أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - صندوق بنيامين














المزيد.....

صندوق بنيامين


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


مرت سنوات وتغيرت اشياء وتحورت اشياء اخرى ، اندثر عدد واصبح استعادة عدد اخر منها رغم اهميته بلا طعم ولا اثر مع انه هو الآخر
استهلك ودخل قفص الأبهام ولفه خيط ثم اخر يتعامد عليه ويوازيه خط صارم اخر ثم يهبط مستقيم يلتقي راسه مع نقطة البداية ، يجد المبهم من تلك الأشياء نفسه مسجونا ليضمحل هناك ويترك مكانه لفراغ يشغل جسد مستطيل . صندوق نخاف فتحه ، لكي لانصطدم بحقيقة كونه فارغاوتنتهي حكاية تلك الأشياء التي نعتقد بانها في صناديقنا ، لذا نبقي تلك الصناديق بعيدة عن فضولنا لنحيا ابدا على امل في تلك
الأماكن التي تتقرفص فيها الأشياء ، الأشياء التي تتمتع برعاية الذاكرة .. ماذا لو كان ذلك الشئ . صرخة ؟!

كان الصندوق المصنوع من ورق المقوى غير قويا بالمرة ولكنه احتوى على صرخة ! .. اعتقد( بنيامين ) بان الصندوق مهم جدا ، هناك من صرخ فيه ثم قفله مسلما اياه ورحل .. وحذره من اشياء كثيرة عليه تفادي تداولها والا ومن مكان بعيد يمكن حشر مفتاح شبحي يطير لمسافة بعيدة ليستقر في ثقب الصندوق ويتحرك المسنن منه مرتين الى جهة اليمين، ويكون الصندوق مهيئا تماما ليفتح نفسه وتخرج صرخة على درجة لايمكن تحمل رعبها ، لربما ستكون اقوى من انفجار شحنة ناسفة ادخلت في اذن ( بنيامين ) سرا لتعاقبه على تداوله اشياء معينة عليه ان ينسى بانها اشياء تدفعه للأهتمام بها ! وهكذا كان هناك رقيب يؤدي وظيفته بشكل كامل دون نقصان ، مع ان ذلك الملعون رحل
والى الأبد ، الا ان ماتركه كصرخة في ( باكيت مسحوق الغسيل ) وسلمه لبنيامين قبل ان يغادر . كان كلغم تركه.امانة رقيب مجهول
غادر الى مكان مجهول ، لااحد يعرف السبب ولأية غاية وذلك لم يكن مهما . فصديقنا السجين بنيامين كان شغله الشاغل ان يعتني بذلك
الصندوق الذي يحتوي على صرخة لو خرجت لكانت مؤذية وقاتلة فعليه الحذر وثم الحذر من كشف سر مهم جدا حول الذي مضى !

لم يكن احدما قادرا على تفسير حكاية مثل هذه ، لأن معلومات ( بنيامين ) نفسه حول ذلك باتت قليلة فهو بمرور الأعوام فقد ذاكرته هنا في ( ابي غريب ) ، وانا نقلت مثل غيري الى الزنزانة مؤخرا . وهكذا كان هناك من يقول بان بنيامين مجنون ولااحد يهتم بعدد السنوات التي مرت عليه هنا ولأي الأسباب التي بناءا عليها سجن غير اننا علمنا في نهاية الشهر بان مامورا من ( الحرس الجمهوري )
حضر لتسليمه نصف راتبه الشهري كنائب ضابط في احدالويةالمشاة التابعة لقوات الحرس الجمهوري . وتصرف بنيامين وعلى مايبدو بالمبلغ
المسلم اليه ( 64دينارا) بالشكل الذي درج عليه في نهاية كل شهر .

يحمل بنيامين صندوق الصرخة ، يتابطه ويتجه نحو حانوت ابوغريب ليسلم نصف راتبه الى ( نداء الأرمني ) من خلال الشباك المربع الصغير
ويسلمه نداء عددا من معلبات اللحم الهولندية ، فيعود مسرعا الى الزنزانة رقم (7) ويضع كارتونة مسحوق الغسيل سومر والتي تحتوي
على الصرخة طبعا وبشكل غامض جانبا ، ينظر نحونا بريبة وخوف ، ثم يسرع بفتح تلك العلب ، الواحدة تلو الأخرى ويلتهمها
باصابع نهمة ، وبعد ان يستقر اللحم البقري في جوفه ، يرسم علامة صليب بحركات من ابتكاره وحده ، فلمس جبهته بالتقاء اطراف اصابع
الكف كان لنا ان نفهمه الا ان الحركة التالية كانت لمس حاوية الصرخة ومن ثم تمرير كفه باصابع ملائكية مبسوطة فوق علب اللحم البقري الهولندي في قداسة تامة لتنتهي رشامة صليبه الخاصة بمسك الصندوق اللغز من طرفيه وتقبيله ومسح جبهته العريضة به ، كان
( باكيت مسحوق الغسيل ـ سومر - ) بمثابة كتابه المقدس فهو يحتوي على صرخة لن ينسى بانها في الداخل ، وفي احتفاظه بالكارتونة المضحكة تلك اكبر دليل بانه لن ينسى وسيتبع وصاياالملعون الذي ترك له رعبا مغلفا كهدية ورحل ، لاندري ربما هو على قيد الحياة او قتل ، لاندري لربما اعدم .. لاندري لاننا لانستطيع معرفة من هو .. وبعد انتهاء بنيامين من طقوسه مع الأمانة المرعبة
وعلب اللحم الفارغة .. حدث شئ لايمكنني نسيانه !

نظر الينا نظرة ساخرة وهو يسحب نهاية لحيته التي جمعها بقبضته وقال لنا :-

- هل سلمكم سيدي صندوقا مثل هذا ؟!

استلقى بنيامين على سريره منكمشا على تثاؤباته العالية ..

يبدو انه نسي وللمرة الأولى ان يضع صندوق الصرخة تحت راسه كوسادة
تمون كوابيسه بما يلزمها من صرخات هائلة قبل ان يغط ....



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداس ازمنتي ( 5 )
- المولود في بغداد
- ( عراقي وعراقية **) فكرة لمعالجة حرة ابداعيا .
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ! ( الأخيرة )
- الأغنية المفقودة
- الأغنية المفقودة ..
- يريد او لا ..
- سلام ابراهيم وموجزه الموجز حقا عن القصة العراقية !
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ! ( 16 )
- قصة شاعر خنافس ونهر تشارلستون
- ارغب القراءة والمشاهدة ، لن اكتب اعتبارا من 2008
- بائعة السمك
- الحوار المتمدن .. وزارة ثقافتنا .
- خريف البطا ركة ال ,,جدد .. !
- قصتان قصيرتان جدا
- قصة القرش الصغير ..
- الطعنة الغامضة
- الضبع
- انشطار
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !..(15)


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - صندوق بنيامين