أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - باقر الفضلي - آفاق زيارة الرئيس الأيراني الى العراق..؟*















المزيد.....

آفاق زيارة الرئيس الأيراني الى العراق..؟*


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 07:40
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا أضنن أن هنالك عاقلاً لا يسعده أنْ يَنعمَ بلده بأحسن وأفضل العلاقات مع جيرانه من دول الجوار، كما ولا أضنن أن هنالك سياسياً حكيماً يسعى بقدميه الى تأزيم تلك العلاقات، دون أن يفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة تسير بهذا الإتجاه.
فالعراق وإيران، ومهما بلغت جفوة العلاقات بينهما يوماً من ماضي الزمان القريب، كانا ولا زالا بلدين جارين تربطهما أقوى أواصر الجوار الجغرافية ، والمصالح المشتركة، فضلاً عن العوامل الإجتماعية والدينية والتأريخية والسياحية..!
وعلى خلفية كل ذلك، يرى المراقبون بأن زيارة الرئيس الإيراني الى العراق في الثاني من آذار القادم، تطرح نفسها، وكأنها بادرة خير وسلام تهدف الى إضفاء طابع حسن الجوار بين البلدين، وإزالة أي لبس أو شكوك عالقة حول حسن نوايا الجانب الإيراني إتجاه العراق..!
فليس من باب الصدفة أن يجري توقيت الزيارة، في وقت وصلت فيه العلاقات الإيرانية – الأمريكية حالة من التأزم، الأمر الذي دفع بالرئيس الأمريكي الى زيارة المنطقة وإعلان دعمه للدول الخليجية، والعربية الصديقة، وإسرائيل أزاء أية تهديدات إيرانية، في وقت حذر فيه اصدقاء إيران في سوريا ، من التدخل في الشؤون اللبنانية والعراقية، حيث لم يكن العراق إستثناءً من حالة التأزم المذكورة..!
فالوجود العسكري الأمريكي في العراق منذ العام/2003 ،لم تكن حالة طارئة بالنسبة للقيادة الإيرانية، وهي نفسها ليست بعيدة عن مقدمات هذا الوجود، إنْ لم تكن قد واكبته شخصياً منذ أيام إعداد مؤتمر لندن/2001 ، ولكن ما يمكن أن يُسَجَل على القيادة الإيرانية، هو عدم أخذها بالحسبان، ما سوف تؤول إليه تداعيات الوجود العسكري الأمريكي في العراق لاحقاً، وأغفالها جانباً، حقيقة المصالح الأمريكية في المنطقة والتي تقف وراء هذا الوجود؛ مما إنعكس فيما بعد، سلباً على العلاقات الإيرانية - الأمريكية المتأزمة أصلاً، ووجدت فيه إيران، تهديداً مباشراً لطموحاتها في التمدد في المنطقة وتطوير قدراتها العسكرية والنووية الداعمة لذلك، في وقت ينتشر فيه هذا الوجود على حدودها الغربية لما يزيد عن الألف كيلومتر. ومن جانب آخر، وجدت أمريكا في الطموح الإيراني المتصاعد مقروناً بعملية التسارع في تطوير قدراتها النووية، ما يهدد مصالحها في المنطقة..!
لقد دفع خطأ القيادة الإيرانية البراغماتي هذا، الى التفريط بالكثير من حالة التوازن التي كان ينبغي التمسك بها في علاقاتها مع محيطها الجغرافي الطبيعي من بلدان المنطقة وبالذات جاراتها الغربية، ومنها العراق على وجه الخصوص؛ إلا أن تلك القيادة، وبدلا من ذلك، وكرد فعل شديد من قبل المجتمع الدولي، وبضغط مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، على طموحاتها النووية، قد دفعها الى الإنجرار وراء سياسة التصعيد وحافة الهاوية، والتدخل في البؤر الساخنة في المنطقة، بذريعة التدخل الأمريكي في شؤون تلك المناطق، وهي لن تخفي ذلك، بهدف حرق الأرض تحت أقدام أمريكا حيثما وُجدت؛ ومن هنا تَرافق الوجود والتدخل الإيراني في تلك البؤر الساخنة، كالعراق ولبنان وفلسطين المحتلة، مع صعود التيارات اليمينية المحافظة بجناحها المتطرف، الى سلم القيادة..!
فليس غريباً والحال أن يترك هذا التدخل عواقبه السلبية حيثما وُجِدْ؛ فبدلاً من أن يساعد على تهدئة الأوضاع في تلك المناطق، أصبح عامل توتر وزعزعة للإمن، ما دفع بالأطراف الأخرى الى أخذه بالحسبان والتحذير من مخاطره. وهكذا هو الحال في كل من العراق ولبنان وفلسطين المحتلة؛ وليس المرء بحاجة الى الكثير من الأمثلة والأدلة لإيضاح ذلك. فكيف إذن سيكون عليه الحال يا ترى، بالنسبة الى موقف أمريكا من هذا التدخل، وهي الراعية لمشروع الشرق الآوسط الجديد..؟!
فلقد أشرت في مقالة سابقة تحت عنوان ( إيران : حسن الجوار أم قطف الثمار)(**) ، الى حقائق تَدخل إيران ودول الجوار الأخرى في الشأن العراقي، وأوضحت الفارق بين الإعلان عن النوايا والممارسة العملية في الميدان، كما أكدت على أهمية بناء علاقات الجيرة على أسس من حسن النية وعدم التدخل في الشأن الداخلي لدولة العراق والإلتزام بمباديء حسن الجوار، خاصة وان دولة العراق تمر في أحرج فترة إنتقالية لإعادة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وإستعادة سيادتها على أراضيها..!
ففي مثل هذه الظروف، ستجد زيارة الرئيس الإيراني الى العراق أهميتها ، ومن أجل أن تحضى بمثل هذه الأهمية والنجاح إذا ما حَسُنت النوايا؛ فإنه من نافل القول، أن يضع الجانب العراقي المستضيف للزيارة، كل أوراق نجاحها على الطاولة، وفي مقدمتها المكاشفة والمصارحة بحقيقة ما يمتلكه الجانب العراقي من هواجس مدعومة بالوقائع المادية، حول حالات التدخل العديدة التي تمارسها الجمهورية الإسلامية الجارة في الشأن العراقي، وفي جانبيه السياسي والأمني بالذات، رغم أن المسؤولين العراقيين حاولوا التخفيف من شأن هذا التدخل، بل وحتى نفيه أحياناً.(1) وربما إجتهاداً منهم بعدم تعكير الأجواء مع الجارة الشرقية إيران، رغم أن تصريحات بعض المسؤولين ونواب في البرلمان ووسائل الإعلام والشارع العراقي، ما إنفكت تؤكد مثل هذا التدخل وتضفي عليه الكثير من علامات الإستفهام والإستغراب، ناهيك عن مسلسل الإتهامات الأمريكية غير المنقطع حول تدخل إيران الأمني في العراق..!؟
وليس بمقدور المرء أن يغفل ما تعلنه إيران بين الفينة والأخرى، عن نفيها لأي تدخل في الشأن العراقي، وهي تعزو دائماً أسباب التدهور الأمني، الى الوجود الأمريكي في العراق، داعية الى إنهائه، في وقت تدرك فيه، أن اسباب ذلك الوجود، تعود لإرتباطه بقرارات دولية، آخرها كان قرار مجلس الامن الدولي /1790في 18/كانون الأول/2007 والذي أجاز بقاء القوات الأجنبية "متعددة الجنسيات" حتى نهاية العام/2008.
وفي أجواء الزيارة، سيكون هناك العديد من الأمور الشائكة والعالقة بين العراق وإيران، منها ما يتعلق بترسيم الحدود في مناطق الآبار النفطية المشتركة، والملاحة في شط العرب وغيرها من أمور الخلاف الأخرى، والتي في تقديري من اليسير التكهن بأمر بحثها في هذه الزيارة لأهميتها البالغة بالنسبة للعراق، خاصة وإن الكثير من الكلام قد قيل في وسائل الإعلام عن تجاوزات من الجانب الإيراني على حقول النفط المشتركة في مناطق الحدود الجنوبية للعراق مع إيران، وقد رفعت في حينه مذكرة الى الحكومة الإيرانية من قبل وزارة الحارجية العراقية بذلك.(2)
وكذلك ما يقال عن إعاقة أعمال الكري والتنظيف في نهر شط العرب، نتيجة لكميات الطمي المترسبة ومخلفات الحرب الغارقة من سفن ومعدات عسكرية، وما سببه [[التآكل الحاصل في الضفة اليمنى لشط العرب وعلى طول المسافة البالغة ستة كيلومترات ونصف الكيلومتر وبمعدل ثلاثة أمتار ونصف المتر، إذ يتسبب سنويا في فقدان ما يقرب من 100 دونم لصالح إيران من خلال تقدم خط التالوك باتجاه المياه الاقليمية العراقية.]](***)
هذا في وقت لم يزل فيه الجانب الإيراني متمسكاً ببنود إتفاقية الجزائر في السادس من آذار/1975 المثيرة للجدل؛ مستفيداً من ظروف العراق الحالية، ومعتبراً الإتفاقية أساساً لتثبيت الحدود بين البلدين وبإنها غير قابلة للنقض أو التعديل، مع علم القيادة الإيرانية التام وإحاطتها الدقيقة بظروف وعوامل وأسباب عقدها، وإدراكها بعدم إقرارها من قبل الشعبين العراقي والإيراني، وبإنها لا تصب في مصلحتهما، وقد واجهها العراقيون على إختلاف مكوناتهم بعدم الرضا والرفض، لعدم عدالتها وإجحافها بحق الشعب والوطن. .(3)
ومع ما قيل ويقال عن إتفاقية الجزائر/1975 وما يعلنه الجانب الإيراني بشأنها، فمن باب الحقيقة التأكيد: بأن القوى السياسية المعارضة للنظام الدكتاتوري السابق، والموجودة حالياً في السلطة ، كانت قد أعلنت موقفها الرافض للإتفاقية قبل اليوم، وهو موقف معروف للقيادة الإيرانية، وبالتالي يصبح من الضرورة البدهية، أن يقدم الجانب العراقي على تشريع هذا الموقف من خلال عرضه على مجلس النواب لضمان دستوريته، خاصة وأن الإتفاقية نفسها ملغية من جانب واحد، وهناك في مواقف القوى السياسية العراقية والمشاركة في العملية السياسية من هو قريب من ذلك الموقف..!(4)
وحيث تتجه الأنظار الى بغداد، وعلى أمل أن تكون أول زيارة لرئيس إيراني بعد إنبثاق الثورة الإسلامية الإيرانية /شباط/1979، فاتحة عهد من التفاهم والتقارب المبني على أسس من الواقعية والإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن تتسم بروح من الشفافية والمصارحة والإعتراف بسيادة العراق الكاملة على أراضيه ومياهه وأجوائه، {{ أعلنت طهران ان المفاوضات المشتركة العراقية الايرانية، بشأن اتفاقية الجزائر وشط العرب، ستعقد في 19 شباط الجاري، مؤكدة ان السبب في تأجيل المباحثات الثلاثية كان فنياً.}}(***) مصدر سابق
وفي نفس السياق، فإن وفداً عراقياً دبلوماسياً وأمنياً وصل اليوم 19/2/2008 الى طهران لمناقشة القضايا الحدودية.(5)
مع الأمل أن لا تندرج زيارة الرئيس الإيراني الى العراق في سجل الزيارات البروتوكولية، التي لا تُسهم إلا في تثبيت الأمر الواقع بكل سلبياته، فالملف العراقي – الإيراني من التعقيد والتداخل والتشعب، ما لا يمكن حسمه في جلسة بروتوكلية، والعراق بالذات، يتطلع الى أن تبنى علاقاته مع دول الجوار على أحسن ما يرام، من الصداقة والإحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل كافة المسائل العالقة والإشكالات السياسية والحدودية، عن طريق الحوار والتفاهم وحسن النية..!
____________________________________________________________
(*) http://www.nahrainnet.net/news/52/ARTICLE/11061/2008-02-14.html
(**) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=108353
(***) http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=57290
(1) http://www.yanabeealiraq.com/news_folder/n18020859.htm
(2) http://www.yanabeealiraq.com/news_folder/n03020843.htm
(3) http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=445111&issueno=10575
(4) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=120605
(5) http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=57377



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق:الصراع السياسي و-العرس البرلماني-..!
- الجمعة الحزينة...!؟
- الدولة المدنية الديمقراطية بين الطموح والواقع..!
- العراق: الصداقة والتعاون أم شيء آخر..!
- يا قلب ميسان..!*
- التلوث الإشعاعي: الموت بصمت..!؟
- الشهيدة..!
- البصرة: قتل النساء وصمت الحكماء ...!!؟
- حسن العتابي وداعاً..!!
- مجلس النواب : الحاجة والضرورة..!
- الحوار المتمدن والعملية النقدية..!
- العراق: إشكالية إبرام العقود النفطية والمصلحة الوطنية..!
- موقف غير عادل من قضية عادلة..!؟
- أوقفوا قرع طبول الحرب..!!
- تركيا: هل أزفت الساعة..؟!
- البصرة: الى أين..؟
- الحصافة السياسية عند الأزمات ..!!
- تركيا: عود على بدأ..!؟
- الفدرالية: بين خلط الأوراق ودق الأعناق..!؟
- نزيهة الدليمي.. لك الخلود..!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - باقر الفضلي - آفاق زيارة الرئيس الأيراني الى العراق..؟*