أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البزاز - فيلم -العراق في أشلاء














المزيد.....

فيلم -العراق في أشلاء


علي البزاز

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


ما الذي يدعو طفل عراقي أن يقول: أريد أن أصبح طياراً، لأهبط في بقعة نظيفة وأعيش في غير العراق. وبعد أن تتفاقم عذاباته من جراء الضرب والإهانات التي يتلقاها من صاحب ورشة الحدادة التي يعمل فيها يقول "حتى عن الحلم قد توقفت" يبدأ الفيلم بلقطات سريعة لأنحاء بغداد: نشاهد الجيش الأمريكي في الشوارع، تحليق الطائرات، البنايات المهدمة. هذه المشاهد تلخص رسالة الفيلم بأن العراق بلد مدمر نتيجة الوجود الأمريكي. ورغم أن الفيلم وثائقي إلاّ أن البناء الدرامي للفيلم وقدرة الكاميرا على اقتناص الحدث بدقة يعطيان انطباعاً بأن للفيلم شخصية الروائي وذلك من خلال مشاهد شاعرية مدهشة وسيطرة على الحدث ( سنأتي لاحقاً على ذكرها ) كما أن أسلوب المونتاج يدل في أغلب الأحيان على أن الكاميرا هي التي تفاجأ الحدث .
محمد طفل عراقي يعمل في ورشة حدادة يديرها شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة مبتور الساق يتلكأ محمد في المدرسة التي لا يستسيغها ويفضل عليها العمل فبعد مرور أربع سنوات على دراسته لا يستطيع أن يكتب اسم والده مقدم الشرطة المفقود منذ عهد النظام السابق .فقدان الأب أدى إلى فقدان سعادة الطفل. صاحب الورشة ضد الوجود الأمريكي لأن هذا الاحتلال يهين العراق لكنه من الناحية الأخرى يسمح لنفسه أن يضرب الطفل محمد بكل قسوة ويتجاوز آدميته إن هذا جزء من الشخصية العراقية الموصوفة بالا انسجام .الفيلم يُروى على لسان محمد ويدخل من خلاله إلى متاهة الواقع العراقي العجائبي من هدم وتقتيل، مدارس غير نظيفة وسبورات كالحة لا تصلح للكتابة فتضطر المعلمة أن تكتب على الحائط . يتكرر مرتين مشهد استخدام المروحة السقفية في أثناء تحليق طائرة مروحية مما يذكرنا بفيلم " القيامة ألان لكابولا " . لم يضع المخرج أية فرصة إلاّ وقارنها بالصورة، مثلاً عندما يضرب صاحب المحل محمد تنتقل الكاميرا وتصوره وهو يضرب على الأدوات الحديدية، حلاق يقص شعر الزبون وفوقهما تحلق مروحية. الُمشاهد ومنذ البداية يقف أمام مخرج يعرف صنعته بدقة ويستخدم كل طاقة الكاميرا على البوح والرصد فيعدنا إلى مهارة الكاميرا الروسية الناطقة، كما ابتعد الفيلم تماماً عن التعليق فما حاجته إليه والصورة تروي كل شي وبعد أن ملّ محمد من الشتائم والضرب ينتقل ليعمل في محل عمه ويشعر بالسلام.
من خلال طفولة مهددة ومهانة عبر الفيلم إلى عراق مهدد ومهان. هكذا يتمحور الجزء الأول من الفيلم العراق في أشلاء تحت عنوان: "محمد وبغداد"


الجزء الثاني .. مدينة الصدر

تدور أغلب وقائع الفيلم في مدينة الناصرية حيث يسيطر جيش المهدي ويسن قوانينه الخاصة منتهكاً كرامة المواطن والدولة.
الناصرية هي الحاضنة لمدينة أور السومرية تأسس فيها الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 وبمبادرة من أحد أبنائها وهو فؤاد الركابي تأسس حزب البعث ووجدت المعارضة العراقية ملاذاً لها في أهوارها، المدينة الأكثر استهلاكاً للخمر وفق بعض الإحصاءات والتي أتحفت الإذاعة والتلفزيون ب 60 بالمائة من الفنانين مدينة الغناء التي أصبح الغناء فيها ممنوعاً بأوامر من جيش المهدي. هذه المدينة أعلنها جيش المهدي مدينة إسلامية وأخضعها لقوانينه. يتابع الفيلم غارات جيش المهدي على المتعاملين بمهنة بيع الخمور وضربهم المبرح، ثم أحداث الصدام مع القوات الإيطالية، دماء وقتلى وفي الجانب الآخر تبدو المدينة خربة مهملة لاشيء فيها سوى خطب ممثلي جيش المهدي والسؤال كيف استطاع المخرج أن يرافق جيش المهدي في مداهماته ويحمل معه كاميرا 35 ملم ويطوف العراق. أية شجاعة وجلد وحلم سينمائي لديه؟؟ ففي مشهد مؤثر لامرأة عراقية تتوسل لقائد في جيش المهدي أن يطلق سراح زوجها وابنتها بقربها تبكي، وحتى عندما يستخدم الفيلم لقطات وثائقية من الأرشيف يُدخل عليها الصناعة السينمائية فتبدو وكأنها وليدة الحدث الآني ينتهي هذا الجزء بلقطة سينمائية مؤثرة: قبر وبجانبه يرفرف علم عراقي ثم كاميرا سريعة تصور السكك الحديدية إلى أن تتباطأ في سرعتها لتقف عند مشهد محطة فارغة هذا هو حال العراق قتل وتمزيق (قبر) السكك الحديدية ترمز إلى الانتقال من مرحلة إلى أخرى وأخيراً يصبح العراق محطة ولكن يبقى السؤال حائراً لماذا محطة فارغة؟؟


الجزء الثالث ـ كردستان

يبدأ هذا الجزء من الفيلم بدخان أسود لمعمل صناعة الطابوق (كوره) أقدم طريقة لصناعة الطابوق أستخدمها السومريون، الطابوق يرمز إلى البناء، نلاحظ مرة أخرى اللغة السينمائية في الفيلم في حين نرى القتل والخراب في باقي أنحاء العراق كأن الفيلم يريد أن يقول أينما يتواجد الأمريكيون يحل الهدم (لا توجد في كردستان العراق قوات أمريكية) هذا الجزء يصور الرعاة والفلاحين الكرد، الأطفال سعداء ويلعبون ويذهبون بشوق إلى المدارس في حين أن الطفل محمد في الجزء الأول يُضرب ويُهان ويترك المدرسة.
يقول فلاح كردي أن العراق سيقسم إلى ثلاث مقاطعات فتنتقل الكاميرا لتصور ناراً تلتهم الحطب ويعني حسب هذه اللغة السينمائية أن مصير العراق الاحتراق إذا جرى تقسيمه إلى مقاطعات وأحسب أن هذا الموضوع هو بالنهاية رأي الفيلم ولذلك اُختير العنوان (العراق في أشلاء) ويبدو أن طاقم الفيلم قضى وقتاً طويلاً في كردستان من خلال تصويره لمناظر الربيع والشتاء نشاهد أطفالاً يتراشقون بكرات الثلج وهم سعداء وقد عاش المخرج سنتين في العراق من أجل إنجاز فيلمه ينتهي فيلم "العراق في أشلاء" بمشهد يصور صبياً يدخل الحقول..
المخرج جيمس لونكي (34 عاماً ) درس التصوير واللغة الروسية في أمريكا وروسيا، أخرج العام 2001 فيلماً بعنوان (وقائع يومية في غزة) حصل فيلمه العراق في أجزاء على جائزة أفضل إخراج وتصوير في مهرجان - الشمس المشرقة - في أمريكا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عُرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان السينما العربية في أمستردام



#علي_البزاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان السينما العربية في بروكسل
- الفخاخ أكمن لعدالتها الآن
- عن فيلم الطريق إلى بغداد-الجزء الثاني - مشرق الارض - تربية ا ...
- عن فيلم الطريق إلى بغداد: غياب الفيلم كشخصية
- ذكرى رحيل الشاعر والرسام احمد أمير ..1 ..غياب مؤطر بمشاعل.. ...
- الحرق أسهل حلول الضعيف: فلم وثائقي عن العراق
- المنفى لباس الفجيعة إلى الشاعر كمال سبتي في منفاه
- مقام اليراع
- فلمان عن العراق: أية إنسانية لحرب لا إنسانية لها؟
- قصائد
- فيلم العراق أغاني الغائبين المخرج ليث عبد الأمير بطولة الإن ...
- أيها الهامشي ذو المعالي
- مهرجان الفيلم الوثائقي العالمي في أمستردام (IDFA) بدلاً من ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي البزاز - فيلم -العراق في أشلاء