أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - شهادات في زمن الحصار















المزيد.....

شهادات في زمن الحصار


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


"قراءة في قصص جنود لا يحبون الأطفال لعبد الله تايه "
في مجموعته جنود لا يحبون الفراشات, يقدم الكاتب عبد الله تايه قصصا يشكل فيها الأطفال نابضا, أخذ الحياة عن مألوفها إلى ما هو عجيب وغريب, ضرب معايير الاحتكام إلى المنطق.. فماذا يقدم الفن والمُعاش صار, بفعل التكرار اليومي مألوفا, ما يضع المراقب في أتون معادلات تجاور الأسطورة, وتتجاوز الفنتازيا السوداء, فالدم النازف يسرب الحكاية قبل أن يتمكن الطفل من نطق مخارج الحروف.. فهل تفلت قصصه من أسار الفوتوغرافيا وتتجاوز حدود التوثيق؟ وهل تسعفه تجربته الطويلة مع القصة القصيرة لإضافة جديد في المبنى والمعنى؟
أطفال القصص حقيقيون, عاديون, يحملون أحلامهم الصغيرة, وأعمارهم, وكناهم, ومنابتهم الأسرية, ومناطق سكناهم, ودفاترهم المدرسية, والأحداث التي شاركوا فيها, أو كانوا ضحاياها, يتخثر دمهم النازف في رمال الحواري والأزقة, وينشر الحكاية قبل أن يتمكنوا من مخارج الكلام.. يرقصون رفضا حتى الفقد أو الموت..
فهل يتمكن المبدع من إعادة إنتاج الحالة بالخروج عن منطقها؟ وعلى أى منطق يسير في زمن انفلات المعايير..؟
في قصة طائرات ملونة " طلت من بوز النهار شمس يوليو الحارقة..", والطفل محمد اسماعيل نصار, 11 سنة يعود إلى البيت فرحا بشهادته بعد عناء عام دراسي كامل, يكمل فرحته بتجهيز طائرته الورقية التي طالما خبأها بعيدا عن عبث أخوته الصغار.. ينتهي من تثبيت الذيل الطويل والشراشيب الملونة, ينتظر ريح العصر لتجريبها مع أولاد الضاحية.. "تعلو الطائرات, لا يزعجها إلا غبار الكسارات المحاذية للمستوطنة.." تشتبك طائرات الأطفال بعيدا عن غبار الأرض.. يأخذهم اللهو والمرح حتى يحل المساء, وتزحف العتمة, يجذبون الخيوط وتهبط الطائرات والأحلام على الأرض, ويعودون قبل أن ينتشر الخوف, لكن إسماعيل الفرح بطائرته يرخي لها الخيط, لتتجلى عند قبة السماء.. تتكاثف العتمة, ويتغير مسار الريح, وتهبط الطائرة بالقرب من المستوطنة " ابتلع ظلام موحش قادم من وراء المستوطنة نور النهار, لم يخطُ كثيراً حتى فاجأته أصوات بلكنة لا يفهمها.." لم يعد إلى البيت, وبعد يومين وجد مقتولاً.. وظل الأطفال يطيرون طائراتهم الورقية, ويرخون لها الخيوط حتى تجلس عند قبة السماء, تطل بريئة مثل وجوههم على دنيا الله.. ولكن "ما أن يبرز الظلام, حتى يسارعون إلى بيوتهم, وتظل أصواتهم الطفلة تتردد في فضاء المكان حتى الآن.."
فهل تقف القصة عند حفظ وتوثيق مقتل الطفل محمد إسماعيل نصار؟ وهل هذه وظيفة الأدب؟ الكاتب غلف الحادثة بالإشارات, وأسقط عليها ما يريد, فالشمس حارقة حيناً ووديعة حيناً.. والريح حنون..والظلام توأم المستوطنة وباعث الغياب.. فيما أرواح الأطفال مشغولة بالبراءة والحلم والانفلات من سواد مقيم, يثير الغبار الذي يأخذ إلى موت مبكر.. وهو ما أزاح الحدث إلى الهامش فسكن التأويل المتن لتصبح القصة كائناً فنياً يملك شروطه..
وفي قصة أنا لا أحب القتل, نمضي مع الطفل مجدي أبو سل من حي الأمل في مدينة خانيونس, الذي يحب لعبة الأتاري وكرة القدم وأخته الصغيرة غيداء.
مجدي يساعد أباه في تنظيف محل الحلاقة, يكره القتل, ويستهجن أفعال الجنود خلف السواتر العالية التي أقيمت لتفصل المستوطنات عن الحي. الجنود يقصفون ويقنصون ويسحبون الشمس قبل أن تغطس في البحر, حتى تنتشر العتمة على سكان البحر أيضاً.. الطفل ينصت باهتمام لأحاديث الكبار في دكان أبيه "مناظيرهم تكشف دود الأرض, وترى ما في داخل البيوت.. تعرف الجنين في بطن أمه.. فما داموا بهذا الوضوح لماذا يصيبون الأبرياء الذين لا شأن لهم بالمواجهات؟.."
يلوذ الطفل بأحلامه في إكمال تعليمه, لا يهتم بالبحث عن وظيفة, فهو سيعمل في دكان أبيه حلاقاً, يجّمل الناس ويشذب خلقهم, وينزع الشوائب الزائدة من وجوههم.. وينشغل بالتفكير في طريقة وضع الجنود في عربة وإعادتهم من حيث أتوا دون عنف, أو إراقة دماء, كما في لعبة الأتاري " أعيد المعتدين إلى الحجرة التي خرجوا منها, فأنا لا أحب القتل.." لا ينشغل مجدي من أين أتوا, ولماذا هم في ديارنا يحتلون البر والبحر والهواء.. يخرج لشراء الحلوى لأخته غيداء, فيطلق جنود الدبابة الرابضة على فوهة الزقاق النار.. يصاب في كتفه, وعندما يصحو في المستشفى يسأل عن الدبابة الجاثمة على صدر الزقاق, وينظر إلى الفضاء.. الشمس لا تغطس في البحر ولا تفرد جدائلها على صدره, لأنهم يسحبوها إلى العتمة خلف السواتر الترابية..
لم يتوقف القاص عند الحدث اليومي المتكرر, تجاوزه ليعيد السؤال إلى أصله:
- لماذا هم يفعلون ذلك؟
فهل نعثر على بعض إجابة في" قصة الزنانة تعود مرة ثانية.." فالوقت ضحى والطائرة الزنانة حيوان خرافي غير مرئي, يوزع الرعب على الأمكنة.. والطفلة ريهام بارود تتهيأ وأختها الأصغر للذهاب إلى المدرسة في الفترة المسائية.. تحدق ريهام في السماء, لا ترى الطائرة, هل تسكن الطائرة مع الشياطين سماءً بعيدة, وتنفث القشعريرة في الأبدان على الأرض؟!
في المدرسة البنات ينشدن شمس فبراير الخجولة فيما الزنانة تصدر توقعاً أسود, فهي ترصد في النهار, ويحدث التوغل والاجتياح في الليل " الناس في المخيم يكرهون صوتها, فهو دائما نذير شؤم, إذ اعتادوا أن يشاهدوا أو يسمعوا قصفاً بعد كل زيارة للزنانة في أجواء المخيم"
في حصة الرياضة البدنية, فازت ريهام في مسابقة الركض" الجري", وفي حصة الرسم رسمت بيسان الأطفال يرشقون الدبابة.. وفي طريق العودة إلى البيت حدثت ريهام صديقتها عن زيارتها لمدينة الملاهي بصحبة العائلة, فترد الصديقة مبهورة كاسفة بالنفي, لأن أباها العاطل عن العمل بسبب الظروف لم يتمكن من اصطحابها إلى هناك.. فجأة تحتل طائرة الهليوكبتر السماء, وفجأة يحدث القصف, وتصاب ريهام وتننقل إلى المستشفى..
تتماثل ريهام إلى الشفاء.. وفي المدرسة تحتفي بها الناظرة والمعلمات والطالبات.. لكنها صارت كلما سمعت صوت الزنانة, لا تنظر إلى مصدر الصوت, بل تفكر كيف تلوذ بمكان آمن من القصف..
وهل يوجد في المخيم مكان آمن من القصف, وجدلية العلاقة والحياة والزنانة ما زالت قائمة عند حد الموت؟؟
في قصة "جنود لا يحبون الفراشات" عداء أزلي بين الجنود والأطفال
" حين يملأ الحقد قلب جندي يعمي بصره وبصيرته.." والحكاية مع آمنه قشطه, البنت الصغرى بين أخوتها الذكور, تحب شراء قصص الأطفال, تحكيها لهم, وتكتب اسمها على القصص وكأنها مؤلفتها, يشاكسها أخوتها, يغافلونها ويطلعون على القصة قبل أن تحكيها لهم, يفسدون عليها متعة الرواية.. آخر قصة اشترتها كانت عن حاكم عادل قبض على اللص, وأعاد المسروقات إلى أصحابها.. فهل تجد الحاكم العادل ليعيد لها ما سرق منها؟!
آمنة حياتها مثل أحلامها محصورة بين البيت والمدرسة والمزرعة التي يعمل فيها أبوها والتي يفصلها عن البيت الشارع ورشق الجنود..
وفي صباح الجمعة أشرقت الشمس, وقذفت البيوت الأطفال والصبية, ووقفت آمنة تتفرج على إخوتها وهم يلعبون كرة القدم مع أولاد الحارة, يسجلون الأهداف, تفرح لفرحهم, وتزهو بانتصاراتهم, وكالعادة انهمر الرصاص من المستوطنة فجأة, وفجأة ضاعت عين آمنة, " حارس العين لم يمسك الطلقة, لم يتمكن من تغيير مسارها, أغمضت من هول الصوت, كانت إغماضة أخيرة على نور الحياة.. وعلى صور ملونة شاهدتها العين في قصص كثيرة قبل أن يخبو نورها, راحت صور الفراشات والنحل, وجوارٍ تستحم في البحيرات, خيول تتسابق في الوادي, شمس تعلو بضفائرها, قمر ينساب على صفحة ماء, راحت الصور.. وغابت في حجرة مظلمة, لأن الجندي ضغط على الزناد.."
فهل قتل الجندي الملاك الحارس كما قتل العين؟.. تتساءل آمنة حزينة
-هذا الجندي لا يحب رؤية الأطفال فرحين, ولا البنات اللائي سيكن عرائس بعد حين.
يرد أبوها:
- من لا يحب الصغار لا يحبه الله, ولا يحبه البشر
لا علاج في غزة والجندي موجود, فتطير بها جمعية إنسانية, تحب الأطفال إلى هلسنكي, ترافقها أمها.. وفي الطائرة تتساءل آمنة "كيف ينام الجندي بعد فعلته السوداء" وتتذكر الحاكم العادل الذي لم يستطع إعادة ما سرق منها..
سؤال بحجم الفجيعة؟
قُتل الملاك, وغادرت العين محجرها, وانفتح في الوجه كهف مظلم سترت عورته عمليات التجميل.. ورجعت الطفلة بعين واحدة, تنظر من الطائرة, فترى جناح واحد, وشجرة واحدة, ونصف نافذة.. وطفولة قفزت عن الحلم إلى جب الهم.. ستكبر وتصبح عروسا تستقبل نور عريسها بعين واحدة, وتعيش فرحة مفقوءة.
في قصة" طائرة سوداء", يمارس الطفل محمود عابد, 11 سنة, هوايته باستنباط العلاقة بين قرص الشمس وجنون الهليوكبتر.. تسقط أشعة الشمس على قرص عباد الشمس وتطبع ظلها على الجدار, يحدد محمود مستوى الظل في الصباح وبعد الظهر, يسقط خطوطا من الظل إلى الأرض تميل بزوايا تدل على زوايا القصف.. يقذف بلية زجاجية تصدر فرقعة تشبه..يقلد صوت الانفجار وصوت سيارة الإسعاف.. وفي حصة الرسم في المدرسة يرسم في موضوع الربيع ورود حمراء, وحماماً أبيض, وطائرة سوداء تغرس جنزيرها في ورق الدفتر.. يعجب التلاميذ من طائرته السوداء فيما الهليوكبتر خضراء قاتمة.. يبرر "في جوفها طيار قلبه أسود يقصف كل شيء حتى الأشجار وأحواض الورد".. في الحارة يفاجأ بسرادق عزاء أقيم لجاره أبو حسين, الذي أخذه القصف وهو عائد من عمله في بيارات بيت لاهيا.. يعود إلى كراسة الرسم ويضع خطين أسودين لونهما أسود تصدر منهما نار حمراء مشتعلة, ويجيب على سؤال ارتسم على وجه أخيه الصغير.
- حرقتُ الطائرة.
وفي فناء الدار "وقف بجوار شجرة عباد الشمس يتأمل الخطوط, رآها حمراء قانية, وأحس بالطائرة تغادر صفحة الكراس, ترفرف مروحتها السوداء, تقصف الناس والأشجار, وأحواض الورد.. اقترب رأسه من القرص, فاحت رائحة الزهر, تسلل عبقها على روحه, وارتفع على أصابع قدميه, فصار رأسه بمحاذاة القرص.." كبر الطفل فجأة, وتماهى مع عباد الشمس يستمد منه بعثا جديداً, فينطلق في الصباح الباكر إلى التلة الموجهة للمستوطنة يرشق الدبابات.. خوذة ظهرت من برج الدبابة أمطرت رصاصاً.. انبطح الأطفال.. زحفوا بعيداً عن مرمى النار, لكن رصاصة مجنونة لحقتبه,بقدمه, تحسس الإصابة " قنصني الجندي صاحب القلب الأسود" وتلون قرص الشمس بسحابات الشفق الأحمر, وظللت زهرة عباد الشمس عتمة قاتمة, فتوقفت عن الدوران هلعاً, وانطلقت سيارة الإسعاف تخترق شوارع المخيم باتجاه المستشفى..
في قصة" لماذا يأتي هؤلاء.." "لماذا يأتي المستوطنون والجنود للسكن بجوار مخيمهم, وينتزعون الأرض والشجر والموج من أصحابها.. يتلهون بالقصف والإطلاق, هل أعجبتهم هذه اللعبة الشيطانية, أم أن دواخلهم محشوة بالكراهية للآخر" وكيف والحال كذلك لسعيد عياش فاقد البصر أن يحمي صغاره من قدر يأتي من القصف؟
سعيد عياش اغترب وتعذب في بلاد الخلق, فقد بصره ورجع خالي الوفاض إلا من زوجته وأولاده وبصيرته.. ماذا يفعل والوقت حصار, وقذائف ومستوطنات تطوق المخيم, وتسرق الأرض والشجر والمواصي والبحر.. فهل يحمي سقف الاسبست عياله من القصف الليلي.. لا ملاذ غير المطبخ يتكومون فيه.. أما هو فيفتح عينيه المطفأتين يسترشد بضوء بصيرته.. يصرخ ابنه خالد, شظية أصابت ذراعه.. نقل إلى المستشفى.. فقدت يده اليمنى القدرة على الكتابة, فأخذ يدرب اليسرى ويتساءل:
- هل لا يزال الجنود يجلسون وراء أسلاك وأكياس الرمل في مواجهة المخيم..؟!
خالد لم يلوثه السواد, ولكن يأخذه السؤال إلى مرمى آخر " عندما يكبر الجندي ويصبح أباً أو جداً, ربما يندم, لكن حتى ذلك الوقت يكون قد ارتكب حماقات كثيرة.."
هل هذا سؤال الطفل أم سؤال الكاتب؟ ربما يقود ذلك إلى محاكمة القصة فنيا, ولكن يبقى السؤال ملحاً.. لماذا يرتكبون كل هذه الحماقات؟ وإلى متى الانسياق وراء لعبة خاسرة..
وفي قصة الفراشة تطير حتى الصف الأول الثانوي, رفعت النحال في الصف الثالث الإعدادي, يلصق العلم الملون أسفل الفراشة البيضاء المطبوعة على حقيبته المدرسية علامة تجارية, يتباهى بفراشته التي ستطير بالعلم.. ينطلق مع الأطفال لرشق الجنود بالحجارة, فتصيبه طلقة مطاطية "داخلها كرة نحاس.. ضربت رجلى مثل ضربة شاكوش ساخن.. حاولت الاختفاء, لكن بندقية الجندي كانت أسرع مني.." ويوم تسلم الشهادة كان ترتيبه الرابع على الفصل,قال فرحاً:
- الفضل للعلم .
وقالوا مشاكسين:
-الفضل للفراشة.
هتفوا وتفرقوا على وعد باللقاء عند بوابة صلاح الدين, لكن الطائرات المروحية قصفت, وقطعت عليهم الجرافات والدبابات الطريق..واشتعلت رفح, فوضع رفعت شهادته في كيس نايلون وخبأها في عبه واندمج معه الآخرون.. سقط .. همس بصوت واهن " الشهادة في عبي, خذوها حتى لا تبتل بالدم.."
وفي اليم التالي توجه الأطفال إلى قبره, ووضعوا إطاراً مزيناً بألوان العلم, يضم صورة لشهادته, وزرعوا أشتال الورد حول الضريح, وانطلقوا إلى ساحة المواجهة, ورسموا على جدار لم يطله القصف في المكان الذي سقط فيه رفعت فراشة كبيرة كتبوا تحتها " الفراشة الملونة تطير حيث تشاء.. حتى إلى الصف الأول الثانوي.."
في قصة أرنب عند المنطار, وهي الأطول من بين القصص, والوحيدة التي لا تستند على حدث معلوم, وطفل محدد, حاول الكاتب من خلالها تقديم صورة للحياة في ظل الإغلاق والحصار والكساد وتفشي البطالة والمواجهة من خلال يوميات الطفل رامي الذي يشارك في قذف الجنود بالحجارة عند تلة المنطار شرق مدينة غزة, ويحرص عند عودته إلى البيت على جلب الحشائش للأرانب التي تربيها الأسرة.. رامي يمارس المواجهة خارج البيت, ويمارس طفولته عند إطعام الأرانب, يشاكسها ويلاعبها ويراقب حركاتها الطفلة, ونهمها للأكل بعد الجوع, يمني النفس بأكلة من لحم الأرنب الكبير, ويشتاق للحاملة ملانه "الحمص الأخضر" والبطيخ.. الأب, وبعد إلحاح من الأم, وضغط البطالة, وقلة الحيلة, يبيع الأرنب, ويعود بالبطيخ "والحاملة" وما تيسر من طعام, وعند باب الزقاق يفاجأ بإصابة رامي عند تلة المنطار, وفي المستشفى يخبر ابنه أنه اشترى الحاملة والبطيخ فيسأل الطفل:
- والأرنب الكبير؟
وبعد: فإن عبد الله تايه وهو القاص الواعي لأدواته ورسالته,أخذ دور الراصد/الراوي العليم, واستطاع باقتدار يحسب له تقديم شهادات فنية نابضة نازفة نقلت الواقع المعاش إلى واقع فني يملك شروطه, رغم ارتفاع صوت الكاتب في بعض الأحيان, فتكلم نيابة عن الأطفال, بوعي أكبر من أعمارهم, ولغة أعلى من لغتهم, هاجسه حصار الفكرة, ولكنه بذل جهداً قبل أن يطير فراشاته, وحلق معها لتأويل الانطلاق من الحدث الواقعي, وإقامة صروح قصصية بمنطق ورؤيا فنان حذر ومسئول, وتلك معاناة أخرى..
* عبد الله تايه, من مواليد 1950 يعمل مديرا عاما في وزارة الإعلام في فلسطين, يكتب القصة القصيرة والرواية, وقد نشرت أعماله في الصحف والدوريات العربية, وترجمت قصصه لأكثر من لغة, يشغل الآن منصب نائب الأمين العام لاتحاد كتاب فلسطين



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعواد ثقاب في ليل حالك
- أفشالومي الجميل
- حكايات الغربة -2 -
- حكايات الغربة -1 -
- حكايات في واقع الحال -3 -
- حكايات في واقع الحال - 2 -
- أجندة غزة وشطب الذاكرة -10 -
- حكايات في واقع الحال - 1 -
- بيضاء مثل القمر - قصة قصيرة
- أجندة غزة وشطب الذاكرة - 9
- حكايات عن واقع الحال
- أجندة غزة وشط الذاكرة - 8 -
- غزة وشطب الذاكرة -7 -
- البلياردو
- غزة وشطب الذاكرة -6 -
- الطبيب والزائر الغريب
- غزة وشطب الذاكرة - 5 -
- أجندة غزة وشطب الذاكرة- 4-
- أجندة غزة وشطب الذاكرة-3 -
- أجندة غزة وشطب الذاكرة -2 -


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - شهادات في زمن الحصار