أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - من خواطر زوجة سجين سياسي - رؤيا وإنتظار - قارورة زيت وأعداد 50 ,8 !؟















المزيد.....

من خواطر زوجة سجين سياسي - رؤيا وإنتظار - قارورة زيت وأعداد 50 ,8 !؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 11:24
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


من خواطر زوجة سجين
رؤية, وانتظار : " قارورة زيت وأعداد 0 5 , 8 جريس " !؟
أنتظرك حبيبي في هذا اللغز , السرَ ,
الهدية ... الأمل .. والرجاء !؟

يلغة القلب , ولغة الأحلام
إمتداد للتفكير .. والشوق
والهروب ..
سأنتظرك بين ألوان الغروب
بين أمواج الشروق
بين أصداح .. و أنغام الحرية
ومع قلب النهار .. مهما طالت الأيام .

أنتظرك مع شيبي
مع شحوبي
وتجاعيد وجهي
علامات التفكير , والصبر , والمعاناة اليومية
والاّلام ..

أنتظرك مع أطفالي
أحلامهم .. ألعابهم .. جمال عيونهم
التي لا تنام .

أنتظرك وسط الصمت السياسي
وسط الإنهزام السياسي
والصراع السياسي , والظلم والظلام !؟

أنتظرك بابتسامة الفلاح
وعرق جبينه .. اّماله .. أتعابه
عبر الحقول
و الحصاد
عبر سلال الثمار .. والغلال .. وندى الغمام ..

أنتظرك حبيبي في كل مكان
في أي مكان
في أي ساعة .. وزمان
مهما تعالت الجراح .. وتفاقم الإنتقام .

أنتظرك .. مع عرق العمال
و دوريات العمل
مع صرخات لبنان .. على جمر الإنقسام !؟


أفي كل هذا تنتظريني حبيبتي !؟

أجل : أنتظرك في أعلى القمم
على ثلج حرمون .. وشاربين
أو , بين غابات الزيتون .. والسنديان
أو بين بيارات البرتقال و الليمون
لنفرفط العنب
والجوز.. والرمان

أنتظرك سجيني بين الكروم
بين خوابي النبيذ
وورود القطن .. و مروج الأقحوان ..

أنتظرك .. بين شفاه مريض , يتوق للشفاء
على شفاه رضيع , لقبلة الحنان
أنتظرك على بساط المراعي
وأعراس البلابل
وشوق العشَاق .. لمواعيد العناق
حبيبي لا تقل لي أنك لن تأت
سأبقى أصلي ليلي ونهاري , لتأتيني غداً أو بعد غد
معي تنام الدموع .. والصلاة .. والنذور
مع خيوط نسَاجة ماهرة .. ساهرة مثلي
مع الفنان .. وألوان لوحاته
مع الشاعر .. وقصائده
مع الثائر... وبندقيته
نصرا , ومنديلاً , نغماً , و لوحة
حرية .. فرحا .. إنتصاراً
لخط العدل والحق .. والإنسان ..

علَني ألقاك مع شدو العصافير لاستقبال الصباح
هل ستأتي في الساعة الثامنة والنصف ( 50 , 8 ) لأنها مدار تفكيري منذ عام !؟
صباحاً , مساء ؟ لا أدري ؟ ما هذا اللغز والحلم الجميل ؟
هل ستبقى معتقلاُ ثمان سنوات ونصف , كذلك لا أدري !؟
أنتظرك يا كبيري , وصغيري
يا حلمي .. وأحلامي
قلمي .. خواطري .. وأفكاري ..

في كل دقات الساعة , أنتظرك
في كل أيام الشهر
في بداية كل عام دراسي .. وانتهائه
إنتهيت من إمتحاني , ولم تهنئني !؟
تمر الذكرى تلو الذكرى , والعيد تلو العيد
ولم أستلم منك لا قبلة ولا وردة !؟
لا زالت القبلة , والهدية , ينتظرها أولادك أبناؤك الناجحون
والاّن .. ما زلت في وضع الإنتظار .. !؟
..................


2 – وتدعوني أن أنام
وهل ينام المرء في زحام الصراع
في زحام الأفكار , والدموع تمطر كسحابة خريفية ؟

فوق أرض عربية
جداولاً حفرناها.. في سهول وجوهنا
وتلال أشواك بأقدامنا العارية تخطيناها , يوماً بعد يوم , ساعة تلو أخرى
دئبنا كالنمل , نحفر حجراتنا ونجمع مؤونتنا , وندافع عن بيتنا لأنه الإعتزاز والعمر
استمرينا نحفر اّبار دمائنا لنضئ القناديل الخافتة في طريق الظلمة الموحشة..

النضال يستلزم العمل
يستلزم الصبر المرير
والتضحيات الجسام التي لا تنضب , ولا تتأفف بصدمة واحدة .
طريق النضال , صحة أجدسامنا
وقود باستمرار , حريرات باستمرار
خبز يومي
ومراقبة الجراثيم ؟
* * *

باسم اّلامي المستمرة
باسم دافعي الضرائب ( السجون , البؤس , الإضطهاد , التعب , السهر )
لم نقس يوماً حجم التضحيات , الواجبات , و المواقف
لم نسترح حتى ولا ميلاً واحداً..

مهلاً يانجوم السماء , يا أمواج البحر , يا " لابات " البراكين , لا تسحقيني بموجاتك اللاهبة النارية
إنني والنار , والصدام , والعناد , على موعد كل يوم
طفلة كنت , أم صبية , أم شابة , أم ....... أمَ ..

مهلاً أيتها المتاعب , أيها الصراع الدائم
إرحم قواي الصامدة عبر عبور الجسور , والاّلام طيات , والنيران جبال , والأشواك أكمات
كلها , جميعها , تخطيتها ...

كل يوم أحدَث نفسي : لقد تلاشت العقيات , والصدمات , والإضطهادات
لكن , لا تلبث أن تقف كالمارد أمامي !؟

كلما سرت قدماً , سجلت يوماً من تاريخي
يرتفع صليب لألم جديد
لم ألاحظ يوماً مشابهاً لاّخر
أزهر الألم ربيعاً , عشبا ملونا في صفحات عمري
وهل أجمل من إخضرار الألم ..!؟
* * *

3 - ..... البارحة عشت قلق تأخير موعد الزيارة ( لسجن المزة ) وفشل تجهيز الطعام , والحاجيات , والأمنيات , ولقاء النظرات , والكلام المخبأ
تلاشى مع موجات القهر والألم .. والخسائر
عدت أنا والعائلة بخفي حنين.. بنقمة , وغصة !؟
وقبل البارحة عشت ألم ضغط النفقات ( مدرسة كوكب وسمر ) , والديون الملحَة المستعجلة
حلَت أزمة المال ببيع ( الاّلة الكاتبة ب 450 ل . س ) , وإذ برز سفر إبنتي سمر إلى القرية وتأخرها ؟
وظهور " ندبة " في يد إبنتي كوكب وما رافقها من ألم ؟
ما زلت صابرة , صامتة , على الألم , على الإستشهاد اليومي , والتحصين اليومي
إلى متى سيستمر هذا الليل ؟
ما أجمل الأم المناضلة وهي تحرق ذاتها لترى الأنوار على قباب الكنائس والماّذن .. وصروح الحرية ..
والأكواخ قد تحولت إلى متاحف ..!



4 – يقولون : أن الحب جنون ..!؟

وماذا في الحياة , في الكون , في الطبيعة , سوى المياه والقوت , والحبَ والعمل ؟
سوى الغذاء .. والمطر
سوى الإبتسامة .. والثغر
سوى الدماء
الجذور .. والثمر ؟
منذ الخليقة .. اّدم وحواء
والتفاحة الحمراء
رمز للحب .. للخير.. والمذاق
رمز الجمال .. والعناق
ماذا في حياتنا
سوى الحب الذي يلون الوجود .. والجنون .. والعطاء
والأمل ....!....... دمشق / 1975 – كانون أول 1976





#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرتباط العضوي بين أعداء الشعوب ؟
- دراسة أسماء العائلات في بلدة - صيدنايا - - في العصر الحديث - ...
- عربدات الكبار والصغار , ومسرح الدمى !؟
- عربدات الكبار والصغار وسطوة الشهوات
- عربدات الكبار والصغار والتوابع الأصغر , وانتشار المسالخ !؟
- من الرائدات : ماري عجمي سنديانة الشعر والصحافة - القسم الثال ...
- ستبقى دمشق - شامة الدنيا - وعاصمة الثقافة والحضارة !؟
- أهم الأشجار , والورود في منطقة صيدنايا - 3
- من شرب كأس الغربة , عرف طعم الوطن .. !؟
- من خواطر زوجة سجين سياسي - إلى أمنا الصابرة دمشق - 10
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحَة - جمال - 15
- من الرائدات : سنديانة الشعر .. الأديبة والصحافية ماري عجمي - ...
- من الرائدات : الأديبة الشاعرة الصحافية الدمشقية .. ماري عجمي ...
- لنزرع وردة حمراء , على مشارف الفجر .. من وحي ثورة أكتوبر الم ...
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحة - جمال - 14
- تحية .. وعيدية ..
- الحوار المتمدَن .. منتدى أممي يساري ديمقراطي , وهرم إعلامي ل ...
- نساء في سطور ..؟ - 2
- شموع وتهنئة .. للحوار المتمدن - 1
- أنابَولس ..أنا بوليس العالم !؟


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - من خواطر زوجة سجين سياسي - رؤيا وإنتظار - قارورة زيت وأعداد 50 ,8 !؟