أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ياسر المندلاوي - العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(3)














المزيد.....

العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(3)


ياسر المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 09:17
المحور: القضية الكردية
    


إن الدين كمنظومة أفكار، مارس تأثيرا متباينا غلى جميع الظواهر الإجتماعية، بما في ذلك الحركات والإنتفاضات التحررية. ففي الوقت الذي كان فيه ممكنا توظيف الأفكار الدينية لتحشيد وتعبئة قوى جماهيرية واسعة من أجل التحرر الوطني، كان بالإمكان توظيف هذه الأفكار بإتجاهات معاكسة للعملية التحررية. وهذا ما كان يحصل دائما وسيظل كذلك ما بقيت هذه المنظومة من الأفكار ذات فاعلية في تأطير تصورات أقسام واسعة من السكان. وإزاء هذا التأثير المتباين تولدت نظرة ثنائية إلى دور رجال الدين والفكر الديني في الحركات التحررية، قوامها منح الدعم والتأييد لمشاركة الرموز والتيارات الدينية في النضال الوطني إلى جانب النضال وبضراوة ضد رجال الدين الرجعيين الذين يحاولون ربط الحركة التحررية بالأهداف الطبقية للقوى الرجعية والتخلف. وفي سبيل تأشير دور العامل الديني في الحركات الكردية، لابد من تبني نفس هذه النظرة الثنائية، وذلك إنسجاما مع واقع هذه الحركات التي غالبا ما تجاذبتها العوامل المتناقضة والمصالح الطبقية المتعارضة، التي إنعكست بهذا الشكل أو ذاك في تحديد دور مختلف العوامل الباعثة على التأثير في الحركات الكردية، ولاسيما العامل الديني. ولعلنا لا نبالغ كثيرا إذا ما ذكرنا بأن ظهور الطريقة الصوفية النقشبندية في السليمانية عام 1811 على يد مولانا خالد، كان في جوهره إنعكاسا ملائما وقتذاك عن هذه التعارضات الطبقية رغم محدوديتها. وهذا يفسر لنا مساندة الفئات الإجتماعية الناشئة لهذه الطريقة في صراعها مع السلطة السياسية والدينية في إمارة بابان، والتي كانت تمثل مصالح الأمراء الإقطاعيين وملاكي الأرض، الذين وجدوا في الطريقة الصوفية القادرية أداة ملائمة لضمان مصالحهم وإدامة سيطرتهم الطبقية. إن حرص أصحاب النقشبندية وشيوخها على عدم إظهار هذه الحقيقة لا يغير من الواقع الذي (كان ولايزال لسوء حظ هؤلاء يدل على وجود جوانب أخرى غير التوجه الروحي إلى الله في كل تجمع نقشبندي، شأنها شأن كل التجمعات الصوفية الأخرى)"15". وأبلغ دليل على ما نذهب إليه هو إبتعاد (البازاريون) عن مولانا خالد حال إنكفائه في الإتجاه (الإصلاحي) وعدم تمكنه من إستثمار المبادئ التصوفية للطريقة النقشبندية بالشكل الذي يعكس وبملموسية واضحة مصالح الفئلت الجديدة، التي دخلت الطريقة بدوافع واقعية تتجاوز الأطر الدينية الصرفة. لقد وجدت هذه المصالح تعبيرها لاحقا في عدد كبير من الحركات والإنتفاضات الموجهة ضد السيطرة العثمانية المتنامية، وضد كل سيطرة أجنبية بشكل عام. وفي أسباب هذا التجاوز للأطر الدينية التصوفية هناك عدة عوامل ساهمت بدرجات متفاوتة في وأد أي إصطفاف تنظيمي أو حركي يرتدي الزي الديني المجرد. ومن هذه العوامل:
أولا: فشل الطرق التصوفية في إستيعاب الحركة البدائية المناهضة للإقطاع المحلي، بسبب إحتكار الإقطاعيين ورؤساء العشائر للرئاسة الدينية، وإستثمار الوجاهة الناتجة عنها لتعزيز سيطرتهم الأقطاعية والعشائرية.
ثانيا: تصدي القيادات الإقطاعية والعشائرية التي تهيمن على الرئاسة الدينية، لمهمة المواجهة المسلحة مع قوات السلطات العثمانية والقاجارية المسلمتين، وإعتماد الرابطة العشائرية القوية في جمع المسلحين والأعوان بدلا من إعتماد الرابطة الدينية، وذلك بسبب ميل الرئيس العشائري إلى فرض هيمنته المطلقة دون الإكتراث بأي قانون وإن كان ذا طبيعة دينية. إن الرئاسة الدينية في هذه الحالة لا تتعدى أهميتها كونها أداة لجعل مركزه أقوى وأرسخ.
ثالثا: ميل الأكراد إلى ترجمة الرموز الدينية المجردة إلى وقائع ملموسة والإبتعاد، نتيجة ذلك طبعا، عن الإيمان المجرد بالمفاهيم الإسلامية، والبحث عن تجسيد لها في شخص الرؤساء الدينيين الذين هم رؤساء عشائر.
إن قيادة الرؤساء الدينيين لأهم الحركات الكردية لم تكن بسبب المركز الديني، وإنما بسبب المكانة العشائرية، وقلما نجد في كردستان رئيسا دينيا قاد حركة مسلحة من دون أن يتمتع بنفوذ عشائري قوي، بينما بالإمكان ذكر العديد من الزعماء الأكراد الذين تزعموا الإنتفاضات المسلحة مع إنهم لا يشغلون أي مكانة دينية متميزة ومنهم: محمد باشا الملقب ب (ميري راوندوز) ومن بعده بدرخان باشا الذي إنتفض عام 1842 وأقام وحدة أقليمية تضم كل المنطقة الواقعة بين بحيرتي وان وأورميا شمالا، والموصل وراوندوز جنوبا. ونتيجة للحضور القوي للعلاقات العشائرية والقبلية، فإن حركات النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وإلى حد ما بعض الحركات في بداية القرن العشرين، إصطبغت بصبغة عشائرية وليست دينية. وهنا لا نريد أن نلغي دور رجال الدين في هذه الحركات، إذ كان هذا الدور فاعلا وملموسا في بعضها، ولكنه، في الوقت نفسه، كان محكوما بالبنية العشائرية. فالشيخ الديني لا يتزعم الحركة بصفته الدينية، وإنما بصفته العشائرية، كونه رئيسا لعشيرة قوية. وكذلك الأمر بالنسبة للمؤيدين-المريدين والدراويش والصوفية، فهم يشاركون في هذه الحركات كونهم أفرادا في العشيرة، إذ أن سلطة العشيرة أقوى من أية سلطة أخرى، بما في ذلك السلطة الدينية. ويبقى أن نشير إلى مسألة أخرى تتعلق بشخصية العديد من الزعماء الأكراد الذين ينحدرون من أسر ذات مكانة دينية مرموقة، مثل محمود البرزنجي، والشيخ أحمد البارزاني وملا مصطفى البارزاني وآخرين غيرهم، وهذه المسألة تنحصر في توارث هؤلاء للمنزلة الدينية عن الآباء والأجداد. وهي منزلة ممنوحة وليست مكتسبة عن طريق التقوى والعبادة، وعليه إن المكانة الدينية التي يتمتعون بها لا تعكس بدرجة كافية مستوى تدينهم، ناهيك عن إفتقار البعض منهم إلى أدنى مستلزمات الرئاسة الدينية"16". وهذا يدعونا إلى القول بأن تزعم الشيخ الديني، الذي هو رئيس عشائري ايضا، لأية حركة كردية، يجب أن لا يوقعنا في المبالغة وخلق تصورات غير واقعية عن الأسباب الحقيقية لإندفاع هؤلاء في التحركات الكردية، وإسنادها بغير وجه حق إلى الأسباب الدينية....يتبع



#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(2)
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية... (1)
- أزمة المأزوم في ما ليس له لزوم
- العراق وأزمة الهويات المستحدثة
- الأزمة العراقية والخيارات الصعبة
- سوق الزبون
- الديموقراطية و الإشكال القومي و الأقلياتي في العراق
- الوطنية العراقية .. العقل والعاطفة
- الحزب الشبوعي العراقي.... سياسات بحاجة إلى تدقيق
- ثالوث الأقانيم في عراق الأقاليم
- الحزب الشيوعي العراقي بين التجديد والتأبيد
- شياطين الله.......3
- شياطين الله .....2
- شياطين الله ......1
- وما الفائدة من وجوده إذاً ؟
- آليات إعادة إنتاج الأزمات
- مصادر الموارد السياسية في العراق...3
- مصادر الموارد السياسية في العراق...2
- مصادر الموارد السياسية في العراق ...1
- الإسلام السياسي في العراق – 4


المزيد.....




- مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال ...
- هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها ...
- أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة
- مصدر: المملكة المتحدة لن تستعيد طالبي اللجوء من أيرلندا حتى ...
- القوات الإسرائيلية تقتحم عدة مناطق في الضفة الغربية وتنفذ حم ...
- الأمم المتحدة توقف أعمالها في مدينة دير الزور حتى إشعار آخر ...
- في غضون 3 أشهر.. الأمم المتحدة تكشف أعداد اللاجئين السوريين ...
- حميدتي: قواتنا ستواصل الدفاع عن نفسها في كافة الجبهات ومستعد ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- فلسطين في الأمم المتحدة.. من مراقب غير عضو إلى المطالبة بعضو ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ياسر المندلاوي - العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(3)