إعتداء أو تخريب أو نفي للاّخر .. أليس كذلك .. ؟

تنزه يومياً أخي القارئ العزيز في الطبيعة إستمتع بالسير .. والمشاهدة عن قرب في ..... غابة ما , حديقة ما , فضاء أخضر ما ... وتعلَم لغة الجمال , لغة الحب والإحترام , لغة التعدَدية والديمقراطية ..... كيف أن بتنوَع الورود والأزهار , وإزهارها كل أسبوع أوشهر أو موسم أو أكثر بلون ووردة ما , تبعث الفرح والبهجة والشذى والسحر في نفس الإنسان ووجوده على هذه الأرض .. ثم تغيب ليأتي صنف ولون وزهرة أخرى بجانبها وهكذا ...

وهذا ما كانت تجهله وما زالت أنطمة العبودية والإستبداد , ومعارضاتها في اّن واحد مع الأسف ..َ!؟
إن ما يحل بأوطاننا وشعوبنا الاّن من نكبات وماّسي وسجون وتعذيب وعدوان مستمر على الإنسان والقيم والوطن في غطرسة أنظمة الطغيان والرجعية واستمرارها .....هو إلغاء قانون الطبيعة وديمقراطيتها , قانون العقل , والمنطق , ووجود الإنسان وحريته في التعبير عن اّرائه , وخياراته .. واحترام مكانه في الوجود ..

فكما تعلم الإنسان الأول من الطبيعة الموسيقى .. وطوَر هذا الحقل , وكما تعلم أيضا الرسم , وخلط الألوان ومزجها وتتطور حسَه الفني ونمو خياله ..... وكما تطور الفكر والعقل بدراسة الكيمياء والفيزياء وعناصر الطبيعة وهلم جراً ووووو.... فلماذا لا يتعلم أيضاً تعددية الوجود , والاّراء , و أنظمة العلاقات مع بعضنا البعض وبناء المؤسسات الدستورية التي تصون هذه العلاقات وتنظمها وتحترمها .. ؟

ألم يكن المعلم ماوتسيتونغ على حق حين قال : " فلتتفتح جميع الأزهار , ولتتبارى جميع المدارس , والشعب وحده يميز بين الوردة العطرة والنبتة السامة ... " ؟
أما اّن لنا أن نوحَد الصفوف ونتلاقى.. ونستقبل ربيع دمشق جديد لهذا العام .. ربيع التقدم والتعدد والسلام والديمقراطية وحق الحياة ..؟

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل