أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البزاز - الفيلم الوثائقي (أم ساري) الحرب: إرهاب للمستقبل














المزيد.....

الفيلم الوثائقي (أم ساري) الحرب: إرهاب للمستقبل


علي البزاز

الحوار المتمدن-العدد: 1766 - 2006 / 12 / 16 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


التطرف بوابة الإرهاب المشرعة على الحرب مستفيداً من التأويل الديني أو الفكري الخاطئ للصراع مع الآخر الذي يقع ضمن مفهوم التطرف أو الحرب في جانب العدو حيث لا تصالح إلا مع القتل والدمار وهنا يصبح الفقر بريئا من تهمة الإرهاب وذلك بوجود التطرف المعين الأساسي للإرهاب وعاقبته فيما بعد الحرب ، والتطرف مطلق بطبيعته مثلما هي الحرب لا يؤمن بالتفكير المشترك لذا يشن حربا على المساواة ( لصالح أفكاره ) فهو لا يقبل فكرة أن الأفراد متساوون في حرية التفكير التي يصادرها متى تسنح له الفرصة ولذلك يجنح للحرب والإرهاب وعليه يبحث المتطرف عن غطاء و في اغلب الأحيان يجده في الدين الذي يستعمله كمسوغ للإرهاب أو الحرب .
الحرب هي الوجه المبّرر للإرهاب والتطرف هو الوجه السري لكليهما!! التطرف يكتسب القداسة من الدين بوصف الأخير مطلقا.
الدين كمانح للقداسة والشرعية يكون هنا مرادفا للتطرف ومغذياً له ، وعليه نرى الرئيس جورج بوش بوصفه مُنتجا للحرب كما أسامة بن لادن بوصفه منتجاً للإرهاب يستعملون في خطبهم الحماسية الدين كمبرر وكداعم لهما في إشاعة وتبرير الدمار ، فكثيرا ما يستعمل الاثنان عبارات مثل الإرادة
الإلهية ( كناية عن القداسة ) وعن الواجب الإلهي الذي يحملونه ( كتبرير للحرب ) . التطرف والإرهاب ووليدتهما الحرب يشكلون حلفا مقدسا يؤازر بعضهم البعض وان اتخذوا شكل العداوة المعلنة .
الحرب و مهما كانت أسبابها ونتائجها تعتبر إرهاباً أقل ما يمكن وصفه هو بإرهاب الحوار ، فعندما يتحقق إرهاب النقاش ستبدأ الحرب والتي هي تعبير عن إرهاب للجمال والطبيعة ، إذ تُخلف الحرب هذا الكم الهائل من الركام الذي هو ضد الطبيعة بوصفها منتجا للجمال ، وتُخلف في نفس الوقت التشويه
الجسدي للأفراد الذي هو بالضد من تكامل جسد الإنسان .
الحرب بدمارها الفتاك هي إرهاب للمستقبل وخاصة لمستقبل ذاكرة الأطفال لأنها تعطي المبرر لاستخدام الدمار والقتل باعتبارهما حلا ، و لاحقاً سيتم إرهاب سعي الأطفال للعيش المشترك عندما يكبرون لان الحرب ترسبت سلفا في أذهانهم على أنها الحل الناجع وعندما يتم التضحية بمستقبل الطفل لصالح الدمار ستضع عندئذ الحرب مطمئنة أوزارها فقد حققت الغاية الٌمراد منها

الطفل العراقي (ساري 10 سنة والمصاب بالايدز نتيجة نقل الدم له من مصاب ) هو الذي سيثبت جليا أن هناك خللا في اللجوء للحرب كوسيلة للحل وذلك من خلال إدانته للسلطة العراقية ومن ثم الآلة العسكرية الحربية التي تُعيق جهود والدته الرامية لمعالجته .
مشاعر طفولية ناطقة بصمتها مقابل آلة عسكريه ناطقة بقوتها ولكنه فاشلة بحلولها .
أم ساري العراقية الريفية والمصدقة بسبب طيبتها البريئة لوعود المسؤولين العراقيين بمعالجة ابنها المصاب بالايدز - فهذا يرشدها إلى أن تكتب تظلما إلى وزير الصحة وذاك يقول لها " إن هذا المرض ميئوس من شفائه " وهي تكرس وقتها للحصول على العلاج لولدها دون فائدة كما هو حال العراق : حيث لا فائدة من كل
المحاولات لإنقاذه
.
رأي الفيلم :
أولاً : رغم أن مرض الايدز عالمي ويصعب على الناس الفقراء من مثل أم ساري من الحصول على الدواء إلا أن الفيلم يُلقي باللوم على الاحتلال في ذلك من خلال لقطه معبرة دراميا ، فعندما تحقن أم ساري طفلها وهو يتألم تنتقل الكاميرا لتصور دوريات الجيش الأمريكي.
تألم الطفل هنا حسب الفيلم هو ناتج عن الاحتلال الذي قضى بدوره على الرعاية الصحية في العراق وتشارك إلام طفلها في المعاناة عندما ترى الدورية العسكرية ، ومع أن الفيلم قصير ( 21 دقيقة ) إلا أنه يصور مرور طائرة مروحية في الجو ( سبق للمخرج إن عرض مشهدين لطائرة سمتيه عسكرية في فيلمه -العراق في أشلاء - ويبدو أن المخرج مولع باستخدام الدلالة السينمائية للطائرة المروحية ( فالطائرة المروحية تسيطر على المكان في أثناء طيرانها ، أي أن العراق مسيطر عليه من قبل آلة عسكرية لها من البطش والهيمنة القدر الكافي لتتحكم في مصير العراق من علٍ ( من السماء) وتكتسب إرهاباً إضافياً لان الطائرة عندما تحلق يترك الأطفال في الفيلم لُعبهم الطينية وينظرون لها بخوف وارتباك .

ثانياً:
وفي لقطة سينمائية جميلة يقول الفيلم رأيه الصريح بالاحتلال مؤكدا راية السابق في الفيلم (العراق في أشلاء ) حين تتحدث أم ساري وتقول : العراق بلد محتل منذ ثلاث سنوات ولا نعرف مصيرنا إلى أين !! تنتقل الكاميرا مباشرة لتصور شاشة تلفزيون في نفس الغرفة : هتلر وهو يستعرض قطعاته العسكرية فبحسب هذه اللغة السينمائية يُفهم من أن الاحتلال فاشية جديدة ، سبق وان أشرت في مقالتي حول الفيلم ( العراق في أشلاء للمخرج جيمس لونكي الذي هو نفسه مخرج الفيلم – أم ساري - إلى اللغة السينمائية التي يستعملها والى مهارة كاميرته و هو نفسه مصور الفيلمين وقد درس التصوير في أمريكا وروسيا ) ويبدو انه يطبق كلمة المخرج المبدع " ازنيشتاين" والذي يقول "كلنا قد خرجنا من غرفة المونتاج " ، فالسينما صناعة ولغة تلميذ بار ومطيع للمونتاج .
راس السينما هو الدراية بالمونتاج . إن المخرج جيمس لونكي يقتنص موضوعاته من خلال العلاقة الحميمية بالمكان والواقع الاجتماعي ويعايش وكاميرته تفاصيل الحياة اليومية ، إذ يبدأ فيلم أم ساري ) بمشاهد من الريف) (الجواميس ، السواقي ) مع موسيقى جنائزية تبوح بالموت = الحرب والمرض .الطفل ساري مصاب بمرض الايدز.
يبدو أن السينما الوثائقية ستبتعد كثيراً في ا لمستقبل عن الاستعانة بالوثيقة والأرشيف وستركز اهتمامها على الواقع التي هي نتاجه ،كما أنها أي السينما الوثائقية باعتمادها على الحياة الغنية بتوترها وبجمالها من جهة وتركيزها على الصورة السينمائية من جهة أخرى سُتلغي تماما التعليق من مفرداتها وعندئذ ستتحقق عظمة الفيلم الوثائقي المنافس في فنيته للفيلم الروائي والذي سينحسر كما اعتقد إلى فيلم المؤلف . ولربما سيكون مستقبل السينما وثائقياً.



#علي_البزاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم -العراق في أشلاء
- مهرجان السينما العربية في بروكسل
- الفخاخ أكمن لعدالتها الآن
- عن فيلم الطريق إلى بغداد-الجزء الثاني - مشرق الارض - تربية ا ...
- عن فيلم الطريق إلى بغداد: غياب الفيلم كشخصية
- ذكرى رحيل الشاعر والرسام احمد أمير ..1 ..غياب مؤطر بمشاعل.. ...
- الحرق أسهل حلول الضعيف: فلم وثائقي عن العراق
- المنفى لباس الفجيعة إلى الشاعر كمال سبتي في منفاه
- مقام اليراع
- فلمان عن العراق: أية إنسانية لحرب لا إنسانية لها؟
- قصائد
- فيلم العراق أغاني الغائبين المخرج ليث عبد الأمير بطولة الإن ...
- أيها الهامشي ذو المعالي
- مهرجان الفيلم الوثائقي العالمي في أمستردام (IDFA) بدلاً من ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البزاز - الفيلم الوثائقي (أم ساري) الحرب: إرهاب للمستقبل