أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البزاز - مهرجان ميلانو للسينما العراقية... مخرجون يخترعون الصور كي لاتقتلهم صورة الواقع














المزيد.....

مهرجان ميلانو للسينما العراقية... مخرجون يخترعون الصور كي لاتقتلهم صورة الواقع


علي البزاز

الحوار المتمدن-العدد: 2192 - 2008 / 2 / 15 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


لم يغب عن اذهان منظّمي مهرجان "بغداد أوف لاين" في مدينة ميلانو الايطالية ما يعانيه العراقيون من مأساة. هم مجموعة من الصحافيين الايطاليين المهتمين بالثفافة العربية، تعرّفوا اثناء دراستهم اللغة العربية في دمشق الى وضع المثقف العراقي هناك، ففكروا في اقامة مهرجان سينمائي ينتشل العراقيين من الاحباط، ويتصدى للاهمال الذي يحيط بتجاربهم، ويساعدهم انسانيا من خلال تسليط الضوء على خبراتهم في بلد اوروبي مثل ايطاليا. بدأت عروض المهرجان بمسرحية "العميان" للمخرج انمار طه، يؤدي الجسد فيها دور البطولة، متناغما مع الموسيقى التي تتشكل منها حركاته الحزينة او السعيدة وفقا للايقاع. هذا اللون المسرحي الطموح، جديد على المسرح العراقي ويحتاج الى الدراية العميقة بالرقص والى مرونة جسدية عالية مع حس جمالي بالموسيقى يأمل بتحقيق ملكوت الجسد والايقاع.
المهم في المهرجان هو مشاركة افلام جديدة لمخرجين شباب تؤطّر الشجاعة تجاربهم، ولا يهادنون شحة وسائل الانتاج السينمائي او خطورة مواقع التصوير. فالفن بالنسبة اليهم سحر تنجزه المغامرة، وربما يشجع الخطر الفنان على ركوبه. اكثر من ثلاثين فيلما بتجارب متنوعة يوحّدها الهمّ العراقي شاركت في المهرجان، بعضها للمرّة الأولى واخرى لمخرجين ذوي خبرة سينمائية طويلة، من بينها الفيلم الوثائقي "اغاني الغائبين" للمخرج ليث عبد الامير، حيث يتلمس المشاهد بحثا عن الهوية العراقية المفقودة من شمال العراق إلى جنوبه عبر رحلة تكشف التصدع في مفهوم المواطنة وتتطرق إلى موضوع تعدد الطوائف والاديان، الذي بدل أن يكون مصدر غنى وتنوع، يكشف عن هشاشة الهوية والانقسام الطائفي. فيلم وثائقي، "العراق موطني"، لهادي ماهود يصور عودة المخرج من اوستراليا إلى مدينته السماوة. مونتاج سلس ومحكم يحتضن الفعل الدرامي ويعبّر عن التناقضات التي افرزها الوضع بعد سقوط النظام السابق. كاميرا شجاعة تنطق ببعض المشاهد الحيّة للتفجيرات مع صور لعائلات في مديرية امن السماوة، حيث حوّل العراقيون موطن الخوف والبطش مساكن للعيش ولكنها لا تشي بالالفة وانما بالفقر الذي يجبرهم على افتراش السجون ملاذا وهم مواطنو البلد النفطي. فيلم "احلام"، للمخرج محمد الدراجي، سبق عرضه في مهرجانات كثيرة ونال جوائز عدة، هو الفيلم الروائي الاول بعد سقوط نظام الديكتاتورية، والفيلم المئة في تاريخ السينما العراقية. فيه يتمكن الضحايا والذين تعرضوا للإدانة في ظل النظام الفاشي، من اثبات براءتهم التي بها يجرّمون النظام الذي زج بهم في مشفى للمجانين. يزخر الفيلم بمشاهد وثائقية حيّة لمدينة بغداد وهي تحترق.
من بين التجارب الجديدة الجريئة، فيلم يفضح ما آلت اليه الطفولة في العراق، بإمكانات شابة وفردية. "شكرا اميركا"، روائي قصير للمخرج عادل جودة يصور النزعة العدائية لدى مجموعة من الاطفال، ترعرعوا في بيئة الحرب حيث يصير السلاح من وسائل التسلية اليومية، والتداول المتكرر لمفردات الخطف والابتزاز والفدية هو اللغة المتداولة. وما استخدام اغنية الفنان مارسيل خليفة "تصبحون على وطن" في اثناء لعب الاطفال في ما بينهم بالبنادق، الا للتعبير عن موت يهديه اليهم الوطن.
عرضت ايضا في المهرجان افلام ذات طابع فني تشكيلي وتجريبي معا، منها "النوم بعيدا عن البيت" للمخرج مراد عطشان، و"الهجرة" للفنان التشكيلي علي عساف و"التدخين في العيون" وافلام اتخذت صفة الريبورتاج الطويل، منها للرسام علي طالب و"تحت الرماد" لعلي بدر الذي تكمن اهميته في الاسئلة التي يطرحها حول الطائفية وموقف المثقف منها. وقدم الفنان علي ريسان مسرحية "اطفال الحرب" اعتمدت على نصوص وقصائد لكتّاب وشعراء عراقيين.
اهم ما ميّز افلام المهرجان في شقّيها الوثائقي والروائي هو موضوع الحرب الذي سوف يشغل مستقبلا الثقافة العراقية وربما لفترة طويلة.
في مهرجان ميلانو تعّرف الجمهور الايطالي وعن كثب الى الواقع العراقي من خلال الفن، فتلمس حزن الثقافة العراقية المتأصل منذ رثاء جلجامش لصديقه انكيدو وبكاء عشتار على تموز وهي تهبط إلى العالم السفلي. ولكن رغم هذا الموروث المأسوي، فإن العراقي يتشبث بالاغنية واللوحة والقصيدة عابرا الالم إلى الحياة. ومن خلال المناقشة المباشرة مع المخرجين تكوّن اقتناع لدى الجمهور الايطالي مفاده أن الاحتلال غير مرحَّب به شعبيا في العراق وهو فعل يتفق الجميع على جعله موقتا وإن طالت فترة بقاء الجيوش. ودلّت المناقشات على ان معلومات الجمهور الاوروبي دعائية تلفزيونية وغير عميقة. وكم يسلتزم ذلك من أعمال فنية جوهرية تزيل سوء الفهم وسذاجة النظرة وخفة التناول.



#علي_البزاز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة مزينة بالضوء وبالموسيقي.. وريادة النوع
- الفيلم الوثائقي ( بلاد مابين الحربين ) *العراق منهوب الكرامة
- الفيلم الوثائقي - سندباديون - تيتانك عراقية معاصرة
- الفيلم القصير - المهد -عدالة السلوك
- الفيلم العراقي القصير - الليلة الثانية بعد الالف - الحكاية ا ...
- الفيلم الوثائقي – الدرامي - ذاكرة وجذور - ذاكرة الثلج االحار
- أحقاً كان الزرقاوي مُطارداً ؟
- -بعيداً عن بغداد- لقتيبة الجنابي المكان المنفي يعثر على صورت ...
- الفيلم الوثائقي -المراسل البغدادي الحلم يبدد رغبة العدم -
- الفلم الوثائقي دبليو دبليو دبليو كلكامش صداقة كلكامشيه وعراق ...
- مهرجان روتردام السينمائي تطور أم تراجع؟
- أضرحة وتعاويذ لتوطين النار وحفظ الأسرار الكتب الصناديق في م ...
- المعرض الفوتوغرافي العالمي الأرض من السماء
- الفيلم الوثائقي (أم ساري) الحرب: إرهاب للمستقبل
- فيلم -العراق في أشلاء
- مهرجان السينما العربية في بروكسل
- الفخاخ أكمن لعدالتها الآن
- عن فيلم الطريق إلى بغداد-الجزء الثاني - مشرق الارض - تربية ا ...
- عن فيلم الطريق إلى بغداد: غياب الفيلم كشخصية
- ذكرى رحيل الشاعر والرسام احمد أمير ..1 ..غياب مؤطر بمشاعل.. ...


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البزاز - مهرجان ميلانو للسينما العراقية... مخرجون يخترعون الصور كي لاتقتلهم صورة الواقع